الجمهورية: استنهاض طاقات اليمنيين لعبور المرحلة هو الرد على مذبحة السبعين

الثلاثاء 22 مايو 2012 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3406
 
 

لأول مرة تحتفل اليمن بالعيد الوطني 22 مايو في ظل انبثاق أمل جديد لبناء الدولة الوطنية القائمة على توازن المصالح والعدالة والمساواة، والمستندة إلى عقد اجتماعي جديد يعبّر عن إرادة الشعب بكل فئاته ومكوّناته.

وهذا هو ما أزعج أعداء الحياة والحرية والمتضرّرين من ميلاد اليمن الجديد الذي صنعه شباب اليمن بدمائهم الطاهرة، وآخرها شهداء الغدر والإرهاب والحقد الأسود الذي أبى إلا أن يعكّر فرحة اليمنيين بعيد وحدتهم، ويربك مضيّهم في لملمة بلادهم التي أنهكتها صراعات السلطة وهوس التسلُّط والاستئثار والتوريث والحروب العبثية.

يوم أمس أبت الإرادة الإرهابية السوداء القابعة في الظلام إلا أن تزرع الحسرة والمرارة في النفوس بحصد ما يقرب من مئة جندي وأكثر من مئتي جريح، كل ذلك كي لا يستعيد اليمن عافيته وتماسكه، كل ذلك لأن الحقد الأسود لا يحتمل أن يرى اليمن تحتفل في يوم وحدتها المجيد، ولا يحتمل أن يرى الجيش اليمني في ساحة السبعين يقدّم عرضه العسكري الموحّد تمهيداً لاستعادة وحدته على أرض الواقع، ودوره في حفظ أمن البلد واستقرارها.

وقد أخطأ القتلة الإرهابيون الحاقدون في مخططهم، لأنهم لا يفهمون ما تفعله النوائب والملمّات بالشعوب العظيمة، لم يستوعبوا معدن الشعب اليمني وعظمته، ولا يستطيعون أن يدركوا أن مثل هكذا حادث غادر وإرهابي وجبان يستنهض مكامن القوة والبأس عند الشعب اليمني، ولن يكون أبداً مدعاة للضعف والإرتباك.

إن أرواح اليمنيين وحياتهم ليست رخيصة لتذهب هدراً دون عقاب للأيدي الملوّثة بدمائهم، وأول رد فعل من قبل الرئيس والحكومة والجهات المعنية هو التحقيق الجاد والفوري وإعلان النتائج لكي يُعاقب من قصّروا في أداء مهامهم، فتفجير جلل كالذي هزَّ اليمن يوم أمس في السبعين لا ينبغي أن يمر، وإلا أصبحت حياة اليمنيين كلهم في خطر وليس فقط الحفل والعرض العسكري والتسوية السياسية والمرحلة الانتقالية.

وبعد ما حدث أمس تبرز مهمة توحيد الجيش والأمن وإعادة الهيكلة والتأهيل والبناء لهاتين المؤسستين كمهمة عاجلة لا مجال لترحيلها أو الالتفاف على استحقاقاتها.

لقد أفشل اليمنيون بصبرهم وقوة احتمالهم كل الرهانات التي لوّحت بالزج باليمن في أتون الحرب الأهلية والصراع والانهيار الشامل لمؤسسات الدولة، وبإمكاننا الوقوف على هذا الفرق بين وضع اليمن قبل ثمانية أشهر ووضعها الآن، ولذلك تعاود قوى الحقد والإرهاب والظلام المحاولة بعد الأخرى لإعاقة عجلة الحياة وعرقلة مسار الخروج من النفق المظلم، وليست المذبحة البشعة التي تعرّض لها جنود الجيش والأمن المغدورون يوم أمس في السبعين، وتخريب شبكة نقل الطاقة الكهربائية بالتواتر، إلا جزءاً من هذا الكُره والحقد، فقد وزّعوا الموت إلى مئات الأسر المكلومة بفقد أبنائها الشهداء، وأرفقوه بتوزيع الظلام لكل بيت، كل ذلك لأن تعافي اليمن يرعبهم، وتوحُّد جيشها يؤلمهم، ونجاح مرحلتها الانتقالية يطوي صفحتهم ويسد الباب في وجه إرهابهم وحقدهم وهوسهم وعدائهم لليمن وللحياة.

الرد على هذا القتل البشع هو استنهاض كل الطاقات الكامنة لدى اليمنيين الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم «أولو قوة، وأولو بأس شديد» استنهاض الروح الخلاقة لإنجاح مهام المرحلة وإنجاز الحلم الأكبر «عقد اجتماعي جديد، ودولة وطنية لكل مواطنيها اليمنيين».

*رأي صحيفة الجمهورية

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة