آخر الاخبار

بعد رفع العقوبات عنه.. مالدور الذي يمكن أن يلعبه أحمد علي عبدالله صالح خلال الفترة المقبلة؟ ..تقرير نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟

دماج ... وداعا يا أخر الاقيال
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: 5 سنوات و 7 أشهر و 12 يوماً
السبت 22 ديسمبر-كانون الأول 2018 08:23 م

 ودعت اليمن في الشهر الأخير لعام المآسي؛ هذا الذي أوغل في دماء اليمنيين، وأبى أن يرحل إلا بزهرة النبل فينا؛ وقيل أقيالنا ،أحد أصلب رجالات الوطن ،وأكثرها حنكة، وإباء وشموخا.

إنه القيل اليماني ، التبع القحطاني، المناضل السبتمبري، الحر الشيخ / محمد بن حسن دماج، أحد أعلام اليمن السامقة!! وجبالها الشم العرانين، جمع المولى تعالى له من صفات الريادة والشهامة والشموخ؛ مايندر أن يجتمع في شخص واحد؛ إلا على فترات متباعدة من الزمن!! إنه أحد فلتات التاريخ، وعظماء الدهر، وصناع المجد السبتمبري العظيم!!

وليس على الله بمستبعد أن يجمع العالم في واحد! ! دماج كان إرادة قدت من صخر، روحا نسجت من طهر ، قلبا مشع بكل معاني الحب والخير والعطاء . دماج القيل اليماني الحر والقمة السامقة إباء وعلوا وسموا !!.

كان- رحمة الله عليه- منظومة متكاملة من القيم الوطنية والانسانية والعروبية الاصيلة. هو في عالم السياسية استاذ الفطنة والدهاء المبصر ، وعقل مكتمل البنيان للفهم السليم ، وفؤاد ناضج التفكير، مبدع الحل للكثير من معظلات الحياة السياسية وتعقيداتها المتشابكة.

يمد جسور التواصل، ويمتن عرى التوافق، ويشيد مداميك الثقة مع كل شركاء الوطن، ورفقاء العمل السياسي ، واقطاب البناء الاجتماعي وأعمدة الخيمة القبلية الراسخة الجذور؛ في مجتمع القيم القبلية الأصيلة؛ الممتدة في أغوار التاريخ اليمني، الضارب جذوره في عمق الزمن .

دماج المعرفة والثقافة والذاكرة الوطنية الجمعية ، هو آية من آيات الله! ! حباه الله سعة في المعرفة، وإلماما بالأعراف، ودراية بالأنساب، وذاكرة حديدية للأشخاص والمعالم والأحداث؛ إن رسخت في ذاكرته فقد نحت اسمك وذاتك في صخر سبأي، يستعصي على عوامل الزمن و ممحات الملمات !!

هو الإداري المحنك ، أبدع في كل موقع تسنم فيه المسؤولية، وحمل على عاتقه استحقاق الإنجاز الوطني والمجتمعي ، وقد كان كل ذلك عطاء وتميزا . هوالقيل المجتمعي، والقائد السياسي والوطني ، ينحت في العقول والأذهان كل معاني العزة والفداء .

يسكن القلوب والعقول والأفئدة دون استئذان، لا يحتاج إلى تأشيرة عبور أو يلزمه كثير جهد وعناء. شرفت بالعمل معه فترة قصيرة من الزمن لكنها كانت بالنسبة لي عمرا مديدا من المعرفة والتجربة والخبرة واستلهام الكثير من معارف الزمن، واحتياجات المراحل من استاذ فاق زمانه، و أقرانه، يغرس في النفوس أجمل القيم، وفي العقول أهم المعارف، وفي الوجدان روح حية تلازمك حتى الممات .

إنه الفارس الذي ظل واقفا شامخا حتى وافاه الأجل. إنه الرجل الثمانيني الذي لم تهزه عاتيات الزمن ونوائب الدهر ، أو تخصم من رصيده الوطني والقيمي مغريات السلطان ،أو سيوف الطغاة !! هزم الطغيان والجبروات فتى يافعا،؛ وقارع الفساد وتغول المستبد شابا صلبا، ومارس العمل الوطني والعطاء الإنساني رجلا مكتمل الصفات، وصمد في وجه الجبروت كهلا كجبل أشم لا تحنيه الرياح ولا يفتته زلزال الملامات وقاسيات الأحداث الجسام.! !

لا تتسع المساحة التحريرية للوقوف على عظمة وسمو وريادة هذه الشخصية التاريخية ، لكن ما لا شك فيه ومن الله نرجوه أن يكون لها رصيد بالغ القيمة عند ملك الملوك، فهو وحده المعطي والمعز والمجزي . رحمات ربي عليك يا آخر الأقيال ، يا أنبل رجالات اليمن ، أعز ثروات الوطن . حفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه...