صحيفة لوس انجلس تايمز: بإمكان قادة قبائل اليمن كسر شوكة القاعدة وبإمكانهم ان يجعلوها تزدهر

الإثنين 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- لوس انجلس تايمز : جيفري فليشمان- ترجمة خاصة محمد صفوان
عدد القراءات 5977

في ظل تفكير الولايات المتحدة في الخيارات العسكرية ضد المتطرفين الاسلاميين، فإنه من المخاطرة بمكان ان نخالف التقاليد، وبالتالي ربما تعميق الاستياء من أمريكا وإضعاف الحكومة اليمنية اكثر.

انهم في سباق من خلال الممرات الجبلية وعبر الصحارى والمدن، الخناجر محشوة في أحزمتهم، حرسهم الشخصيين المسلحين في جانبهم وبشكل كبير، الشعور لديهم بامتلاك القوة ينزع لقرون مضت عرفت المشهد السياسي في اليمن بوصفه خطير وماكر.

قادة هذه الأمة القبلية، الشخصيات تتكيف مع مصالح متباينة في كثير من الأحيان، هي مفتاح الاستقرار من من حدود المملكة العربية السعودية، الحدود التي اجتاحتها الرمال المتحركة، وصولا إلى أطراف البحر الأحمر (ربما يقصد البحر العربي). انهم الرجال الذين يمكنهم كسر القاعدة في شبه الجزيرة العربية ربما بنفس القدر الذي يمكنهم يسمحوا لها أن تزدهر، اعتمادا على عروض همسات والمال والمناورات الإقليمية.

كون الولايات المتحدة تفكر في إمكانية توجيه ضربات الطائرات بدون طيار وغيرها من الخيارات العسكرية ذات التقنية العالية ضد المتطرفين الاسلاميين، سيكون عليها أن تنظر بعين الاعتبار إلى مخاطر ان تخالف التقاليد القديمة، وبالتالي تأجيج ربما أعمق مشاعر الاستياء من الولايات المتحدة ومزيد من إضعاف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وحكومته المحاصرة.

يقول محمد الصالحي، (رئيس تحرير موقع مأرب برس) الذي يلتف شباب من أبناء وطنه حوله في فترة ما بعد الظهيرة وحتى حلول الغسق، فوق رنين التلال العالية للعاصمة : " إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عنوة، فانها هي ستفتح باب الجهاد ضدها وسيكون من الأسهل على الناس لدعم تنظيم القاعدة" ،. واضاف "قوة المسلحين ستنمو أكثر فاكثر"

وقال محمد صفوان ، وهو صديق الصالحي من قبيلة أخرى : "نحن عرب ،.ومن عادتنا نصرة الضعفاء وأولئك الذين يقاتلون المحتل الخارجي".

يتم معايرة قوة تنظيم القاعدة في المناطق النائية هنا بناء على العلاقات العائلية المتوارثة، والعدالة في المناطق الريفية ورموز إسلامية.

المتشددين المحليين، جنبا إلى جنب مع عشرات ممن ارتحلوا في بلدان بعيدة مثل افغانستان ، وجدوا ملاذا في هذه الأراضي ، وليس بالضرورة لانهم اجتمعوا أهداف ومبادئ مشتركة أو أيديولوجية الجهاد، ولكن لأن القبائل والأسر بطبيعتها لا تتخلى عن افرادها امام الجنود والدبابات.

الانتماء بالدم (يقصد العائلي) هذا إضافة إلى الروابط الدينية تشبه الولاءات في الملاذات الامنة للمتشددين من باكستان وأفغانستان، حيث تشن الولايات المتحدة غارات جوية شبه يومية. ولكن خلافا لما حدث في تلك البلدان، حيث توفر القبائل الرئيسية التأييد ومساعدات مهمة لتنظيم القاعدة، فان كثير من العشائر في اليمن هي أقل تعصبا وتبقى مفتوحة للتفاوض مع الحكومة التي ظلت لسنوات تقدم لهم الرشاوى والأشغال العامة.

تخشى حكومة الرئيس صالح أن توسيع التدخل العسكري الأمريكي، من خلال تقديم واشنطن الأموال والمعدات والمستشارين للحكومة، يمكن ان يأتي بنتائج عكسية في انتشار التطرف في صفوف القبائل. فالضربات الجوية التي قتل فيها 41 من المدنيين في ديسمبر الماضي في محافظة شبوة الجنوبية اثار غضب زعماء العشائر. وقال مسؤولون يمنيون حينها ان الهجوم جاء من طائرة أمريكية بدون طيار فيم واشنطن لم تعلق على الحادث.

طارق الشامي، وهو مسؤول كبير مع المؤتمر الشعبي العام الحاكم يقول: "هناك علاقات قبلية مع بعض العناصر الارهابية" ، وقال "نحن نقول لقادة العشائر: نريد منكم تسليمنا الإرهابيين مالم فسيكون هناك المزيد من العمليات العسكرية.من قبل الدولة، هم يخشون ان يتم تسليم المقاتلين الى الولايات المتحدة، ونحن نقول: لا ، سيتم تقديمهم للمحاكمة في اليمن".

