احتشد مئات الآلاف من اليمنيين ظهر اليوم الجمعة في ساحات التغيير والحرية في عدد من محافظات الجمهورية في جمعة «الثورة روح تتجدد», مؤكدين عزمهم على استمرار ثورتهم حتى تحقيق جميع أهدافها.

فجنوب غرب اليمن حيث مدينة تعز, طالب الآلاف من الثوار في ساحة الحرية, وسط المدينة, محافظ تعز شوقي أحمد هائل ترجمة أقوال ميثاق الشرف الذي أعلن عنه في نهاية شهر رمضان إلى أفعال وسرعة تطبيقه وإخلاء مدينة تعز من المظاهر المسلحة وتطبيق وعوده التي أمهل بموجبها مدراء المكاتب التنفيذية بالمحافظة فترة 3 أشهر لتقديم أفضل ما لديهم من العمل الإداري أو سيتم إقالتهم.

وطالبوا الرئيس عبدربه منصور هادي سرعة إصدار قرارات هيكلة الجيش واستعادة مؤسسات الدولة المصادرة بيد عائلة الرئيس السابق كما هتفوا.

خطيب جمعة «الثورة روح تتجدد» توفيق عبد الملك فرحان, وهو عضو المجلس المحلي بالمحافظة, انتقد من يرفضون المبادرة الخليجية التي قال أنها حقنت الدم اليمني وحافظت على ما تبقى لليمنيين من دولة.

وقال الخطيب إن ثور اليمن يطالبون في الوقت نفسه بمبادرة شبيهة بالمبادرة الخليجية لحقن الدم السوري, ويدعون المعارضة السورية للتحاور مع النظام من أجل حقن الدم السوري والحفاظ على سوريا.

واعتبر بأن الثوّار هم قدر الله في أرضه اقتلع بهم الظالمين والطغاة ونصر بهم المظلومين والمستضعفين, حسب تعبيره. وأضاف أن الثور الأحرار خرجوا في رمضان برغم الجوع والعطش؛ إصرارا منهم على تحقيق أهداف ثورتهم وأن الأمة أثبتت بهذه الثورات أنها رائدة النهضة والإصلاح والتغيير, ونوه إلى أن «تدابير القدر أخرجت لنا أربعة زعماء طغاة من كراسي الحكم والخامس في الطريق؛ وهو بشار الأسد, ورفعت لنا أربعة رؤساء ليحققوا للأمة ما حرمت منه من حرية وتقدم ليحققوا للأمة النهضة والديمقراطية والازدهار والرفاهية».

 وأضاف «ما دمر المخلوع [الرئيس اليمني السابق علي صالح] خلال 33عام لا يمكن أن يُبنى في زمن قصير ولا يمكن أن يُعاد في ليلة وضحاها, ولتعلم الشعوب ولتعلموا أن عملية البناء عملية صعبة وشاقة فما دمر في ثلاثة عقود فلا يمكن ردمه في عامين».

وخاطب الرئيس هادي «كنتَ شجاعًا في رمضان عندما أصدرت قرارات فصلت بموجبها ألوية عسكرية من الفرقة والحرس وضمها للمناطق العسكرية, ولكن مرسي كان أشجع منك؛ فعندما قُتل20 جنديًا في رفح أقال أكبر قادة المجلس العسكري». وسأل: «فيا هادي أين شجاعتك عندما قتل 20 جنديًا في مقر الأمن السياسي في عدن؟ وأين شجاعتك عندما تمرد الحرس العائلي على قراراتك؟», مشيرًا إلى أن «اقتحام وزارة الداخلية دليل على أن القوات المخولة بحماية وزارة الداخلية لا تزال بيد العائلة وأن التأخر في هيكلة الجيش هو السبب في كل ذلك», وأشاد بالجيش المنضم للثورة ووطنيته وانحيازه للقضايا الوطنية؛ «كما تثبت الوقائع والأحداث».

الاستعداد للتضحية

واحتشد الآلاف من ثوار وثائرات محافظة إب, وسط اليمن, ظهر اليوم الجمعة في ساحة التغيير بالخط الدائري الغربي لتأدية الصلاة والتأكيد على الاستمرار في الثورة.

