ثورة المعلومات ومخزن البيانات

  يشهد العصر اليوم الكثير من التطورات و منها في مجال المعلومات ، فمنذ أن بدأت المعلومات في إزدياد واضح وأصبح من الصعب متابعتها إقتضت الحاجة إلى إيجاد حلول لتجميع هذة البيانات المتناثرة هنا وهناك في أنظمة وأجهزة تسهل الحفظ والمتابعة للبيانات . 

  ولكن التطور في تكنلوجيا المعلومات لازال في تقدم مستمر ، فبعد وجود حلول لأتمتة البيانات وتحويلها إلى معلومات مخزونة، ظهرت في مطلع التسعينات من القرن الماضي تقنية جديدة ف ي عالم تكنولوجيا المعلومات تسمى بـمخزن البيانات Data warehouse ..

لقد كانت حاجة الإنسان إلى المعلومات لإتخاذ القرارات السريعة و الفعالة السببالرئيسي في تطور مايسمى  بمستودع البيانات Data warehouse  .

  ما ذا نقصد بمستودع البيانات Data warehouse .

  مستودع البيانات هو عبارة عن قاعدة بيانات ُتجمًع البيانات فيه لأغراض الأرشفة وتحليل البيانات

 وإ صدار تقارير متعددة الأبعاد من عدة مصادر مختلفة .

البيانات المرحًلة الى مستودع البيانات يمكن أن تكون آتية من أكثر من عملية تجارية " Business Process " فمثلاً يمكن أن تكون آتية من جميع العمليات الخاصة بالمبيعات او المالية او الموارد البشرية أو المخازن أو أي بيانات أخري في المؤسسة يمكن أن يستفاد منها من قبل الإدارات الأخرى مثل الإدارة التسويقية. 

البيانات في هذا المستودع له صفات تميزه عن أي بيانات أخرى وهذه الصفات على النحو التالي:

اليمن في بعض المرافق الخاصة والحكومية قطعت شوطا  جيد في الإعتماد على انظمة الكمبيوتر في تسييسر المعاملات اليومية ، بل على العكس فشركات الإتصالات على سبيل المثال لديها أنظمه متعددة ومتطورة .وغيرها من الجهات كالبنوك و شركات الطيران .

أنا اعتقد أن هذة الشركات و الجهات الحكومية أصبحت في أمس الحاجة الأن إلى بناء مستودع البيانات  Data warehouse   الخاص بها . إن حصول مثل هذا التطور و الإهتمام بالمعلومات سوف يخلق بيئة تنافسية عالية والذي بدورة سوف ينعكس على الوضع الإقتصادي في اليمن . 

أنا أعتقد ايضا أن هناك قرارات  عشوائية تتحذ من قبل الكثير من المؤسسات ، في تقييم وضع السوق التجاري وتقييم الوضع الداخلي للمؤسسة .كنت في احد المؤتمرات في هذا المجال   فقامت أحد الشركات بشرح كيف ان توفر المعلومات لديها ساعدها في إتخاذ قرارات فعاله و كيف ان هذه القرارات زادة من ربحيتها وقللت الخسائر  وكانت إنعكاسات القرارت المعتمدة على معلومات دقيقة باهرة .

فمثلاٌ أن تقوم شركة إتصالات بتخفيض سعر المكالمات من الساعة أ الى الساعة ب و ذلك من بداية الشهر إلى نهاية الشهر .فإن مثل هذا القرار قبل أن يتخذ لابد من توفر معلومات كافية تحقق نجاح هذا العرض .فإتخاذ مثل هذا القرار بشكل عشوائي قد يضر بالمؤسسة ويحقق إخفاقات تكون نتائجها سلبية . 

نحن اليوم نعيش في ثورة هي ليست سياسية ولكن ثورة معلومات .إن المتحكم في السوق وعنده القدرة على إتخاذ القرارات السريعة و القرارات عالية الجودة اليوم هو من يحصل على أكبر قدر من المعلومات في إطار العناصر الأساسيه للذكاء التجاري و هي العملاء ، المنافسون ، الشركاء التجاريين ، البيئة الإقتصادية و العمليات الداخلية للمؤسسات المعنية .  

إصبحت الدول المتقدمة تعتمد بشكل أسساسي على مثل هذة التكنلوجيا ، وفي منطقة الشرق الأوسط بدأت شركات كبيرة بتطبيق هذة التكنلوجيا مثل شركات الإتصالات و البنوك و شركات الطيران وبعض الجهات الحكوميه .

*متخصص في الذكاء التجاري