دعا ناصر العولقي ادارة الرئيس باراك اوباما الى التوقف عن ملاحقة ابنه، بعد ان اصدر امرا في نيسان (ابريل) باستهداف ابنه واعتباره العدو رقم واحد لامريكا.

وقال في مقابلة مع صحيفة 'التايمز' البريطانية ان ما تفعله الادارة الامريكية هو مخالف للدستور الامريكي. وكان العولقي الاب يتحدث للصحيفة من صنعاء، حيث قال انه يعمل الآن مع عدد من المحامين اليمنيين والامريكيين لاستصدار قرار من محكمة فدرالية يقيد يد الاستخبارات الامريكية (سي آي ايه) ويمنعها عن ملاحقة ابنه وقتله بدون الاستناد الى حكم القانون.

وقال العولقي الاب وهو استاذ جامعي يحظى باحترام في العاصمة انه يدعو للاحتكام الى القانون فان 'ارتكب انور اي جرم فتجب محاكمته لا ملاحقته بطائرات بدون طيار'، مشيرا الى ان طائرات من هذا النوع تحلق بشكل دائم فوق منطقة شبوة الفقيرة التي يعتقد ان انور مختبئ فيها مضيفا ان ما تقوم به الاستخبارات 'مخالف للقانون'.

واكد الدكتور العولقي ان ابنه مجرد داعية وواعظ وسيظل واعظا وكل ما يقوم به 'اسلامي' والامريكيون يحاولون جعله 'شيئا لم يكنه' اي تضحيم دوره. وجاء حديث الدكتور العولقي في وقت تصاعدت فيه لهجة النقد من صنعاء حول التقارير الامريكية الامنية التي سربت للصحافة وتحدثت عن اليمن كمركز طليعة في نشاط القاعدة، واتهامات من صحف اجنبية للحكومة اليمنية بانها تتعاون بطريقة غير مباشرة مع الجهاديين. وحديث عن توسيع لمهام القوات الخاصة والعمليات الموجهة ضد الناشطين من تنظيم قاعدة شبه الجزيرة العربية. ويرى محللون ان استهداف العولقي وغيره من المطلوبين قد يؤدي الى ردة فعل سلبية لان الملاحقة لا تقوم على سند قانوني او كما وصفها محلل بانها مثل 'قتل رجل في الشارع' وهو ما يثير اسئلة حول نوايا الادارة وتصرفها الذي لا يمكن وصفه الا بانه 'ارهاب دولة'.

وقال محام في شركة محاماة متخصصة في الدفاع عن حقوق الانسان ان اليمنيين لا يدعمون القاعدة وارهابها لكنهم مع خوفهم من القاعدة باتوا يخافون من العنف غير القانوني الذي تمارسه الولايات المتحدة، فالدولة الاعظم في العالم 'لا تحترم القانون وتتعامل مع اعدائها بعقلية الانتقام'، وقال ان هذه السياسة تعرض حياة اليمنيين للخطر وتعطي مبررا للقاعدة ولا تساعد باي حال على قتال الارهاب بل تخلق جوا مناسبا لاستمراره.

ومع ان برنامج الاستخبارات الامريكية فيما يعرف بالقتل المستهدف قد بدأ بداية بوش وحربه على الارهاب ولكنه ظل مركزا على المقاتلين والمسلحين المطلوبين لامريكا في مناطق الحرب في العراق وباكستان وافغانستان. ومع وجود فريق عسكري امريكي لتدريب القوات اليمنية الخاصة الا ان امريكا لا تخوض حربا فيها. ومع ذلك فقد استهدفت امريكا احد قادة القاعدة في اليمن عام 2004 بصاروخ وقتلته مع مساعديه وهو ابو علي الحارثي ولكن الصاروخ اطلق من بارجة عسكرية في جيبوتي حيث تحتفظ امريكا بقاعدة عسكرية فيها. ولاحقت القوات الامريكية الخاصة مطلوبين في الصومال اتهمتهم بالضلوع في هجمات على سفارتيها في نيروبي ودار السلام عام 1998. ونقلت الصحيفة عن باحثة في مركز الحقوق الدستورية في نيويورك ان القاعدة القانونية التي يجب ان تطبق هي تلك التي تطبق في زمن السلم وفي حالة قرار الادارة استخدام القوة ضد فرد فيجب ان تتم من خلال الاجراءات القانونية. ولكن الباحثة قالت ان موقف الادارة القانوني غير واضح ذلك انها اي الادارة ترى من حقها ملاحقة اعدائها اينما كانوا لانها تخوض حربا دولية ضد القاعدة. ولكن الجماعات الحقوقية التي تحاول الدفاع عن العولقي وتمنع من تمثيله في المحكمة لانه 'ارهابي' ستقوم بتحدي القرار ومن المتوقع ان تفتح قضية ضد القرار في امريكا قريبا. وكان اليمن في مركز عدد من التحقيقات الصحافية في الايام الاخيرة فيما شجبت منظمة العفو الدولية الحكومة اليمنية في تقرير لها صدر قبل يومين حيث تحدثت عن قتل مستهدف وعشوائي، وان الحكومة اليمنية بدعم من امريكا وضغط من السعودية لمواجهة الحوثيين تقوم باستخدام ذريعة الامن القومي لقمع معارضيها.

وتحدثت الصحيفة عن حرب صامتة تقوم بها الولايات المتحدة في اليمن وتوسع عملياتها ضد ناشطي القاعدة وعلى الرغم من غضب الحكومة اليمنية الا انها توافق على الموقف الامريكي لتوسيع جهود ملاحقة القاعدة التي يقوم افرادها باستغلال الوضع الداخلي في البلاد وتحويلها الى مركز دولي لنشاطات القاعدة.