تنظيم القاعدة بارع في استغلال المظالم القبلية مع الحكومة الفاسدة في ادارة البلاد، في حين تعمل (القبائل) على رعاية الصفقات الداخلية لتوصيل نتيجة سياسية لمصلحتها الخاصة. لكن المحادثات بين الحكومة وزعماء القبائل، جنبا إلى جنب مع عمليات التوغل العسكرية التي اجتاحت قراهم، اجبرت العشائر على إعادة تقييم ثمن ايواء كبار الشخصيات في تنظيم القاعدة، مثل المولود في الولايات المتحدة بجذر يمني رجل الدين (أنور العولقي) و قنبلة التنظيم (إبراهيم العسيري).

اعلن اليمن هذا الاسبوع ان 29 ممن يشتبه بأنهم من مقاتلي القاعدة ، استسلموا في محافظة أبين الجنوبية خلال الشهر الماضي. ويوم الاربعاء، دعت القاعدة قبيلة العولقي إلى عدم التعاون مع حكومة صالح، والتي تدعي أنها أداة تحركها الولايات المتحدة. بيان القاعدة هذا تبعه عقد اجتماع بين زعماء القبائل والمسؤولين اليمنيين.

"اذا خطوت الولايات المتحدة خطوة واحدة في اليمن فبعض القبائل ستكون سعيدة للغاية" يقول جارالله الصالحي، وهو ضابط مخابرات يمني سابق ، وذلك في اشارة الى كيفية استفادة العشائر من توسيع نطاق الحرب، "ستكون هناك فوضى، قتل وثأر قبلي ناهيك عن النهب والسرقة، في ارض الواقع رجال القبائل يمتلكون كل شيء في ترساناتها باستثناء الدبابات والطائرات."

جار الله الجالس مع غيره من الشباب من رجال القبائل المتعلمين في مقيل في غرفة الجلوس، وجوههم متوهجة وراء أجهزة الكمبيوتر المحمولة، يمضون لحظات استمتاع بمضغ أوراق القات المخدرة مثل الكثير من اليمنيين، احاديثهم تدور حول القواعد القبلية والمؤامرات، ومؤامرة الاسبوع الماضي الفاشلة لتفجير طائرات متجهة الى الولايات المتحدة.

وقالوا ان براعة القاعدة مبالغ فيها وأن العديد من المواطنين يعتقدون ان هذه المجموعة حيلة أنشئت لتعزيز المصالح الأميركية، يتحدثون بصلابة (قصدة جارالله ومن حوله) كونهم يعيشون في أرض الاضطرابات المتواصلة: معارك تنظيم القاعدة، حركة تمرد في الشمال وحركة الانفصال في الجنوب، وارتفاع نسبة البطالة، وسوء التغذية والجفاف. لكنهم يفضلون معظم السيناريوهات السياسية.

وماذا عن توقيت هذه المؤامرة القنبلة؟" قال الصالحي، وهو (رئيس تحرير مأرب برس) واضاف "ربما تم وضع توقيتها لمساعدة الرئيس أوباما في الانتخابات."

 "أو ربما أنها لكي تساعد المملكة العربية السعودية واجهزة مخابراتها كي تبدو جيدة، منذ ان بدأت تميل خارج دائرة الثقة في الولايات المتحدة"، يقول آخر.

وماذا عن دور تنظيم القاعدة؟

قال محمد الصالحي "نعم تنظيم القاعدة يحاول البحث عن رجال القبائل المتعاطفين لمنحهم المأوى، وهذا لا يعني أن القبيلة كلها متعاطفة. فعندما يكونوا ضيوفك من قبل الأسرة، لا يمكنك التبرأ منهم، ولكن إذا كنت تستطيع ان تقنع القبائل، فإنها يمكن أن تقنع ابنائها لتسليم انفسهم".

لكن هذ يستغرق وقتا طويلا، الولايات المتحدة تفقد صبرها مع حكومة صالح الفاسدة، مؤخرا الحكومة قصفت وشنت الحملات العسكرية ضد القرى اللاجئين، وهذا احد عناصر التفريخ القليلة لمقاتلي القاعدة. وكالات الاستخبارات الغربية عبرت بدورها عن خشيتها من تعثر اليمن كدولة فاشلة عند نقطة التقاطع بين منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، حيث يوجد فرع آخر للقاعدة يقاتل الحكومة الصومالية. خطر يهدد عدم الاستقرار في الدول المجاورة ويعرض مزيد من الممرات الملاحية القراصنة للخطر وفي مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية.

حكيم المسمري، ناشر ورئيس تحرير يمن بوست يقول: "القاعدة آخذة في النمو المقاتلين يأتون اليها من أفغانستان والعراق، الرئيس صالح لديه سلطة محدودة، انه يحاول تقديم المساعدة ولكن هذا كل ما يمكنه أن يفعل".

الشامي، المسؤول في الحزب الحاكم قال ان الكثير من هؤلاء المقاتلين يأتي الى القبائل في اليمن، "نحن نعرف كيف نتعامل معهم" واضاف: "هذا المجتمع حساس جدا بكل ما يتعلق بالدين والاسلام، ذات مرة استمع رجال القبائل للاسلاميين، ولكن الحكومة تمكنت من إقناعهم بأن القاعدة هي بعيدة كل البعد عن الدين".

*ما بين الأقواس توضيح أضيفت من قبل موقع مأرب برس.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة