صحيفة كويتية تكشف خفايا «خليجي 20»: اليمن نجح أمنياً وتراجع رياضياً .. وطائرة عسكرية وصلت عدن لمرافقة منتخب الإمارات

الثلاثاء 07 ديسمبر-كانون الأول 2010 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس – الدار
عدد القراءات 19263
 

وقفت وانتظرت ولم تغادر محلها حتى انتهاء بطولة «خليجي 20».. إنها إحدى طائرات النقل العسكري التابعة للقوات الجوية الإماراتية، وهي الدولة الخليجية الوحيدة التي قامت بنقل منتخبها الوطني بمرافقة طائرة عسكرية إلى الأراضي اليمنية، مصطحبة معها عددا من السيارات المصفحة ضد الرصاص - ثلاث سيارات صالون تويوتا بيضاء اللون - إضافة إلى معدات عسكرية تابعة للفريق الأمني الإماراتي المرافق لبعثة المنتخب الإماراتي الذي يشارك حاليا في بطولة خليجي عشرين.

ولم تكتف الإمارات بذلك بل أردفت بواحد من باصات النقل الجماعي مصفح أيضا، ومجهز بتجهيزات عالية، وذلك تفاديا لأي طارئ كان سيحدث للفريق الإماراتي الذي تواجد في محافظة عدن، وخاض المباريات في أكبر ملاعب اليمن بمحافظة أبين ذات المزاج الأمني المتقلب.

وأفادت مصادر لـ«الدار» بأن المنتخب الإماراتي رفض الصعود الى الحافلات التي أعدها الاتحاد اليمني لكرة القدم، لنقل المنتخبات المشاركة في البطولة، حيث أصر على التنقل في الحافلة المصفحة الخاصة بهم، والتي تم استقدامها من أبوظبي، والتي جاءت وكأنها تتحدى رصاص «الحراك الجنوبي» أو «القاعدة».

وجاء هذا الاحتراز الأمني حسبما أوصت به اللجنة الأمنية الخليجية التي قامت بزيارة مدينتي عدن وأبين.

وكشفت مصادر أمنية رفيعة لـ «الدار»، أنه في اليوم الأول لوصول المنتخب الإماراتي على الطائرة العسكرية، حصلت مشادات بين أجهزة الأمن اليمنية والفريق الأمني المصاحب للمنتخب الإماراتي، خاصة بعد محاولة أجهزة الأمن الإماراتية اصطحاب أسلحة خاصة بهم، إضافة إلى معدات أخرى، وهو الأمر الذي رفضه الجانب اليمني، حيث أكد أن لديه من الأسلحة والترتيبات، ما يغني عن نزول أي سلاح إماراتي إلى الأراضي اليمنية. وتباينت وجهات النظر بين الجانبين حتى تم تصعيد الخلاف إلى جهات عليا في اليمن ممثلة بوزارة الخارجية اليمنية ورئاسة الجمهورية، وانتهى الأمر بوصول توجيهات إماراتية جاءت من أبوظبي، بترك السلاح داخل الطائرة العسكرية الإماراتية.

الكلاب البوليسية تظهر بقوة في خليجي عشرين :

وتحدثت مصادر أمنية في محافظة عدن لـ «الدار»، أن وزارة الداخلية قامت بالفعل بشراء مجاميع من الكلاب البوليسية. لكن المصادر رفضت الحديث عن عددها أو قيمة شرائها، في حين تحدثت مصادر مماثلة أيضا عن أن وزارة الداخلية أشترت أكثر من خمسين كلبا، ووصل ثمن الكلب الواحد إلى خمسة ملايين ريال يمني، أي ما يعادل خمسة وعشرين ألف دولار للكلب الواحد.

وكان رئيس اللجنة الأمنية لـ«خليجي 20» نفى لـ«الدار» نفيا قاطعا التعامل مع الكلاب البوليسية. وقال: «نحن لا نتعامل مع كلاب، ولدينا الكفاءات التي تغنينا عن شراء مثل هذه الكلاب، واليمن حتى اللحظة لن يقلد الغرب في كل شيء نحن سنأخذ ما يتوافق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا».

قوات جوية وبحرية ومشاة.. تحرس خليجي عشرين

في غضون ذلك، أكد مصدر أمني لـ «الدار» أن الخطة الأمنية التي صاحبت فعاليات «خليجي 20»، لم تغفل عن البحر، وراقبت حركة السير والملاحة فيه عن طريق الاستعانة بالقوات البحرية والدفاع الساحلي، حيث كانت تقوم بتمشيط مكثف على مدار الساعة، كما شاركت القوات الجوية عبر عدد من الطلعات المكثفة التي لاحظها الجميع خاصة في الأيام الأولى لانطلاق البطولة في مدينة عدن، وقد برز عدد من طائرات الآباتشي التي حلقت فوق ملعب الوحدة بأبين طوال المباراتين اللتين جرتا بين المنتخب السعودي ونظيره الكويتي، والمنتخب اليمني ونظيره القطري، والتي سبقها تحليق مماثل في ملعب 22 مايو بمدينة عدن.

عسكريون في لباس مدني .. يهتفون بالتشجيع 

كما شهدت القوات المسلحة والأمن استنفارا واسعا خاصة في المباريات التي شهدتها مدينة أبين، حيث تم حشد أكثر من عشرة آلاف جندي في صناعة عدد من الأحزمة الأمنية المقفلة على ملعب الوحدة وأبين، خوفا من أي تداعيات جانبية، وشهد الطريق المؤدي من عدن إلى أبين حشد جموع عسكرية مدعومة بوحدات مكثفة في العمق الخلفي لجانبي الطريق، مصحوبا بمراقبة جوية دقيقة بوسائل رصد متقدمة.

وقالت مصادر خاصة لـ«الدار»، ان هناك الآلاف من أبناء القوات المسلحة والأمن وطلاب الكليات العسكرية تم الدفع بهم ضمن خطط مدروسة وكشوفات مسبقة إلى مدرجات ملعبي 22 مايو والوحدة في كل من محافظتي عدن وأبين، وذلك للمشاركة كمشجعين في صفوف المدرجات خوفا من تسلل أي عناصر انفصالية تصل إلى المدرجات وتتسبب في رفع أي شعارات أو هتافات انفصالية خاصة في ظل تواجد اعلامي كبير وبث مباشر من عدد من القنوات الفضائية المحلية والعربية.

كما شهدت المدرجات تواجد المئات من عناصر الاستخبارات اليمنية والأمن القومي، وكل ذلك يندرج في سياق الخطة الأمنية التي يبدو أن نجاحها فاق نجاح الدورة رياضيا بحد ذاتها، او كما وصفها أحد الضباط الكبار في حديثه لـ«الدار» مازحا «لقد نجح خليجي 20..ونجحت اللجنة الأمنية في المقدمة».

* صورة الطائرة العسكرية التي رافقت المنتخب الإماراتي

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن