مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
مأرب برس - محمد الخامري
يعتقد غالبية الناس أن الخزائن المملوءة بالكنوز والذهب والخرائط الدالة على بعض الكنوز في أماكن مهجورة نوع من الأساطير القديمة التي لا وجود لها إلا في الأفلام القديمة والأساطير والحكايات الخرافية التي تروى للأطفال قبل النوم أو في أفلام الكارتون على ابعد تقدير ، إلا أن الجامع الكبير بصنعاء افشل هذا الاعتقاد واثبت أن هناك خزائن ومغارات تحتوي على الكنوز بالفعل ، حيث شهد الأسبوع الماضي فتح مغارة حقيقية تحت الجدار الغربي القديم للجامع واستخرج منها ما لا يقل عن 4 آلاف مخطوطة أثرية قديمة وعدد كبير من القطع الأثرية التي تعد من الكنوز النادرة ، إضافة إلى 12 مصحفاً مخطوطاً بخط اليد يُعتقد أنها تعود إلى عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وتعود قصة الاكتشاف الكبير لهذه المغارة أو الخزانة كما تسمى في صنعاء إلى أن احد الأخصائيين في مجال الآثار وكان يعمل ضمن فريق ترميم الجامع الكبير بصنعاء الذي بني في السنة السادسة للهجرة وأثناء انهماكه في عملية الترميم اكتشف وجود عقد من مادة القضاض الأبيض وتحته جدار رقيق من الياجور "الطين المحروق" فقام بإزالته وعندها دهش من وجود مغارة مكتظة بالمخطوطات الجلدية القديمة.
زرنا المكان ورغم أننا مُنعنا من التصوير إلا أن القائمين على عملية الترميم تجاوبوا معنا وأعطونا نبذة عن الاكتشاف الثقافي الكبير ، حيث يقول مدير الترميم والصيانة بدار المخطوطات أحمد مسعود القدسي أن المخطوطات المكتشفة في الخزانة مخطوطة بالخط الكوفي ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والرابع الهجري وأنها بحالة جيدة وستمثل إضافة نوعية لمكتبة المخطوطات اليمنية ، مشيراً إلى أن المختصين في دار المخطوطات سيقومون بترميمها وإعادة تأهيلها لتكون صالحة للعرض ولتمثل تحفة مخطوطة نادرة على مستوى العالم.
وانتقد القدسي دور وسائل الإعلام في تغطية هذا الاكتشاف الذي يضم مصاحف ومجلدات مغلفة ومخطوطات تاريخية ووقفية ورسائل من والى الخلفاء بالإضافة إلى مجموعة من الأغلفة الخشبية والمجلدات المحبوكة التي قال أن دار المخطوطات والموظفين فيها سيتعلمون منها طريقة التجليد والحباكة من شدة دقتها ، مشيراً إلى انه لو كان هذا الاكتشاف في أية دول عربية أخرى مثل مصر أو سوريا أو الأردن أو لبنان أو تونس آو أي بلد آخر لقامت الجهات المعنية بالآثار والثقافة باستدعاء الصحفيين ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية وجمعت علماء الآثار من كل مكان وجعلت منه حدثاً عالمياً ومادة إعلامية تستمر فترة من الزمن.
وبحسب احد كبار السن الذين يداومون على الجلوس في الجامع الكبير لقراءة القران وتدريسه فان هذا الاكتشاف يعد الثاني من نوعه وليس الأول ، حيث تم اكتشاف مخطوطات قرآنية في سبعينيات القرن الماضي لكنها لم تكن بهذه الكمية وهذا التاريخ القديم إذ يعتقد "على مايذكر" أن تلك المخطوطات كانت من عهد الملكة أروى بنت احمد الصليحي التي بنت احد جوانب الجامع الكبير في عهدها.
وقد وجدت الخزانة التي فيها المخطوطات ملاصقة لضريح قبر النبي حنظلة في مؤخرة الجامع الكبير "جنوب غرب الجامع" بالقرب من مكان المحراب الصغير الذي يقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر ببنائه عندما أمر ببناء الجامع في العام السادس الهجري ، وهناك احتمال أن تكون المخطوطات تؤرخ لحقبة معينة من بناء الجامع الذي مر على مراحل متعددة.
يشار إلى أن الجامع الكبير بصنعاء القديمة يعد من أهم الشواهد التاريخية في العمارة الإسلامية ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السادسة للهجرة وبني حينها بأمر من الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كما قال الرازي في تاريخه.
وفيما اختلفت المراجع التاريخية في تحديد من قام بتأسيسه فمنهم من قال أن من بناه هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل وآخر قال انه الصحابي الجليل فروة بن مسيك المرادي ، إلا أن الكثير من المؤرخين قد اجمعوا على أن بانيه هو الصحابي "وبر بن يحنس الخزاعي الانصاري" في العام السادس من الهجرة بأمر من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
وتعاقبت على الجامع سلسلة من الإصلاحات والتوسيعات والإضافات منها ما شيده الوالي الأموي على اليمن أيوب بن يحيى الثقفي عام 86 هجرية الموافق 705 ميلادية بأمر من الوليد بن عبدالملك، وأخرى قام بها علي بن الربيع الحارثي عام 134 هجرية الموافق 751 ميلادية، بالإضافة إلى التوسعة التي قام بها الأمير اليعفري محمد بن يعفر الحوالي بين عامي 266 هجرية الموافق 880 ميلادية 270 هجرية الموافق 883 ميلادية، وكذا الجناح الشرقي الذي بنته سيدة بنت أحمد الصليحي أبان حكمها اليمن في فترة الدولة الصليحية.
ويعود تاريخ المئذنتين الحاليتين إلى عصر الأيوبيين حيث أنشأهما «وردشا بن سامي» عام 603هـ أما المبنى المكعب المقبب الكائن في الفناء والذي خطط له أن يكون مستودعاً لمخطوطات القرآن الكريم والذي يضم حالياً أمهات الكتب في الفقه والدين والمخطوطات القديمة والكتب النفيسة والخط الأصيل ، وأشهرها مخطوطة للقرآن الكريم بخط الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فقد تبرع به الوالي العثماني سنان باشا عام 1016هـ.
هذا ولا يزال الجامع الكبير في صنعاء شامخاً يؤمه يومياً آلاف المصلين من أبناء صنعاء وغيرها وتشهد أروقته حلقات الدروس الدينية التي تنتظمه بشكل يومي.