ماذا قدمت الصحف اليومية للواقع الصحفي في اليمن؟!

الأحد 27 يناير-كانون الثاني 2013 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - ملاك خالد
عدد القراءات 3016
اظهرت الصحافة اليومية عدة جوانب منها السيئة والايجابية مع ظهورها في الفترة الاخيرة، ومنها المنافسةعلى سرعة نقل الخبر فيما بينها، والعناوين البارزة في تلك الصحف.
قبل عامين كانت الصحف اليومية مقصورة على الثورة والجمهورية و14أكتوبر والسياسية الصادرة عن وكالة "سبأ"، وكلها صحف الحكومية، ورغم وجود صحيفة مثل "الأيام" التي توقفت قبل عامين.
إلا أن العامين الفائتين شهدنا ظهور العديد من الصحف اليومية وهي الأولى، والشارع، واليمن اليوم، وأخبار اليوم، وعدن الغد، في الجنوب، وصحفية المصدر، التي تحولت من إصدار أسبوعي الى يومي.
ويعتبر الكثير من المتابعين أن ظهور كل هذا الكم من الصحف اليومية الاهلية حالة طبيعية في بداية هذا الزخم الصحفي المتصاعد، الذي غاب عنه رقيب الحكومة كما كان في عهد النظام السابق.
لكن المهنية المطلوبة في هذه الصحف لم تظهر إلا في عدد قليل جداً منها؛ بسبب سيطرة صاحب المال على سياسة هذه الصحيفة ورغبته في التعبير عن توجهاته، والتي غلب عليها طابع مراكز النفوذ المسيطر على الساحة السياسية، كما أن سرعة نقل الخبر في هذه الصحف أضاف جواً من التنافس بينها، والذي جعل من القارئ مطلعاً على كافة تفاصيل محيطه الاجتماعي والسياسي، ومحاولة هذه الصحف نيل ثقة القارئ من خلال تناوله للأخبار والتقارير وغيرها.
محمد الأشول فيبدي تشاؤمه من التدهور الذي وصلت اليه الصحافة في اليمن - حد قوله.
 ويقول: إن الصحف اليمنية بشكل عام أصبحت عبارة عن وسيلة من وسائل التشهير لبعض الأطراف سواء أكانت هذه الأطراف حزبية أو دينة أو ثورية، هذا التغير الحاصل في أهداف الصحف، والتي تعتبر إحدى السلطات في الدولة مما دفع المواطنين بالانصراف عن متابعة هذه الصحف والعيش في الواقع المرير الذي يعيشونه، والاستكفاء بهمومهم الشخصية.
يضيف محمد: أنه من المفروض أن الصحف في اليمن يكون لها اهداف وطنية ترفع من مستوى الوعي في اوساط المجتمع اليمني بدلاُ من نشر المواضيع التي تثير المشاحنات وتدعو الى التفرقة وتقسيم المجتمع الى فئات قد تسيطر عليها افراد، وأن البعض منها لا يوجد فيها حس الوطنية، وتطغى عليه المصالح الشخصية في المقام الاول والاطماع السياسية في المقام الثاني.
أما صلاح الجندي - الطالب – يقول: إن الكثير يتفق على أن ظهور الصحافة اليومية وخصوصاً في هذا الظرف بالتحديد شكّل قفزة نوعية في مجال حرية الصحافة، وإنه دفعة قوية للصحفيين في ايجاد وسائل إعلامية للعمل، كما أن المادة الصحفية تنوعت واضافت الى جعبتها العديد من القضايا المهمة.
ويضيف: أن ما تقدمه الصحافة اليمنية الحكومية والاهلية لا يرتقي الى مستوى المهنية والموضوعية التي خُلقت الصحافة من أجلها، بل إن غالبية الصحف الموجودة في الساحة اليمنية تعمل لتمرير سياسة معينة تجاه من يقف خلفها، متجاهلة المواضيع التي تهم المواطن وما يحتاجه على الصعيد السياسي والاجتماعي والانساني ايضا..
وأشار إلى أن هناك الكثير من المواضيع المهمة التي تغفلها الصحف كحقوق الناس والانتهاكات التي يتعرض لها المواطن، وايضا غياب الدور التوعوي الذي من المفترض أن يكون الابرز في مضمون الصحف من أجل خلق مجتمع يعرف حقوقه السياسية والاجتماعية.
ويقول ياسر عقيل - الطالب في كلية الإعلام: إن الصحف اليومية في غالبيتها أصبحت صحفاً لإثارة قضايا قد تكون خافتة وغير مهمة، وهذا ما يجعل من الصحافة الموجودة غير مهنية.
وأشارإلى أنها تعتمد في غالبيتها على استقطاب القراء من فئات معينة بأسلوب مستفز بعيدا عن المهنية، إضافة إلى الولاءات المتحكمة وصاحبة الرأي في سياسة الصحف، سواء أكانوا جنرالات أو مشائخ.
وأكد باعتقادي أن الصحف اليومية الموجودة في الجانب الصحفي عبارة عن نسخ متطابقة من بعضها ولا جديد في معظمها.
أما محمد العليمي فيقول: ما زالت الصحف اليومية في اليمن تأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات شريحة القراء رغم انتماءاتهم المتنوعة والتي تقوم بدورها بإعادة تشكيل الوعي السياسي والثقافي بما تقدمه من وجباتها اليومية.
واشارإلى أن الصحافة لم تستطع تغطية جوانب الإنسان اليمني المتعددة، فما زالت الصحافة الاجتماعية تعاني الكثير من القصور والعجز بسبب أوضاع سياسية دولية وإقليمية لجعل الملفات الاجتماعية غير متداولة بشكل جدي وصريح.
ويقول محمد الأصبحي: الصحافة الورقية في اليمن نعم هي في الحقيقة لم تلبّ رغبة القارئ ولم تجارِ العصر، وهي غير مهنية وغير متخصصة، فلم نجد الصحافة الرياضية ولا الصحافة الاقتصادية ولا السياسية بمعنى الكلمة كما هو موجود في غالب الدول، ولكن في الوقت الراهن الصحف اليومية التي يأخذها الناس، رغم انها لم تشبع رغبتهم وشهيتهم، ولكن افضل من ان تتوقف، حيث إن اليمن لم تصل الى التكنولوجيا العصرية ومازالت الكثير من المناطق في اليمن تعتمد على الصحف الورقية في معرفة الاخبار، وهي المرجع الوحيد في كثير من الاوقات من حيث إن الدولة تعتمد عليها في نشر قوانينها وقرارتها والاعلان عن الوظائف فيها.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة السلطة الرابعة