صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل
إذا كان المسلمون يقومون برمي إبليس بالجمرات مرة كل عام أثناء حجهم إلى بيت الله الحرام، فإن معظم وسائل الإعلام المملوكة للديكتاتوريات العربية ترجم الصهيونية إعلامياً منذ عقود دون توقف، بحيث أصبحت تلك الحركة في الثقافة السياسية العربية الديكتاتورية كإبليس في الثقافة الإسلامية. لكن بدلاً من أن ينال طواغيتنا من الصهيونية على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان، كانوا ينالون من شعوبهم. فقد قدمت بعض جمهورياتنا "لشيطانها الصهيوني" خدمات جليلة يعجز عن وصفها اللسان، ولا تـُقدر بأثمان، هذا في الوقت الذي كانت أبواقها تكيل له اللعنات، وتقذفه بكل أنواع الجمرات الإعلامية. لكن ما الفائدة أن تلعن الصهيونية ليل نهار في أبواقك الإعلامية وأدبياتك السياسية، ثم تحقق لها على أرض الواقع كل ما تبتغيه من خلال سياساتك الجهنمية الديكتاتورية البائسة التي تصب في نهاية النهار في مصلحة عدوك خطأً أو عمداً؟
إن معظم السياسات العربية الحقيرة، وخاصة في الملكيات، بحق الشعوب والأوطان تبدو وكأنها مصممة لخدمة إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، فلا تغترّن بالحملات الإعلامية التي تهاجم الصهيونية صبح مساء، فكثرة الشتائم ضد الدولة العبرية لا تعني بالضرورة أن طواغيتنا يناصبونها العداء فعلاً. فهناك مثل صيني جميل يقول: "إن الكلاب التي تنبح كثيراً لا تعض". وهكذا أمر جنرالاتنا الطواغيت. وبالتالي فقد تكون تلك الحملات ضد ما كنا نسميه بـ"الكيان الصهيوني" لذر الرماد في العيون لا أكثر ولا أقل، إن لم تكن لمجرد التغطية على الخدمات العظيمة التي يسديها بعض طغاتنا "للعدو" المزعوم وتمكينه في المنطقة.
سمعنا قبل عقود كلاماً مفاده أن السياسات التي تنتهجها بعض الديكتاتوريات العربية هدفها بالدرجة الأولى تحطيم مجتمعاتها وشعوبها وإبقائها في حالة تخلف وجمود كي تظل إسرائيل الدولة الأولى في المنطقة عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً وصناعياً وديمقراطياً. لكننا كنا نعتبر مثل هذا الكلام مجرد إشاعات مغرضة ومحاولات مشبوهة لتشويه سمعة بعض الأنظمة العربية والنيل من "صمودها" في وجه الأعداء. غير أن ما كنا نظنه خيالاً مريضاً بدأ يظهر بمرور السنين، وخاصة الآن، على أنه الحقيقة بعينها، والأمور دائماً بخواتيمها. فالحال الذي آلت إليه ديكتاتورياتنا العربية من بؤس وتخلف وانهيار وتدهور يؤكد تلك النظرية، بدليل أن الربيع العربي جاء نتيجة طبيعية لتلك السياسات التي انتهجها طواغيتنا خدمة لإسرائيل. بالإمكان أن تكذب على الناس بعض الوقت، لكن ليس كل الوقت، حتى لو كنت أبرع من غوبلز وزير إعلام هتلر. فليس المهم ما تقول بل ما تفعل. وما فعله الكثير من الديكتاتوريات العربية خدم "العدو" أكثر بكثير مما أضره. والأمثلة لا تـُعد ولا تـُحصى.
