مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
أكبر كارثة في أجواء الخليج.. صاروخ أمريكي يخترق قلب طائرة مدنية
بلا حياء.. الحرس الثوري الإيراني: أيدينا مكبلة ولسنا في وضع يسمح باتخاذ إجراء ضد إسرائيل
تقرير أممي :8 % من الأسر بمناطق سيطرة الحوثيين تعتمد على التسول من أجل الحصول على الغذاء
في إطار الصراع الدائر بين عدد من الحكام في البلاد الإسلامية وبين شعوبهم، ووقوف أطراف من طلبة العلم إلى جانب الحاكم وآخرين إلى المعارضة، يطرح سؤال هام تتعين الإجابة عليه: هل من الواجب شرعا الدعاء للحاكم، وهل الدعاء على الحاكم جائز أم منكر؟ سؤال يحتاج إلى وقفة ورؤية علمية من واقع النصوص الشرعية، وقبل البدء في بيان ذلك أشير إلى الواقع المختلف في هذه المسألة.
في حين يقف عدد من العلماء في الساحات يدعون على الحاكم في صلواتهم، ويقنتون قنوت النوازل في المساجد، يسألون الله تعالى أن يريهم في الحاكم عجائب قدرته نجد آخرين يدافعون عن الحاكم، ويدعون له، ويرون أنه ليس من المشروع الدعاء عليه، بل الواجب الدعاء له، ويستشهدون كثيرا بأثر يروى عن الفضيل بن عياض وفي بعض الكتب عن الإمام أحمد أو غيره، حيث يقول: "لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها – أو لصرفتها – للسلطان"، ويجتهدون في النكير على من دعا على السلطان.
ولا بد للمسألة من تأصيل وتفصيل.. فأقول وبالله التوفيق:
الأصل أن يدعو المسلم للمسلم عموما بالهداية والصلاح والتوفيق، وهذا من حق المسلم على المسلم، وصلاح الحاكم صلاح للأمة، وللحاكم المسلم حق في الدعاء له، بل من علامات صلاح الحاكم أن يدعو له رعيته، وليس هناك ما يمنع من الدعاء للحاكم كسائر المسلمين.
لكن ماذا عن الدعاء على الحاكم؟ الأصل أن الدعاء على المسلم لا يجوز إلا لحاجة، قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) [الأعراف – 55].
ومن الاعتداء في الدعاء أن تدعو على الآخرين بما ليس لك، فإذا لم يكن ثمة إساءة أو ظلم لك من شخص فدعوت عليه فهذا اعتداء في الدعاء، والله لا يحب المعتدين.
أما إذا آذاك إنسان في دينك، أو نفسك أو أهلك أو مالك، فليس في النصوص الشرعية ما يدل على النهي عن الدعاء عليه، حتى وإن كان المدعو عليه خليفة أو إماما أو ملكا أو رئيسا أو وزيرا، يدل على ذلك ما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم (أي: تدعون لهم)، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ".
فبين صلى الله عليه وآله وسلم أن شرار الأئمة من تبغضهم الرعية ويلعنونهم، ولو كان ذلك محرما لما كان ذلك ذما للأئمة، بل يكون حينئذ ذما للرعية.
وعندما بعث النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – معاذا إلى اليمن، أوصاه بقوله: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب".
وهذه وصية للحاكم، ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ: "أعلمهم بأن الدعاء على الحاكم لا يجوز" وإنما حذره من دعوة المظلوم، وفيه إشارة إلى أن للمظلوم حقا أن يدعو على ظالمه، أيا كان نوع الظلم.
ومن المقرر شرعا أن الحاكم فرد من أفراد المسلمين، وأن له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فإذا ظلم أحدا أو أخذ ماله، أو آذاه في حسده، أو كلفه بما لا يطيق فله أن يدعو عليه، وليس في النصوص الشرعية ما يخالف ذلك.
بل إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد دعا على الحاكم المسيء، ودعا للحاكم المحسن بقوله: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به" رواه مسلم.
فلا حرج أن نقول: اللهم من شق علينا فاشقق عليه، ومن قتل أبناءنا فاقتله، ومن أخذ مالنا فانتقم منه .. وهكذا، بل إذا تأكد أن حاكما بعينه قد فعل ذلك فلا بأس من الدعاء عليه باسمه ووصفه.
وقد دعا سعيد بن جبير، والحسن البصري على الحجاج، ولم ينكر عليهما أحد.
ومن هنا يتضح أن الأصل الدعاء للحاكم بالعون والتوفيق والسداد، فإن أساء وطغى وتجبر وظلم فلا حرج في الدعاء عليه وسؤال التعجيل بزواله طالما أن في بقائه مفسدة للبلاد أو العباد.
*جامعة صنعاء
salehsawab@hotmail.com
http://www.facebook.com/salehsawab