الطائرات الامريكية من دون طيار لن تنقذ اليمن

الإثنين 14 مايو 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 3266
 
  

المصدر : مجلة ذا اتلانتك

بقلم : جوشوا فوست

ترجمة : مهدي الحسني

شهد النصف الاول من شهر مايو ارتفاع في مستويات العنف في اليمن. في 3 مايو اسفرت غارة امريكية بطائرة من دون طيار الى مقتل 13 مشتبه به من المسلحين جنوبي اليمن. في 6 مايو، اسفرت غارة بطائرة من دون طيار عن مقتل احد نشطاء القاعدة، فهد القصع، الذي يقف وراء تفجير المدمرة يو اس اس كول في العام 2000. و في 10 مايو، كانت هناك غارة اخرى ادت الى قتل 8 مسلحين مشتبه بهم اخرين.

في خضم كل ذلك، في 8 مايو، كشفت وكالة اسوشييتد برس عن مفاجاة: عملاء الاستخبارات امريكيون يتمكنون من افشال محاولة تفجير قنبلة شديدة التعقيد في اليمن. يبدو ان مايو كان شهر الطفرة بالنسبة لجهود مكافحة الارهاب في شبه الجزيرة العربية. لكن هناك جانب اخر لكل ذلك، و هو ان هناك ايضا ثمن لحرب الطائرات من دون طيار.

بحلول نهاية العام 2009م ، قدر مسؤولون يمنيون عدد مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية ب300 مقاتل في كل انحاء البلاد. كان ذلك بعد حادثة عمر فاروق عبدالمطلب مباشرة، الذي باوامر القاعدة في شبه الجزيرة العربية حاول تفجير المادة التي اخفاها داخل ملابسه الداخلية على متن رحلة الى ديترويت. الرئيس اوباما الذي وصف الهجوم ب التهديد المميت، تعهد بتصعيد الحرب على الارهابيين عالميا.

لقد اوفى اوباما بالوعد الذي قطعه. و بدا في رفع سرعة العمليات في اليمن بشكل واسع، مستخدما قيادة العمليات الخاصة المشتركة الشهيرة، لتنسيق سلسلة من الهجمات القاتلة على القاعدة في شبه الجزيرة العربية – في اطار توسعة عالمية لحرب الطائرات من دون طيار التي يشرف عليها اوباما. تلك العمليات ستستمر خلال العام القادم. لقد اصبحت الحرب في اليمن بكامل قوتها.

لكن ماذا فعلا حققت تلك الحرب؟

هذا الاسبوع كان هناك نقاش علني حول حادثة القنبلة المزروعة في ملابس داخلية الاخيرة، و قدر مسؤولون امريكيون عدد مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية باكثر من الف مقاتل في اليمن. هل بامكاننا ان نصف جهود مكافحة الارهاب التي قمنا بها هناك بالناجحة، اذا كانت اعداد عناصر التنظيم الارهابي هناك قد ازداد الى ثلاثة اضعاف في الوقت نفسه؟

و لكي نكون منصفين، فان تلك التقديرات ناقصة، و هناك عدة عوامل اخرى هي من تحدد حجم و مدى انتشار الجماعة. لكنها بالكاد تكون لحظة احتفال.

هناك عواقب اخرى لجهود الولايات المتحدة في اليمن التي قد لا تبشر بخير للاستراتيجية و الطرق التي نتبعها هناك. ان مهمة مكافحة الارهاب كما هو معروف، مبنية جزئيا على افتراض ان على الولايات المتحدة دعم النظام الحاكم في العاصمة صنعاء، الذي اداره لعقود علي عبدالله صالح ، و خلفه فيه، المحمي عبدربه منصور هادي . ذلك النظام ممقوتا الى الدرجة التي اخرجت تظاهرات الربيع العربي هناك لاكثر من عام في كل المدن الرئيسية في البلاد.

تحرك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ليملئ ذلك الفراغ. و سيطرت جماعة جديدة تدعى انصار الشريعة على بعض المناطق في الجنوب و قاتلت قوات الامن اليمنية. يختلف المحللون حول ان كانت هذه الجماعة الجديدة تعد جزء من القاعدة في شبه الجزيرة العربية ام لا. لكن باختيار جزء من رسالة انصار الشريعة، فان القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد تستفيد من خلال الانتقال من جماعة معزولة الى جزء من الحراك الانفصالي الجنوبي الاكبر حجما، في صراع مع الحكومة اليمنية كان قد بدا منذ توحدت البلاد في 1990.

ان الفوضى و الفوضى القانونية الحالية في اليمن – حيث بعض ترفع بعض مناطق البلاد راية القاعدة بدلا عن رابة الحكومة اليمنية – العلم اليمني – اوجدت مساحة للجماعة الارهابية لاختراع اسلحة جديدة.

و من هذا المنظور، فانه من الصعب استنتاج ان مهمة مكافحة الارهاب في اليمن تسير بنجاح. بالطبع، الاشرار يقتلون بالعشرات، لكن شيوخ القبائل في الارياف يؤكدون ان الكثير من المدنيين يقتلون ايضا. بالاضافة الى ان اخلاقيات الهجمات بطائرات من دون طيار ما زالت بعيدة كل البعد عن ان نصفها بالواضحة وضوح الشمس.

ان التحدي في اليمن، هو في النهاية سياسي، حكومة غير شرعية تتصارع مع حركتي مقاومة و تمرد، بالاضافة الى حركة ارهابية تشق طريقها بهدوء للانضمام لاحدهما. لا اعتقد ان بالامكان التغلب على هذا التحدي من خلال ارسال قيادة القوات الخاصة المشتركة او اطلاق نار تقوم بها عدة طائرات بدون طيار على مناطق صحراوية، انه تحدي يتطلب اطار سياسي و اقتصادي و اجتماعي شامل للتعامل مع الاوجه العدة للمشكلة. بالطبع، لدى الولايات المتحدة دبلوماسيون في اليمن، كما ان لديها العديد من المحللين السياسيين و الاقتصاديين في واشنطن الذين يعملون بدون كلل على حل مشاكل البلاد. لكن الفكرة هي ان الهجمات بالطائرات من دون الطيار التي تقتل الارهابيين ليست هي الحل.

  
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة