صراع جنوبي جنوبي بسبب إصرار باعوم على عقد مؤتمر للحراك قد ينزع الشرعية عن البيض

السبت 29 سبتمبر-أيلول 2012 الساعة 08 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 10849
 
  

تشهد محافظة عدن يوم غد الأحد المؤتمر العام للمجلس الأعلى للحراك، الذي أصر القيادي الجنوبي حسن أحمد باعوم على عقده رغم مطالبة علي سالم البيض بتأجيله.

ويرى مراقبون في انعقاد المؤتمر ضرباً لشرعية البيض في تمثيل الحراك كون البيض بعث برسالة إلى باعوم طالبه فيها بتأجيل انعقاد المؤتمر، في حين انقسم الجنوبيون بين مؤيد ورافض للانعقاد.

ويخشى سكان محليون في عدن من يوم دام قد تشهده المحافظة في حال انعقاد المؤتمر، متخوفين من نشوب صدامات بين المؤيدين لباعوم والمؤيدين للبيض.

ويعتبر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أقوى الفصائل الجنوبية المطالبة بالانفصال، ويرأسه حسن باعوم ويعترف المجلس في وثائقه بالبيض كرئيس شرعي للجنوب إلا أن انعقاد المؤتمر غدا دون رضى البيض قد يوجه ضربة قاصمة له.

وحمل بيان صادر عن أعضاء هيئة رئاسة المجلس الأعلى ورؤساء مجالس المحافظات في اجتماعهم الاستثنائي يوم أمس الساعيين للانفراد بعقد المؤتمر، مؤكدين بأن المؤتمر سوف يؤدي إلى شق المجلس، الذي حملوه كامل المسئولية عن هذا العمل الخطير في المرحلة الفاصلة من مسيرة الشعب الجنوبي، حد تعبير البيان.

وتمضي التحضيرات لمؤتمر مجلس الحراك، رغم انعقاد لقاء تشاوري تداعت إليه الهيئات المهنية وعلى وجه الخصوص: الهيئة الشرعية الجنوبية للإرشاد والإفتاء (علماء الدين الجنوبيين)، والمجموعة الأكاديمية بجامعة عدن، وهيئة الدبلوماسيين الجنوبيين، وتكتل المثقفين من أجل الجنوب، ونقابة المحامين الجنوبين، وممثلين عن هيئة المتقاعدين العسكريين والمدنيين وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية والشبابية، لتشكيل لجنة مهمتها التحرك العاجل للجلوس مع الأطراف المختلفة لمحاولة إقناعها بالقبول بإمكانية تأجيل دعوتها لعقد مؤتمراتها غير التوافقية لما لها من عيوب ومخاطر في تمزيق قوى الحراك والشارع الجنوبي.

وكانت اللجنة المصغرة المنبثقة عن اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب عقدت اجتماعا لها أمس الأول في إطار اجتماعاتها المتواصلة برئاسة حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك.

ووقفت اللجنة أمام الترتيبات النهائية لانعقاد المؤتمر في موعده المحدد في الثلاثين من سبتمبر الجاري والثاني من أكتوبر واتخذت جملة من القرارات اللازمة كما تم الاستماع إلى كلمة رئيس المجلس الأعلى للحراك التي شخص فيها الأوضاع السياسية الحالية في الجنوب وعلى مستوى مكونات الحراك والمجلس الأعلى والتي أكد فيها على صوابية التحليل الذي توصلت إليه اللجنة التحضيرية بشأن ضرورة انعقاد «المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب».

وكان البيض أكد ضرورة تأجيل انعقاد مؤتمر المجلس الأعلى للحراك، إلى أن يتم خلق أجواء مناسبة لعقده في ظروف مهيأة لذلك بما يضمن نجاحه وعدم انقسامه.

جاء ذلك في رسالة بعث بها البيض لباعوم، معللا ذلك بعدم الجاهزية التنظيمية لعقد المؤتمر، وضعف التحضير، بالإضافة إلى اعتماد اللجنة التحضيرية- المنقسمة- على مشروع اللائحة التنظيمية المخالف.

وأضاف: إن الأجواء السائدة في قيادة المجلس الأعلى للأسف الشديد لا تؤهل لعقد مؤتمر للمجلس إطلاقاً، بل تؤهل سلباً لإعادة إنتاج ثقافة الإقصاء والتناقضات والانقسامات التي لن نسمح لها أن تنفذ إلى جسد ثورة الجنوب المتماسك، وحرصاً منا على ديمومة النضال التحرري الثوري ونهجه السلمي نؤكد على تأجيل انعقاد مؤتمر المجلس الأعلى، والعمل الجاد على توفير مناخات ملائمة ومناسبة وتجسيد روح التلاحم الكفاحي والأخوة والمحبة، حيث إن المؤتمر منعطف تاريخي في مسار ثورة الجنوب.

وشدد على ضرورة التأجيل حرصا على عدم تمزيق المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، والعمل على تعزيز دور القيادة المنظمة والعمل المؤسسي في فروع المجلس الأعلى في كل محافظات ومديريات الجنوب.

ودعا البيض إلى استمرار العمل النضالي في المجلس الأعلى في ضوء مشاريع الوثائق السياسية، حتى يتم إقرارها رسميا في المؤتمر القادم و استكمال إنزال البرنامج السياسي إلى كل مديريات ومحافظات الجنوب وتوزيعه على المثقفين والأكاديميين في جامعات الجنوب لإغنائه بالملاحظات، وتعزيز علاقات المجلس الأعلى بقوى التحرير والاستقلال و استمرار الحوار مع كل هذه القوى في ساحات وميادين النضال التحرري بما ينتج عنه تشكيل جبهة وطنية عريضة أو مجلس تنسيق بين هذه القوى المجتمعة .

في غضون ذلك عقد مجلس الحراك السلمي بمحافظة حضرموت اجتماعا طارئاً برئاسة الشيخ أحمد محمد بامعلم رئيس المجلس، واستنكر بيان صادر عن الاجتماع تشكيل اللجنة التحضيرية برئاسة حسن باعوم الذي أصدر قرارا ألغى مجالس الحراك السلمي بالمحافظات.

وأكد المجتمعون تأييد البلاغ الصحفي والبيان الصادر عن الاجتماع الطارئ لأعضاء هيئة الرئاسة بالمجلس الأعلى ورؤساء المحافظات الجنوبية برئاسة السفير قاسم عسكر جبران، مشددين على المضي قدما في استكمال الانتخابات لمجالس الحراك السلمي للمديريات حتى عقد مؤتمر المحافظة، مؤكدين على أن دماء الشهداء خطوط حمراء لا يمكن العبث بها.