وكان خطيب الجمعة «عبد الواحد النجار» قد أكد في خطبته على استعداد الثوار للتضحية بلا حدود حتى يتحقق المستقبل المنشود والحلم الذي خرج من أجله الثوار, بحسب تعبيره.

وقال النجار: «الرجوع للخلف أمر مستحيل, وسيعمل الثوار على تطهير كافة المؤسسات من أبواق العائلة», وقال: «إن الثوار سيناضلون مع كل الشرفاء ويحاربون كل أشكال الفساد والمحسوبيات والرشوة ولن يتركوا على أرض اليمن من ينشر الفوضى وقوة الثورة كفيلة أن تزلزلهم».

وشدد أنه «من العار أن يبقى شباب الثورة في السجون والمعتقلات بينما القتلة والفاسدون في المؤسسات أيها الرئيس», ووجه سؤاله للأخير «إلى متى سنظل نقدم الضحايا تلو الضحايا؟», مبينًا «نريد منك [من الرئيس هادي] قرارات شجاعة كقرارات المرزوقي ومُرسي التي حققت التغيير في تونس ومصر».

وطالب شباب الثورة بتحرير المعتقل محمد الحسام من سجن الباشا الخاص وطالبوا رأس السلطة المحلية بالعمل على التغيير المنشود في مختلف المؤسسات بما يتفق وتطلعات الثوار.

وأكدوا على البدء بالإعداد لثورة مؤسسات إذا لم تستجب قيادة السلطة المحلية لمطالب التغيير وإزاحة الفاسدين.

ورددت عقب صلاة الغائب الشعارات التي تؤكد على تجدد روح الثورة والمطالبة بإقالة بقايا العائلة.

مسيرة حاشدة

وخرجت في محافظة صعدة, شمال اليمن, صباح اليوم الجمعة مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة وشارك فيها عشرات الآلاف من أبناء المحافظة الذين توافدوا من مختلف المديريات والقرى المجاورة لمدينة صعدة.

ورُفعت في المسيرة لافتات عبّرت عن الاستمرار في الثورة حتى تحقيق أهدافها.

وقال بيان منظمي المسيرة «ودعنا شهر التوبة والغفران ونحن في ساحات الحرية مستمرون في ثورتنا لم تثنينا كل المؤامرات التي يصنعها الخارج لما من شأنه كبح جماح الثورة وإخماد جذوتها والالتفاف عليها بمبادرات وتغييرات شكليه، فيما النظام ما زال هو لم يتغير وما زال في سدة الحكم يمارس القمع والتسلط فهذا نهجه وسياسته التي دأب عليها على مدى عقود».

وأضاف البيان, تلقى «مأرب برس» نسخة منه: «خروجنا في هذا اليوم لنحيي أعيادنا بالثورات من أجل الجرحى ونصرة المستضعفين وانتزاع حرياتهم دليل على الوعي الذي وصلتم إليه من خلال ثقافتكم القرآنية ونتيجة المعانات والقهر والظلم الذي عانيتموه في الأيام الماضية سنين الحرمان والاستبداد والخنوع».

وأكد البيان على «استمرار الثورة الشعبية حتى إسقاط منظومة الظلم والفساد التي جثمت على صدور الشعب اليمني طيلة 33 عاما, ورفْض كل ما يقدمه الخارج من مبادرات وفرضيات هي في الأساس تحافظ على النظام وتتستر على المجرمين والقتلة وتمنحهم الحصانة».

ودعا بيان المسيرة الشعب اليمني للتمسك بالخيار الثوري كضمانة وفاء للشهداء والمستضعفين حتى انتزاع حقوقهم وحرياتهم, وفقًا لما جاء فيه.

واستنكر الغموض والتستر على الجثامين [مجهولة الهوية] التي شيعت الجمعة الماضية [17 أغسطس] في صنعاء, واعتبر البيان ما جرى للشهداء [الـ13 مجهول الهوية] خيانة ثورية وجريمة شنعاء, وطالب بسرعة تشكيل لجان تحقيق مشتركة من الثوار والمنظمات لكشف من يقف وراء هذه الجريمة وفضحه ومحاكمته.