رئيس اتحاد طلابنا بماليزيا: اتحادنا يضم (3000) طالب ورأس ماله (3500) دولار

الأحد 05 ديسمبر-كانون الأول 2010 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - كمال البكاري
عدد القراءات 5019

يعد مفهوم الجمعيات والنوادي والاتحادات الطلابية أحد المكونات الأساسية في المجتمع المدني الحديث، لما في ذلك من ممارسات إدراية وتنظيمية في تخطيط فعاليتها وأنشطتها، ومردود ثقافي وفكري واجتماعي في تجمع أفرادها ومنسوبيها، ويعد هذا المفهوم من المفاهيم التي تشير إلى فكر أخلاقي سامٍ لا يتأتى إلا عند شعور الفرد بحاجة المجتمع إليه، وخاصة مجتمعه الخاص، فيخرج بذلك من نطاق الاستهلاك إلى نطاق الإنتاج. ولعل أكثر ما يشد المتفحص في هذا المفهوم، هو تحقيقه خارج أرض الوطن، إذ أن وحدة صفوف الطلبة في بلاد الغربة تسمو فوق كل أشكال الطائفية العنصرية والقبلية داخل البلاد، لتخرج في قالب طلابي اجتماعي متوحد.. ومن هذا المنطلق، قام عدد من الطلبة اليمنيين في ماليزيا بتأسيس اتحاد خاص للطلبة اليمنيين، حيث وضعوا على عاتقهم مسئولية تعميق روح المحبة والإخاء بين أوساط الطلبة اليمنيين في ماليزيا، ومساعدتهم في العمل مع الجهات الرسمية على توفير الأجواء التعليمية المناسبة، إضافة إلى إحياء المناسبات الوطنية والدينية، ورعاية مصالح الطلبة والدفاع عن حقوقهم وتبني قضاياهم.

أجرينا بشأن ذلك لقاءا مع رئيس اتحاد الطلبة اليمنيين بماليزيا: عبدالله سلطان شداد، طالب يحضر الماجستير في القانون، بالجامعة الإسلامية العالمية، حيث عبر عن فخره واعتزازه في تشكيل هذا الاتحاد في السابع والعشرين من شهر مارس 2007، وصرح بأن الفكرة تأسست من قبل الدكتور عبدالكريم الشامي من جامعة العلوم الماليزية، والدكتور قائد المنتصر من الجامعة الوطنية الماليزية، والدكتور ناجي الحاج، والدكتور خالد غيلان من جامعة بوترا الماليزية، وعدد من الطلبة، إضافة إلى الدعم المعنوي من السفير اليمني السابق السيد عبدالناصر منيباري، ونائبه عبدالحميد منصور، وكذلك السفير اليمني الجديد عبدالله المنتصر.

مضيفاً:جاءت الفكرة بعد تزايد أعداد الطلبة اليمنيين المبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي باليمن، ويصل عددهم إلى 2000 طالب وطالبة، إضافة إلى الطلبة المغتربين خارج اليمن، ويصل عددهم إلى 100 طالب. لذا صرح عبدالله شداد بضرورة تأسيس اتحاد يمني يلمّ شمل 3000 طالب وطالبة يدرس معظمهم في كليات التقنية المعلوماتية، والهندسة بكافة أقسامها، والطب في معظم الجامعات الماليزية، ولعل فكرة الاتحاد هي امتداد للنادي اليمني الذي تأسس في عام 1996 بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وكان شداد رئيسها في الدورة العاشرة.

ويضيف عبدالله شداد أن الاتحاد مرسّم تحت وزارة التعليم العالي الماليزي، وأن هناك 22 فرعا للاتحاد في الجامعات الماليزية. ويسعى الاتحاد حاليا إلى الحصول على مقر ثابت له في العاصمة كوالالمبور كما أفاد رئيس الاتحاد قائلا: \"لا يوجد للنادي مقر حتى الآن، أما الاجتماعات فتعقد في أماكن وقاعات خاصة يحددها رؤساء اللجان، و نسعى حاليا في الحصول على مقر ثابت في كوالالمبور\". ويذكر شداد أن من أهم البرامج التي قام بها الاتحاد، هو برنامج العيد السابع عشر، في ذكرى عيد الوحدة الوطنية، وذلك في 22 مايو 2007، وقد حضر الحفل بعثة أعضاء السفارة اليمنية. وكذا مشاركة الاتحاد في الحفل الافتتاحي لديوان العمل الإسلامي، بحضور رئيس الوزارء الماليزي، السيد عبدالله بدوي، وذلك من خلال عرضهم للرقصات اليمنية الشعبية، إضافة إلى نشاطات عديدة يمكن الرجوع إليها من خلال موقع الاتحاد الإليكتروني http://yemsum.org . ويضيف رئيس الاتحاد، أن من ضمن نشاطات الاتحاد إقامة ندوات و برامج علمية، منها إقامتهم لندوة ثقافية بعنوان: تميز الطالب اليمني في ماليزيا وكيفية المحافظة عليه، وذلك بإدارة كل من الدكتور مراد العزاني من جامعة بوترا، والدكتور أحمد الزنداني من الجامعة الإسلامية العالمية، والدكتور خالد غيلان من جامعة بوترا، وذكر أن \"من أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة هي الاستمرار في عقد مثل هذه الندوات، والاستفادة من خبرات طلبة الدكتوراة، وعقد دورات في مجالات متخصصة تفيد الطالب اليمني\".

