تنظيم القاعدة يحارب بأسلوب الجيوش النظامية تحت اسم «أنصار الشريعة» وقبائل أبين تنقلب عليه

الثلاثاء 26 يوليو-تموز 2011 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس/ عبد الرزاق الجمل/ صحيفة الناس
عدد القراءات 10212
 
 

باسم "أنصار الشريعة" قدم تنظيم القاعدة نفسه في المواجهات الأخيرة بمحافظة أبين، لأسباب خاصة قد يكون لها علاقة بالحساسية من حضور اسم "القاعدة" في مرحلة ثورية ربما تثير حقد الشعوب عليه، أو لأن تجربة جديدة في إستراتيجية القاعدة ستبدأ ويجب أن تلتصق تبعاتها، إن هي فشلت، باسم جديد، والأخير هو ما ترجحه شواهد الأحداث.

فالجديد في إستراتيجية جماعة "أنصار الشريعة" مما لم يكن لدى تنظيم القاعدة، هو محاولة السيطرة على مناطق جغرافية، إضافة إلى خوضها معارك تقليدية بنفس أسلوب حروب الجيوش النظامية، لكن هذا الجديد هو ما كانت القاعدة تتحدث عنه أو تبشر به كمستقبل لعملها العسكري.

فعلى الرغم من إشارة المسئول العسكري لتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" أبو هريرة الصنعاني إلى أن التنظيم لا يسعى إلى الظهور ولا إلى السيطرة، وأن حربهم أشبه بحرب عصابات أو بحرب مدن في بدايتها، إلا أنه قال هذا الكلام قبل سنة ونصف من الآن في معرض حديثه عن بدء التنظيم بتشكيل ما أسماه "جيش عدن أبين" ومهام الجيوش القتالية معروفة، والتي يبدو أن التنظيم بدأها خلال الأشهر الماضية في محافظة أبين.

وبحسب اطلاعي على بعض أسماء قيادات أنصار الشريعة، ومعرفتي بتوجه أصحابها، لا يبدو لي أن هناك أي تباين فكري أو عقدي بين القاعدة وأنصار الشريعة، وإن وجد تباين في العمل العسكري، كما أن قيادات القاعدة المعروفة تقاتل في أبين إلى جانب مقاتلي أنصار الشريعة، وقبل أيام قالت مصادر أمريكية إن القيادي المطلوب في تنظيم القاعدة فهد القُصع نجا من ضربة أمريكية استهدفت عناصر التنظيم داخل قسم شرطة كانوا قد استولوا عليه، كما أن من بين قتلى المواجهات في أبين قادة قاعديين آخرين، كعمار عبادة الوائلي وعائض الشبواني وغيرهم.

وربما مثَّـل الفراغ الأمني الناتج عن انشغال النظام بمواجهة الثورة الشبابية فرصة لتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" كي يبدأ جيشه المشار إليه بتنفيذ خطته من خلال الاستيلاء على محافظة أبين، لتكون نقطة البداية لحربه أو لحروبه القادمة، إضافة إلى فرصة تلاعب النظام بملف الحرب على الإرهاب، في إطار الضغط على الغرب أو تخويفه بهذا الملف. وكما هو معلوم فإن إستراتيجية القاعدة تقوم على جر أمريكا إلى المنطقة لمواجهتها، لاسيما وأن أمريكا مرهقة بحربين في أفغانستان والعراق، وربما يرى التنظيم أن اليمن، ببيئتها وتضاريسها وثقافة شعبها، ستكون الأصعب.

وإذا ما صح أن التنظيم قدم نفسه باسم "أنصار الشريعة" للغرض الذي أتوقعه، فإنه سيضع نفسه أمام اختبار كبير يتمثل في خوضه لمعارك كبيرة بأساليب جديدة عليه، إضافة إلى المفاجآت التي قد تعمل على إرباكه بعض الشيء، ومنها استمرار علاقته ببعض القبائل.

