غوغل» تقترب أكثر من كونها صانعة الأخبار بدلا من مجرد ناقل لها

الثلاثاء 21 أغسطس-آب 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3161

تقدم الانترنت امكانية الوصول المباشر لعديد من المقالات حول كل حدث اخباري في أي مكان من العالم. ولكن لا احد في مجال الاعلام فكر في كيفية استغلال تلك الحقيقة الثورية.

فعدد متزايد من شركات الانترنت الكبيرة من امثال ياهو وغوغل و "ايه او أل" بالاضافة الى مجموعة من الشركات الجديدة من امثال ديغ و topix.net تقدم تغطيات اخبارية شاملة تربطها بمقالات اخرى في الانترنت. ويطلق على هذه المواقع اسم المواقع التجميعية (نيوز أغريغايتورز)، وبالرغم من ان بعضها تتمتع بشعبية كبرى، فإن الشركات التي تديرها لم تتوصل بعد الى طريقة للتحول الى عمل دائم له هوية مميزة.

الا ان محرك البحث غوغل، الذي يعتبر قسم الاخبار فيها Google News من اكبر المواقع التجميعية اعلن عن عمل يعتمد على هؤلاء الذين يتابعون الاخبار. فهو يطلب من الاشخاص والشركات المذكورة في مقالات اخبارية التعليق على تلك التقارير. فقد طلب من وولت ريكر نائب الرئيس لشؤون الاتصالات في ماكدونالدز التعليق على دراسة من ستانفورد تكشف عن ان شبكة التسويق في الشركة متأصلة في عقول الاطفال الصغار (في مرحلة ما قبل الدراسة) لأنهم يفضلون اطعمة مثل الجزر ملفوفة بورق ماكدونالدو عن نفس الجزر بدونها.

وفي تعليقه الذي لا يزيد عن 550 كلمة المنشور في غوغل نيوز، اوضح ريكر ان ماكدونالدز تستمع الى زبائنها وتروج بحماس للحليب والفاكهة والخضراوات في اعلاناتها. وقال مزيد من المعلومات لمزيد من المستهلكين هو امر في غاية الجودة.

وقال جوش كوهين مدير منتجات الاعمال في غوغل نيوز ان المقال متماش مع مهمة الشركة في نشر مزيد من المصادر الاخبارية على الانترنت. وقال ان الشركة لن تحرر التعليقات من المصادر. وتصف غوغل ذلك بأنه تجربة. بينما يعتبره الخبراء في مجال الاعلام بأنه عمل يفتقر للجودة من جانب المهندسين الذين لا يفهمون عواقب مثل هذا المشروع على المستوى الاكبر – فعلى سبيل المثال كيف تتأكد من مصداقية مصدر او تكتشف بيانات غير دقيقة؟ والجدير بالذكر انه بعد عقد من الزمن من اشتهار مات درادج بتقريره الذي ينشر على الانترنت باسم DRUDGE REPORT ، وهو مجموعة من العناوين الاخبارية والروابط بمقالات وآراء استفزازية، بدأت المواقع الاخبارية في الانتشار في كل مكان مستخدمة العديد من المنطلقات.

ولكن هذه المواقع تعاني من نواقص. فموقع ديغ في سان فرانسيسكو، على سبيل المثال يسمح للقارئ بالتصويت على المقالات التي يفضلونها اكثر من أي مقالة اخرى. والنتيجة ان مشجعي الموقع يدفعون المقالات المكتوبة عن ديغ في صدر القائمة.

اما موقع DAYLIFE.COM فيستخدم لوغاريثمات البحث للعثور على صور ورسوم بيانية ومقالات من جميع انحاء الانترنت، ثم ينظمها في صفحات واحدة حول موضوع مثل العراق او الرئيس بوش. ولكن في بعض الاحيان تتعطل التكنولوجيا. فالصفحة الخاصة بأمازون تضم مقالات عن غابات الامازون بالاضافة الى مقالات عن شركة امازون – ليست وسيلة تدعم المصداقية. (صحيفة نيويورك تايمز تستثمر في DAYLIFE ).

وبعض هذه المواقع ترى فوائد اضافية في السماح للقارئ بالتعبير عن رأيه بخصوص المقالات المطروحة في منابر المناقشة. وقد اعادت DAYLIFE.COM وهي موقع لتجميع الاخبار تنظيم نفسها في شهر ديسمبر الماضي بإضافة منبر للتحدث في الولايات المتحدة. ويجذب الموقع ما يقرب من 60 الف تعليق يوميا. وقال كريس تولز المدير التنفيذي لتوبيكس انه باستطاعته فرض ضعف المعدل للاعلانات في الصفحات التي تشرك القارئ مقارنة بصفحاته الاخبارية الرئيسية. واوضح «لقد تبين ان تقديم معلومات اخبارية ليس عملا جيدا. ومن الصعب تحقيق مكاسب في صفحة تحمل اهم احداث اليوم.

ومن بين نقاط الضعف هي ان القارئ الذي لديه آراء متطرفة يمكنه «اختطاف» الحديث. ولهذا السبب، اغلقت ياهو، في شهر ديسمبر الماضي، غرف دردشة مرتبطة بمقالات معنية في موقعها الاخباري، الذي يطلع عليه 35 مليون قارئ شهريا واشهر المواقع الاخبارية في الانترنت.

وقد بدأ موقع اخبار غوغل نشاطه في 2002، مع ادعاء الشركة ان محرك البحث بها يمكنه التقاط وتقديم اهم اخبار اليوم بدون تدخل بشري.

وبالرغم من تردد غوغل في الماضي في اضافة عنصر التحرير في موقعها الاخباري، يبدو انها تحاول تشجيع القارئ على المشاركة بخطوتها الاخيرة بالحصول على تعليقات على الموضوعات الاخبارية، التي اعلنتها في موقعها الاسبوع الماضي.

ويقول المحللون الاعلاميون ان امتنعت عن وضع اعلانات في «غوغل نيوز» فبسبب الخوف من تشجيع المراقبة القانونية من الشركات الاعلامية. وقال كوهين من غوغل نيوز ان الشركة لم تضع اعلانات على موقعها لأنها تركز على مستخدميها وتحقيق افكار جديدة. وبالنسبة لشركات الاعلام التقليدية، يظل السؤال دائما هو ما اذا كان يجب الشعور بالتهديد من العدد المتزايد من مواقع تجميع الاخبار التي تحصل على الاعلانات بدون عمل صحافي تقليدي.

ويقول مارتين نسنهولتز الرئيس التنفيذي لنيويورك تايمز الرقمية ان مواقع مثل غوغل نيوز تدفع بتحرك قيم الى موقع الصحيفة. «وهي معتمدة على منظمات الاخبار الرئيسية لكي تعرف ان الانترنت هي بيئة مفتوحة، وانها ستستمر وتزدهر اعتمادا على استمرارها مفتوحة».

وبالنسبة للتهديد الذي يمثله مشروع غوغل للصحافيين الذين يجيبون على مشاكل القراء قالت ديبورا هويل، المراقبة الصحافية في صحيفة واشنطن بوست والصحافية منذ اكثر من 45 سنة: «توقفت عن القلق بخصوص الكثير من هذه الاشياء. فسيحدث شئنا ام ابينا».

* خدمة «نيويورك تايمز»

اكثر خبر قراءة علوم