أما عن الدعم المادي للاتحاد، فقد حدد الاتحاد في دستوره، تحت مادة (28) من الفصل الثالث، أن تكون مالية الاتحاد من الموارد التالية\" \"الدعم المقدم من البعثة الدبلوماسية بماليزيا ووزارة التعليم العالي والجهات الرسمية الأخرى، واشتراكات أعضاء الاتحاد والتي تم تحديدها بخمسة دولار أمريكي في كل ثلاثة أشهر أو مايعدلها بالرنجت الماليزي، والتبرعات والمساعدات والهبات غير المشروطة، وعائدات المشاريع التي يقوم بها الاتحاد\". إلا أن رئيس الاتحاد صرح بأن \"السفارة اليمنية تدعم الاتحاد معنويا فقط، ونسعى إلى الحصول على دعم مالي منهم\". وذكر أن الدعم المالي حاليا يأتي من إقرار الأعضاء على الاشتراك الشهري، وكذلك دعم الطلبة المتيسرين في نشاطات معينة.

وذكر شداد أن من أهم الصعوبات التي يواجهها الاتحاد، هي بُعد الجامعات، حيث وصف بأنه \"عرقل حركة تنفيذ كثير من الأنشطة والبرامج\"، إضافة إلى الصعوبات المادية، وذكر أن الاتحاد لم يزل في بداياته ويحتاج إلى دعم مالي، وأضاف أيضا \"لكن بالرغم من الصعوبات المادية استطعنا في الفترة الأخيرة تنظيم العديد من

البرامج والنشاطات، الأمر الذي جعل الطالب اليمني يعقد آمالا كبيرة للاتحاد\" وذكر على سبيل المثال، الدعم المالي من أعضاء الاتحاد للطالب غسان بن طالب، لإجراء عملية الفشل الكلوي في أحد مستشفيات العاصمة، وقد بلغت تكلفة العملية 11 ألف رينجت ماليزي (حوالي 3500 دولار امريكي)، تكفل أعضاء الاتحاد بدفعها كاملة.

ومن الجدير بالذكر،أن اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا، لا يقتصر فقط على النشاطات الثقافية والعلمية والرياضية فحسب، بل لهم أيادٍ بيضاء في التعاون الاجتماعي والإنساني، فقد ذكر عبدالله شداد أن للاتحاد برامج تقام في الأعياد الوطنية والدينية، ومنها آخر احتفال بعيد الأضحى والذي حضره أكثر من 300 عائلة يمنية، وقد وصل عدد الحاضرين إلى 600 فرد من أبناء الجالية اليمنية في ماليزيا. كما أضاف أن لجدول أعمال الاتحاد برامج للعائلات والأطفال، يفترض أن تقيمها اللجنة النسائية، لكنه أرجع عدم تنفيذ تلك الأنشطة قائلا: \"يرجع ذلك لسبب البُعد المكاني للجامعات، لذا اقتصرنا حاليا ضم البرامج النسائية مع برامج الاتحاد العامة، مع وجود النية في إقامة برامج خاصة لهن\". يذكر أن مدة الدورة الرئاسية في الهيئة التنفيذية ولجنة الرقابة والتفتيش والهيئات الإدارية في الاتحاد تتجدد كل سنتين، وهو الأسلوب الانتخابي الذي يدعم القيام بمثل هذه الاتحادات الطلابية وضمان استمرارها، الأمر الذي نادى به رئيس اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا عبدالله شداد مشجعا جميع الطلبة اليمنيين لدعم اتحادهم من أجل تحقيق أهدافه السامية في تعميق روح المحبة بين الطلبة اليمنيين، وترسيخ الروح الوطنية و القومية الإسلامية فيهم.

اكثر خبر قراءة طلابنا