هل انقلب أبناء القبائل من مستضيفين إلى "صحوات"

وما لم تكن القاعدة تتوقعه في هذه الخطوة هو أن تنقلب القبائل ضدها، والتي كانت قد رحبت بها في وقت سابق في إطار تقاطع المصالح حين كانت بعض قبائل محافظة أبين تعمل ضمن مشروع الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، ومن مصلحتها أن توجد قوى تضعف النظام في الجنوب، لكن الثورة الشبابية قضت بشكل شبه كلي على تلك الحسابات.

وتختار القاعدة لتواجدها مناطق القبائل التي تمثل بيئة حاضنة لها لما يقدمه أبناؤها من حماية بدافع الثقافة والعادات والتقاليد، ولهذا السبب لم تنجح فكرة "الصحوات" في اليمن بنفس نجاحها في العراق، وإن كانت "صحوات أبين" قد انقلبت على عاداتها وتقاليدها للحسابات الخاصة التي أشرنا إليها.

كما كان للضرر الذي أُلحق بأبناء المحافظة جراء المعارك التي دارت فيها دور كبير في هذا التحول الذي طرأ على علاقة القبائل بضيوفها أو بمن استجاروا بها لتوفير النصرة والحماية، وإن كان عدد لا بأس به من أبناء المحافظة قد انخرطوا في صفوف التنظيم.

ويبدو، أيضا، أن أبناء القبيلة المتضررين تحسسوا من وجود مقاتلين من خارج المحافظة أو من خارج اليمن في صفوف التنظيم لمقاتلة يمنيين آخرين في صفوف الجيش اليمني، كما سيأتي.

وكان مشايخ قبائل مدينة لودر قد طلبوا من أبناء المدينة المنضمين إلى التنظيم إخراج المقاتلين الذين قدموا من خارج المحافظة حتى يتمكنوا من التفاوض معهم على اعتبار أنهم من أبناء المنطقة، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض.

يضاف إلى ذلك أن المستقبل المخيف الذي ينتظر محافظة أبين، من وجهة نظر أبنائها، بعد سقوطها تحت سيطرة القاعدة ووقوعها تحت نظر الأمريكان، أثار حالة غير مسبوقة من القلق في أوساط أبنائها، كما كان للدعم الذي حظي به بعض المشايخ في المحافظة من قبل خصوم القاعدة دور مهم في انقلابهم عليها.

الجدير بالذكر أن قبائل أبين لم تقف إلى جانب الجيش بكاملها، والقبائل المنضمة هي إما قبائل تجمعها علاقة قوية باللواء على مسحن الأحمر أو الشيخ طارق الفضلي، وإما قبائل تجمعها خصومات بالقاعدة كالعشال وآل صالح وآل وليد في مديرية مودية، والأخيرة على خلفية خلاف على سيارة استولى عليها عناصر القاعدة في مدينة زنجبار وادعت قبيلة آل وليد أنها تعود لأحد أبنائها، بالإضافة إلى الأسباب التي أشرنا إليها قبل قليل.

ما وراء السيطرة السهلة على محافظة أبين

لا يبدو أن مقاتلي القاعدة بذلوا جهدا كبيرا للسيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وإن كانوا الآن يخوضون أشرس المعارك في تاريخهم ـ ربما ـ للإبقاء على المدينة تحت سيطرتهم.

وكان لإرخاء القبضة الأمنية، عن قصد، على محافظة أبين دور بارز في تحقيق انتصارات كبيرة وسريعة للجماعة المسلحة في البداية، كما عمل ذلك على خلق المشهد الذي سعى نظام صالح إلى خلقه، لغرض إخافة الغرب بالتنظيم، والغرب يخاف سريعا ولا يقرأ ما يتعلق بالتنظيم كما يقرؤه غيره. وهذا الأمر يرسخ لدى البعض فكرة أن القاعدة تابعة للنظام ومؤتمرة بأمره.

