اشتعال حرب المسيرات في هجوم هو الأعنف ب75 مسيرة أوكرانية على روسيا
صحفي إسرائيلي يكشف اسباب عدم تنفيذ إسرائيل عملية اغتيال هنية في قطر
الكشف عن تفاصيل جديدة في عملية اغتيال هنية ..و عملاء إيرانيون وتغيير للخطة بالذكاء الإصطناعي
ضربة إسرائيلية ومقتل 5 بينهم قيادي من حماس في الضفة الغربية
أمريكا ترسل حاملة طائرات وطرادات لدعم الدفاعات الإسرائيلية
الكشف عن تفاصيل الصفقة … تركيا تنجز أكبر عملية تبادل للسجناء في التاريخ
90 ثانية تكشف "حقيقة" صلاح لمدرب ليفربول
دولة كبرى ترسل خبراء عسكريين إلى الحوثيين عبر البحر الأحمر - يحملون حقائب وتم نقلهم من قبل المليشيات في قارب
مجلس السيادة: الجيش السوداني حصل على أسلحة نوعية وهناك تحالف دولي جديد يتشكل لصالح السودان
مبادرة الحزام والطريق الصينية.. ماهي أثارها على باب المندب وقناة السويس ؟
عندما اطلق وزير الأوقاف اليمني احمد عطية على المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن لقب غريفيثس بدر الدين او كما يسخر البعض ويسمونه غريفيثس برم الدين، لم اكن ادرك الدوافع الحقيقية لأصحاب هذا الرأي وكنت انظر الى ذلك النوع من السلوك على انه مجرد تحامل على السيد مارتن غريفيثس الذي مازلت اقدره واثق في واسطته كمبعوث دولي يسعى الى وقف اطلاق النار وإعادة الامن والاستقرار الى اليمن الذي يعاني من التفكك والفقر والمرض والمجاعة والانتهاكات المروعة لحقوق الانسان.
لكن الجريمة التي حدثت في مدينة الحديدة قبل أيام جعلتني اراجع حساباتي واعيد ترتيب اوراقي واولويات مواقفي من القضايا والشخصيات الفاعلة في الملف اليمني، الجريمة التي هزت كياني تمثلت في مقتل ضابط الارتباط الذي يعمل كمراقب على وقف اطلاق الناس في خطوط التماس بين الحوثيين وقوات حراس الجمهورية. الضابط الصليحي يعمل مع الأمم المتحدة ويقوم بمهمته الأممية على اكمل وجه ومع ذلك لم يسلم من قناصة الاجرام الحوثية التي قتلته بدم بارد وهي تعلم مسبقا انها محمية من الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي والقوى الدولية الفاعلة.
كنت أتوقع ان السيد مارتن غريفيثس سوف يقيم الدنيا ولن يقعدها حتى يضع الحوثيين عند حدهم او على الأقل يجعلهم يندمون على جريمتهم الوحشية بحق مراقب اممي محايد لا ذنب له الا انه كان يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص، لكن غريفيثس خيب امال العدالة والإنسانية وخيب امال عائلة الضحية ليكتشف الجميع ان الصليحي قضى نحبه في مذبح الدناقة الحوثية الدولية التي يرعاها غريفيثس نفسه بدلا من ان يكون سفيرا للسلام اصبح سفيرا للإجرام والقتل والاغتيال ولسان حاله يقول اقتل يا حوثي وانا سوف اقدم التعازي، فكان حاله كما يقول المثل اليمني الشعبي عزي سوى يا خبلا.
كان الجميع ينتظر من السيد مارتن غريفيثس موقفا صارما حيال هذه الجريمة النكراء لكن دناءة المصالح وعبثية السياسة افقدت المبعوث الدولي حياديته ومهنيته وحولته الى نخاس في سوق المليشيات الحوثية، ليس هذا فحسب بل ان الامر يصل الى حد خيانة المبادئ العامة للأمم المتحدة التي تجرم استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية. كان من المفترض على غريفيثس ان يطالب الحوثيين بتسليم القاتل الى يد العدالة الدولية لكي ينال جزاءه العادل ولكي لا تصبح دماء موظفي الأمم المتحدة رخيصة او العبوة بيد مجرمي الحرب وزعماء المليشيات الإرهابية. وعلى اية حال فان الفرصة ماتزال سانحة امام المبعوث الدولي لضبط البوصلة وإعادة الأمور الى نصابها والتي تقتضي منه تسمية الأطراف المعرقلة للسلام والرفع بها الى مجلس الامن لاتخاذ الإجراءات الرادعة فأمراء الحرب لا تجدي معهم لغة الدلال التي مارسها غريفيثس كثيرا مع الحوثيين.