ماذا فعلت الديكتاتوريات العربية التي حملت لواء معاداة إسرائيل؟ بدلاً من أن تباريها في الإنجازات الاقتصادية والإعلامية الهائلة راحت تدمر مجتمعاتها بشكل منظـّم كي تجعلها في نهاية المطاف لقمة سائغة في فم الصهيونية التي كانت ديكتاتورياتنا تزعم أنها تناصبها العداء. ففي الوقت الذي كانت بعض أنظمتنا تتذمر من هيمنة "اللوبيات الصهيونية" على وسائل الإعلام الغربية وتجييرها لصالح "الصهاينة" كانت تقوم بعملية ذبح مبرمج لوسائل الإعلام العربية، بحيث غدت مهزلة المهازل، ولا يتابعها الإنسان العربي، إلا ربما للتندر بسخافتها وتخلفها. من الذي جعل المشاهدين والمستمعين العرب يولون وجوههم صوب الإذاعات والتليفزيونات الأجنبية "المدعومة صهيونياً"؟ بالطبع إنه الديكتاتور العربي الذي يعطيك الانطباع بأنه دمر السلاح الإعلامي المحلي عن قصد كي يقع المواطن العربي فريسة سهلة "للإعلام المتصهين" المزعوم القادم من وراء الحدود. ويتشدقون بعد كل ذلك بالقومية وحماية الهويات الوطنية والشخصية العربية والإسلامية.
وبدلاً من خلق مجتمعات صناعية وتكنولوجية واقتصاديات حديثة لمنافسة التطور الصهيوني الخطير فقد حوّلوا بلدانهم إلى "سكراب" اقتصادي وعسكري وسياسي، جعل الشعوب تضيق ذرعاً به وتثور. لقد عادوا بالسياسة إلى عهد الحجّاج بدلاً من عصرنتها، وبدلاً من تكوين جيوش تنافس جيش الاحتلال الإسرائيلي، حوّلوا الجيوش إلى مطايا وأدوات لذبح وقتل الشعوب، وبؤر للاسترزاق، فتحول الضباط وكثير من قواتهم في الديكتاتوريات الجمهورية العسكرية إلى مجرمين وقتلة محترفين، وتجار، ومتعهدين، وأصحاب أرزاق، وقصور منيفة، وسيارات فارهة، كما لو أنهم يطمئنون العدو بأن ينام مرتاحاً، لأنهم موجودون أصلاً لدوس الشعوب فيما لو تحركت للمطالبة بكرامتها وحريتها المسلوبة.
هل كانت إسرائيل تريد منكم أيها الطواغيت غير أن تعاملوا شعوبكم كالأنعام، وتسوموها سوء العذاب، وتقمعوها وترهبوها، وتدوسوها، وتجوعوها، وتحاربوها بلقمة عيشها، وتحولوا الأوطان إلى مزارع خاصة؟ آه لو كان لديك ذرة عرفان بالجميل أيتها الصهيونية لشيدت تماثيل من ذهب مرصعة بالألماس والأحجار الكريمة لطواغيتنا العسكريين الذين زعموا يوماً أنهم ناصبوك العداء، ووضعتيهم في كل الساحات والميادين الإسرائيلية إكراماً لهم على خدمتك، فهم الذين مكنوك، وجعلوك تتربعين فوق عرش الشرق الأوسط، بدليل أنه ما أن ثارت بعض الشعوب التي تعيش في بلاد متاخمة لإسرائيل من أجل حريتها وكرامتها ولقمة عيشها، حتى راح بعض الطواغيت يمطر تلك الشعوب، ويذبحها بكل أنواع السلاح الذي دفعت الشعوب ثمنه من دمها وقوت يومها لتقاتل به إسرائيل. لم يطلق طواغيتنا رصاصة واحدة على "الصهاينة" منذ عقود، وعلى ما يبدو كانوا يوفرون الرصاص لشعوبهم عندما تنتفض كي يرضوا إسرائيل. لقد أظهر الربيع العربي أن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بوجود شعوب حرة كريمة على حدودها، لهذا تحالفت منذ عقود مع الطواغيت العرب الذين عملوا على قمع شعوبهم وقهرها كي تنام إسرائيل قريرة العين. ويحدثونك عن عدائهم "للعدو الصهيوني"!
آه كم هي مضحكة بعض المزاعم الديكتاتورية التي تعزو تأخرنا وحكمنا بقوانين الطوارئ "للعدو الصهيوني"! أليس حرياً بنا أن نعكس الآية لنعزو التقدم "الصهيوني" في بعض جوانبه إلى طواغيتنا العرب أنفسهم؟ قد تكونين مسؤولة عن بعض تخلفنا وتدهورنا يا إسرائيل، لكن جملكياتنا بلا شك صاحبة فضل كبير عليك لما قدمته لك من خدمات "تاريخية" عظيمة من سحق للشعوب وتدمير ممنهج للأوطان. آه كم أنت ناكرة للجميل أيتها الصهيونية!!