وبحسب ما تناقلته بعض المصادر الإعلامية فإن قائد المنطقة الجنوبية اللواء مهدي مقولة طلب من اللواء 25 ميكانيكي تسليم كامل معداته لتنظيم القاعدة، إلا أن اللواء المؤيد للثورة الشبابيـة، رفض هذا الطلب، وإذا ما صح ما تناقلته وسائل الإعلام عن اللواء مقولة، فإن قوات الأمن المركزي التي انسحبت مـن المحافظة، سواء في بداية المواجهات الأخيرة أو قبل أشهر، لم تنسحب تحت ضغط المعارك وإنما بطلب طالب.

الجدير بالذكر أن اللواء 25 ميكانيكي بقي محاصرا لأسابيع دون أن تصله قوات إسناد من قائد المنطقة الجنوبية لفك الحصار عنه، الأمر الذي دفع القائم بإعمال الرئيس صالح الفريق عبده ربه منصور هادي إلى تهديد مقولة بالإقالة إن لم ينفذ توجيهاته بفك الحصار عن اللواء 25.

وكان القيادي في الحراك الجنوبي حسين الناخبي قد أشار في وقت سابق إلى أن القاعدة في محافظة أبين تحظى بدعم رسمي، ودلل على ذلك بتواجدها في المناطق التي تقع تحت مسئولية قائد المنطقة الجنوبية اللواء مقولة.

وعلى ما يبدو فإن النظام اليمني الذي يدعم التنظيم بشكل غير مباشر من خلال إرخاء قبضته الأمنية على بعض المناطق وسحب معسكراته من أخرى، ربما يقدم له دعما بشكل مباشر أيضا، لكن هذا لا يعني أن التنظيم تابعٌ للنظام، كما هو سائد لدى الكثيرين.

وبشكل واضح يشير غياب وحدات مكافحة الإرهاب المعدة لمثل هذه المعارك إلى أن النظام لا يريد حسمها، خصوصا إذا ما علمنا أن هذه الوحدات تشارك الحرس الجمهوري هذه الأيام حربه في مديرية أرحب.

ويؤكد النائب المعارض ورئيس الدائرة للحزب الاشتراكي اليمني محمد صالح القباطي بأن "القوات المعنية بمكافحة الإرهاب سحبت بأوامر عليا من أبين وشبوة والمناطق التي كانت تتواجد فيها إلى صنعاء وتعز وغيرها من المحافظات للتفرغ لمواجهة المعتصمين والخصوم السياسيين".

وكانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة قد اتهمت نظام الرئيس صالح، في وقت سابق، بتسليم محافظة أبين للجماعات المسلحة، وأيدتها في ذلك تصريحات لقائد الفرقة الأولى مدرع اللواء على محسن الأحمر ووزير الداخلية السابق حسين عرب.

التحول في سير المعارك

رغم ما كانت تعلنه وسائل الإعلام الرسمية من انتصارات للقوات الحكومية على عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين، إلا أن المعارك كانت تتكشف عن الأمر النقيض، حيث سقط في المواجهات المئات من جنود اللواء 25 ميكانيكي بين قتيل وجريح، كما سقطت محافظة أبين عن بكرة أبيها في قبضة الجماعة المسلحة في التاسع والعشرين من شهر مايو الماضي. ومنذ سقوط المحافظة بمديرياتها الإحدى عشر في أيدي مسلحي أنصار الشريعة أو القاعدة، وحتى مطلع الشهر الجاري، لم تتمكن القوات الحكومية من إحراز أي تقدم يُذكر.

الوضع الإنساني الصعب الذي خلفته المواجهات العنيفة، والمتمثل في نزوح أكثر من ثمانين ألفا من سكان المحافظة، إضافة إلى مخاوف القوى الوطنية من تبعات تسليم محافظة أبين للجماعات المسلحة، قاد نحو تحرك سريع كان للجيش المنضم للثورة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر ولمشايخ أبين دور كبير فيه، لكن وفي مقابل هذا الحشد كانت القاعدة تحشد أنصارها من المحافظات المجاورة، كما استطاعت أن تستقدم مقاتلين من خارج الحدود، وقد ساعدها على ذلك التسهيلاتُ التي قدمها النظام، عن عمد، لهؤلاء الوافدين، كما تشير بعض المعلومات.

