السلطات الليبية تعثر على 20 طنًا من الذهب و80 مليون يورو في مدينة زلة الجنوبية

الأحد 01 يناير-كانون الثاني 2012 الساعة 08 مساءً / مأرب برس ـ صنعاء
عدد القراءات 27717
 
  

عثرت السلطات الليبية، على حوالي 20 طنًا من الذهب الخالص ونحو 80 مليون يورو مدفونة تحت الأرض في مدينة زلة، التي تبعد 750 كيلومتر إلى جنوبي شرق مدينة طرابلس، يُعتقد أنها تعود إلى عناصر تابعة للرئيس الراحل معمر القذافي وكانت مخبأة في الصحراء الليبية بالجنوب، فيما تسبب الكشف عن الكميات الكبيرة من سبائك الذهب والأموال في نشوب المعارك بين ثوّار الجنوب الليبي وثوّار جبل نفوسه، دون وقوع إصابات تُذكر.

وتشهد مناطق عدة في الصحراء الكبري في وسط وغرب ليبيا، حاليًا، حملة بحث موسّعة وكبيرة عن أطنان من السبائك الذهبية ومجوهرات نادرة ومئات الملايين بعملتي اليورو والدولار، يُعتقد بأن مقرّبين من القذافي دفنوها في الصحراء، بعد سقوط طرابلس في يد قوات المجلس الانتقالي، فيما أكدت وسائل إعلام ليبية أنه تم الكشف عن كميات من السبائك الذهبية مدفونة قرب مدينة هون.

وكشفت صحيفة "الخبر"، أخيرًا نقلاً عن مصدر أمني في منطقة الساحل، أن سلطات النيجر أوقفت ليبيين اثنين بعد تسللهما، وحققت في قضية التعاون مع شركة أمنية أميركية تعمل على البحث عن أموال القذافي وكنوزه، التي تشتبه الجهات الأمنية بأنها مدفونة في الصحراء الغربية في ليبيا، بعد أن ضبطت لديهما أسلحة فردية وأجهزة اتصال متطورة.

وأوضحت الصحيفة أن الليبيين اللذين أوقفا بمدينة ارليت قبل أيام، كُلفوا من قبل شركة الأمن الأميركية بمهمة استدراج أحد قادة مخابرات القذافي الذي يُعتقد بأنه تمكن من الفرار إلى النيجر قبل أسابيع عدة، يُرجح أن يكون الرائد مويجي ويعتقد أن اسمه الكامل هو سعيد قمان وهو ضابط من المخابرات الليبية، وكان من أكثر المقربين من القذافي في الأسابيع الأخيرة من حياته، ثم فرّ نحو الجنوب باتجاه النيجر.

وأضاف المصدر الأمني، أن "مويجي" بات من أهم المطلوبين لأجهزة الأمن والمخابرات في دول غربية مهتمة بملاحقة الأموال التي سحبها القذافي قبل مغادرة طرابلس، مشيرًا إلى أن ما لا يقل عن 4 أطنان من الذهب، وما بين 200 و500 مليون دولار من الأموال السائلة التي كان يتحكم بها القذافي وأغلبها سُحب من بنوك ليبية، ما زال مصيره مجهولاً.

وكشف المصدر ذاته، أن طائرات استطلاع غربية مجهّزة بأجهزة كشف المعادن وأجهزة تحديد المواقع الفضائية "جي. بي. أس"، مسحت مناطق واسعة في الصحراء الليبية، وبخاصة "الحمادة الحمراء" القريبة من الحدود مع تونس والجزائر في غرب ليبيا، ومنطقة "تينوهان" في الغرب وصحراء ''فزان''، مباشرة بعد اكتشاف كمية من السبائك الذهبية المدفونة في الصحراء قرب بلدة هون وسط ليبيا.

وشهدت الحدود الجزائرية الليبية في الأسابيع الماضية، تحليقًا مكثفًا لطائرات استطلاع كانت تطير على ارتفاعات منخفضة، ويُعتقد بأن هذه الطائرات كُلّفت من قيادة حلف الأطلسي (ناتو) بمسح الصحراء الليبية في مواقع عدة في غرب ووسط ليبيا، بحثًا عما بات يُسمى "كنوز معمر القذافي".

وأكدت الصحيفة الليبية، أن التحقيقات تشير إلى أن القذافي أوكل مهمة إخفاء الأموال التي كانت بحوزته للرائد مويجي، واحتفظ بكمية قليلة من المال كان يحملها معه، ويُعتقد بأن عملية إخفاء الأموال تمت في منتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي في مخبئ تحت الأرض في الصحراء الغربية الليبية.

ومن جانبها، تساءلت صحيفة ''ليبيا اليوم''، في عدد سابق، عن ضياع 26 مليار دولار وأطنان من الذهب من مقر مصرف ليبيا المركزي، موضحة أنه ''خلال الأسبوع الماضي تم العثور على خزينة ضخمة تحت الأرض في معسكر بمنطقة هون، وفي الوقت نفسه يخرج علينا الدكتور رئيس الحكومة عبد الرحمن الكيب، ومحافظ المصرف المركزي الجديد، ليقولا إن المصرف المركزي والخزينة الليبية خالية من الأموال، فالسؤال الذي يطرح نفسه أين ذهبت واختفت كل هذه الأموال؟ أي 26 مليارًا، والذهب، وأموال وأرصدة ليبيا في مصر والخليج والسودان".

وفي سياق منفصل، ذكر المجلس العسكري لمدينة مرزق، التي تقع في أقصى الجنوب الليبي على خط العرض 25.9044، وخط الطول: 13.8972، أنه قد تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفاة لبعض من الثوّار بالمنطقة الواقعة بين منطقتي فجيج والمكنوسة، والتي تبعد عن مدينة مرزق بنحو 120 كيلومترًا بين الجبال.

يُذكر أن القذافي الذي قتل في العشرين من تشرين الأول/أكتوبر في مدينة سرت، يمتلك ثروة تقدر بنحو خمسة وثمانين مليار يورو، فيما قدّر مسؤولون ليبيون ثروته بأكثر من 200 مليار دولار، ويُقال إنه خزّن بعض ثرواته في حسابات عبر العالم واستثمر بعضها الآخر في عقارات، وخبأ جزءًا آخر في صحراء ليبيا بعد سقوط طرابلس.