البحر الأحمر .. ينشطر إلى محيط كالأطلسي

الخميس 20 يوليو-تموز 2006 الساعة 06 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 2629

كشفت دراسات علمية وعمليات رصد عبر الأقمار الاصطناعية ان البحر الأحمر في طريقه إلى التحول ليصبح محيطا مثل المحيط الأطلسي الأمر الذي سيربطه مع بحر العرب والمحيط الهندي. وقال علماء بريطانيون رصدوا الظاهرة الطبيعية والجيولوجية المثيرة إن البحر الأحمر انشطر من جهة مضيق المندب العام الماضي لمسافة ثمانية أمتار، وقالوا إن ظاهرة الانشطار حدثت في نقطة التقاء القشرة الأرضية لقارة إفريقيا والجزيرة العربية.

ونشر بحث العلماء البريطانيين في مجلة (نيتشور) اليوم، بينما نشرت صحيفة (التايمز) البريطانية تقريرا موجزا عن الكشف الجيولوجي الجديد الذي سيغير معالم الكرة الأرضية التي تعودها العالم منذ ملايين السنين.

وقال الجيولوجيون البريطانيون إن انشطار البحر الأحمر يعيد الى الاذهان الانشطار الكبير الذي فصل قارتي أميركا الشمالية والجنوبية عن قارتي أوراسيا (أوروبا وآسيا) وأفريقيا قبل ملايين السنين ليتشكل المحيط الأطلسي الحالي.

وبينما قال العلماء البريطانيون في بحثهم إنه من الصعب توقع موعد محدد أو حتى لجهة طبيعة الانشطار القاري، إلا أنهم أكدوا حقيقة رصدهم لتباعد شواطئ البحر الأحمر الغربية والشرقية وكنتيجة تتباعد قارة إفريقيا عن أرض الجزيرة العربية من جهة الجنوب.

يشار إلى أن بلدان مثل إرتريا وأثيوبيا حيث قشرتهما الأرضية تستند إلى القارة الافريقية فإنهما تستندان في الأساس جيولوجيا عند مركز الأرض على امتداد الجزيرة العربية شرقا.

وتؤكد الظواهر العلمية أنه على الرغم من أن سطح الأرض يبدو ساكنا، فإن سطح الكرة الأرضية يتحرك بين حين وآخر متأثرا بحركات الصخور الجوفية المنصهرة في باطن الأرض أو تلك التي تجمدت بعد انصهارها في مركز الأرض تحت القشرة الأرضية مشكلة صدوعا جيولوجية بين حين وآخر.

وكانت نتيجة التصدعات الأرضية عبر ملايين السنين أدت إلى نشوء البحر الأحمر شاطرا قارة إفريقيا عن بلاد العرب، وكذلك نشوء الوادي العظيم في افريقيا (غريت ريفت فالي).

وإليه، فإن فريقا من علماء بيولوجيين من جامعات رويال هولوي ولندن واكسفورد البريطانية وجامعة أديس ابابا الأثيوبية تمكنوا من الحصول على اول معلومات عن الانشطار الكبير في شهر سبتمبر من العام الماضي.

كما تبين للعلماء من خلال المعلومات التي تحصلوا عليها من صور بثها القمر الاصطناعي (إنفيسات) وجود ثورات بركانية آتية على الطريق في المستقبل، وأشارت الصور إلى أنشطار عرضه ثمانية أمتار في أقصى جنوب البحر الأحمر ويبلغ طوله 60 كيلومترا.

وأخيرًا، قال العالمان اللذان قادا الفريق وهما سيندي إيبنجر من رويال هولوي وتيم رايت من جامعة اكسفورد أن الانشطار الذي تم رصده ناجم عن تمزق في منطقة تحت سطح الارض وهي مكونة من مواد منصهرة قبل ملايين السنين "ولكن حين يبدأ تجمدها ستشكل حتما قاعا لمحيط مائي جديد".