كما أن الحشد والحشد المضاد، بالإضافة إلى غياب النظام كطرف متهم بجديته في الحرب على الإرهاب، ورغبة الأطراف المشاركة في إثبات أن أمر القاعدة في اليمن ليس كما يروج له النظام، كل هذه العوامل كانت كافية لأن تدخل المحافظة في حرب لم تشهدها من قبل، حرب لم تكن في صالح القاعدة كما تقول وسائل إعلام أحزاب المعارضة، لكن الغياب الإعلامي للطرف الآخر لا يتيح المجال لمعرفة تفاصيل المواجهات الدائرة بشكل دقيق.

وتقول الأخبار إن مقاتلي تنظيم القاعدة تكبدوا خسائر كبيرة في المعارك الأخيرة، وذلك على العكس مما كانت عليه المعارك في السابق، وكان لانضمام كثير من قبائل أبين إلى صفوف قوات الجيش الذي يقاتل القاعدة، إضافة إلى الدعم العسكري من قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن والمتمثل في إسناد الجيش هناك بلواءين عسكريين هما اللواء 119، واللواء 39، كان لذلك دور كبير فـي هذا التقدم.

كما تشير الأنباء الواردة من هناك إلى تضييق القبائل والجيش خناق مدينة زنجبار على مسلحي القاعدة، بعد أن تمكنوا الأسبوع الماضي من فك الحصار عن اللواء 25 ميكانيكي واستعادة ملعب الوحدة الرياضي، بالإضافة إلى قتل عدد كبير من مقاتلي القاعدة بينهم قيادات.

والأسبوع الماضي قالت مصادر رسمية إنها تمكنت من قتل القياديين القاعديين عايض وعوض الشبواني، ومع أن الخبر لم يتأكد من مصدر قاعدي إلا أن قناة البي بي سي قالت إنها حصلت على معلومات من عائلة الشبواني تفيد بأن عائض الشبواني قضى في معارك أبين.

ولتأكيد ذلك نقلت صحيفة الشارع في عددها الأخير عن مصادر محلية قولها إن مجموعة من محافظة مأرب قدموا الأسبوع الماضي إلى محافظة أبين لغرض إجلاء جثة أو جثث قُتل أصحابها هناك، وربما تعود هذه الجثة للقتيلين الشبواني اللذين تحدثت عنهما المصادر الرسمية.

وفي وقت سابق قالت مصادر إعلامية رسمية إن القيادي القاعدي عمار أبو عبادة الوائلي قتل في معارك أبين إلى جانب قياديين آخرين، وعلى الرغم من أن هذه هي المرة الثالثة التي تعلن فيها وسائل الإعلام الرسمية عن مقتل الوائلي، إلا أن الثالثة كانت ثابتة على ما يبدو، فقد نُشر مقطع فيديو على موقع اليوتيوب مع خلفية قرآنية عن الشهادة، وفي المقطع صورة لعمار الوائلي وبعض عناصر التنظيم قضوا في تلك المعارك.

كما أعلنت المصادر الرسمية في وقت سابق أن القيادي السعودي المطلوب "وليد عسيري" قُتل في معارك أبين، لكن وزارة الداخلية السعودية قالت إنها لم تحصل على تأكيدات وثيقة بمقتله.

أنباء عن مشاركة أمريكية جوية وبحرية وبرية

وجاءت أعداد قتلى القاعدة التي تعلن عنها وسائل الإعلام الرسمية وغيرها، كبيرة جدا، رغم تضاربها، فخلال العشر الأيام الماضية تجاوز عدد قتلى القاعدة المائة، بينهم قيادات، إضافة إلى أعداد كبيرة من الجرحى، والغريب أن وسائل الإعلام لا تتحدث عن أسرى من التنظيم، ما يعني أن قتلى القاعدة قضوا عن طريق قصف جو أو مدفعي عن بعد، والسؤال: كيف تأتي لوسائل الإعلام التي تتحدث عن قتلى القاعدة أن تحدد بدقة أعدادها؟.

لكن وبقدر ما تشير الأرقام المذكورة إلى أن القاعدة تكبدت خسائر كبيرة، إلا أنها تشير أيضا إلى وجود عدد كبير من مقاتليها في أبين يتجاوز عدد التقديرات الدولية بكثير، خصوصا وأن مدينة زنجبار لا تزال حتى هذه اللحظة تحت سيطرتهم إضافة إلى مناطق شاسعة من المحافظة.

وكان لدخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط المعارك دور كبير في الاستهدافات النوعية التي طالت قيادات في تنظيم القاعدة، حيث دخلت الولايات المتحدة الأمريكية بثقل كبير في المعارك، فإضافة إلى الضربات الجوية التي تنفذها طائراتها بدون طيار، والصواريخ القادمة من بوارجها الحربية في البحار القريبة، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر محلية في المحافظة معلومات تقول إن زوارق أمريكية تشارك في المعارك، بالإضافة إلى قوات أمريكية برية خاصة تشارك ليلا.

وقبل أيام قالت مصادر أمريكية خاصة إن القيادي اليمني المطلوب أمريكا فهد القُصع نجا من محاولة اغتيال نفذتها طائرة أمريكية في أبين على قسم شرطة استولى عليه عناصر القاعدة وكان يتواجد بداخله. ورغم إعلان وسائل الإعلان الرسمية اليمنية عن قتل القوات الحكومية لما يزيد عن عشرين من عناصر التنظيم إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية قالت إنهم قضوا في غارة أمريكية لا بعملية يمنية "كما زعمت وسائل الإعلام اليمنية" حد تعبير محطة سي إن إن.

ويبدو أن القاعدة التي تقاتل الجيش اليمني والقبائل والولايات المتحدة الأمريكية بقدراتها الهائلة، ستواجه صعوبات كبيرة، خصوصا وأنها الآن تسيطر وتقاتل على طريقة الجيوش النظامية، وربما يدفعها الخوف من الخسارة إلـى أن تلجأ إلى أسلوبها القديم.

وربما إن هذا ما بات يحدث فعلا، فقد تحدثت مصادر إعلامية عـن تفخيخ القاعدة لمدينة زنجبار، وذكرت المصادر أن عددا من السيارات على جنبات الطريق ملئت بمواد متفجرة سيتم تفجيرها عن بعد إن تمكن الجيش وقـوات القبائل المساندة له من الدخول إلى المدينة.

القاعدة تحذر من حرب أهلية

وبقدر ما كان دخول القبائل على خط المواجهات عاملا قويا للتقدم الميداني الذي تحقق مؤخرا، بحسب بعض وسائل الإعلام، إلا أنه قد يخلق حالة ثأر بينهم وبين عناصر التنظيم ربما تقضي على الاستقرار في المحافظة لفترة من الزمن.

وكان مسلحو القاعدة، في وقت سابق، قد وزعوا بيانا باسم جماعة "أنصار الشريعة" يحذر قبائل أبين من مخطط إجرامي يهدف إلى الزج بها في مواجهة معهم، وجاء في بيان الجماعة " نناشد الشرفاء العقلاء أن لا ينساقوا وراء هذا المخطط الإجرامي الذي يهدف للزج بأبناء القبائل في حرب ضروس لن يدفع ثمنها إلا من غرر به".

وطالب البيان أبناء محافظة أبين بأن يكونوا " في صف الصادقين مع دينهم الأوفياء لشعوبهم أمثال الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله" محذرا: "ومن أراد أن يحول أفراحه أتراحا وأعراسه مآتم فلينساق وراء مكائد النظام ولن يلومن إلا نفسه".

المعارضة منتشية

المعارضة اليمنية التي ظلت تتحدث عن علاقة وطيدة بين النظام اليمني وتنظيم القاعدة، بدتْ منتشية بالانتصارات التي قالت إن الجيش المؤيد للثورة ومن انضموا له من أبناء القبائل، يحققونها في محافظة أبين، لأنها تؤكد ما كانت تتحدث عنه حول تلاعب النظام بملف القاعدة.

وفي تصريح لـ"الصحوة نت" قال الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان "إن الدرس الأول الذي يجب أن يستفاد من النجاحات السريعة للجيش الوطني المؤيد للثورة ولأبناء الشعب والقبائل الملتفة حوله ومعه، هو أن تعي الأجهزة الأمريكية المعنية بحرب الإرهاب أن القوات التي دربوها واستثمروا فيها وأنفقوا عليها الأموال الطائلة في إطار الجيش العائلي في الأمن المركزي والحرس الجمهوري لم تحرك ساكنا ضد القاعدة في أبين".

كما شكر قحطان السفارة الأمريكية بصنعاء على ما قدمته من دعم للواء 25 ميكانيكي ولأبناء القبائل في محافظة أبين، مؤكدا أن دعم السفارة كان له أثر بالغ في صفوف الجيش وقوات القبائل. وقال قحطان بأن الإدارة الأمريكية لو دعمت الجيش الوطني بدلا من نظام صالح، لحصلت على نتائج أفضل في مجال الحرب على الإرهاب.

النظام يصنع الهزيمة ويسرق النصر

طوال المواجهات التي امتدت لأكثر من شهرين بين القوات الحكومية وعناصر من تنظيم القاعدة في محافظة أبين، لم تتمكن القوات النظامية من دحر عناصر التنظيم شبرا واحدا، بل إن وجود قوات النظام انحصر في مساحة خمسين كلم مربع من أصل 16 ألف كلم مربع، وهي المنطقة التي يتواجد فيها اللواء 25ميكانيكي، والذي كان هو الآخر محاصرا وقاب قذيفتين أو أدنى من السقوط، لكن ومع دخول قوات مؤيدة للثورة وقبائل أبين على خط المعارك التي تقول المصادر إنها حققت انتصارات كبيرة سريعة، عادت وسائل الإعلام الرسمية لتنسب هذا النصر لتلك القوات التي كانت قد سلَّمت المسكرات، بل والمحافظة برمتها، لمسلحي القاعدة، في محاولة منها لسرقة نصر لم يكن لها فيه ناقة ولا جمل.

ورغم أن الوسائل الرسمية ترجع الانتصارات إلى تعاون "أبناء المحافظة الشرفاء" إلا أن أبناء المحافظة الشرفاء طالبوا "قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة والمنطقة الجنوبية بالكف في التآمر على اللواء "25" ميكا، مشيرين إلى أن قبائل أبين أعلنت مساندتهم للواء من خلال الانتشار بشكل كثيف في منطقة شقرة للنقاط الأمنية وكذا انتشارها من الجهة الشرقية من مدينة زنجبار وفرضت حصاراً على المسلحين ومنعت وصول الإمدادات عنهم".

وفي محاولة من هذه الوسائل لربط القاعدة بقيادات في المشترك، قال موقع الحزب الحاكم إن وحدات الجيش في أبين قتلت أجنبيا كان يقيم قبل ذلك في الجوف لدى شيخ مشايخ بكيل أمين العكيمي، ويدعى "أبو أيمن المصري".

أبو أيمن المصري الذي أعلن موقع الحزب الحاكم مقتله بتاريخ 15 ـ 1 ـ 2010 من العام الماضي، وبتاريخ 9 ـ 6 ـ 2011م، أي قبل أكثر من شهر، عاد الموقع ليقول إنه قتله مرة ثالثة بتاريخ 20 ـ 7 ـ 2011م من الشهر الجاري.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة