آخر الاخبار

تصريح جديد لرئيس الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى - ماذا قال عن السياسي المختطف قحطان ؟ عاجل ..التلفزيون الإيراني يتراجع عن هذا الإعلان العاجل ويعزز الشكوك بمصرع الرئيس ومرافقيه أسماء بعض القيادات الحوثية الذين لقو مصرعهم يوم امس بنيران قوات الشرعية جنوبي مأرب أول تعليق من خامنئي بعد حادث مروحية الرئيس الإيراني عاجل ..أول مسئول رفيع بطهران يكشف مصير الرئيس الإيراني ومرافقيه والحرس الثوري يتنشر في العاصمة وضواحيها طرد أمريكا وسحب قواتها وقواعدها العسكرية من أحد الدول الأفريقية بحلول 15 سبتمبر سفن إيرانية تصل ميناء الحديدة دون أن تخضع للتفتيش ووزير الدفاع يبلغ الأمم المتحدة عن تهديد وابتزاز للمنطقة والعالم أول دولة عربية تعرض على طهران المساعدة في عمليات البحث عن طائرة الرئيس الإيراني الماجستير في العلوم العسكرية للعميد الركن السقلدي من كلية القيادة والأركان المصرية عاجل : نجاة مسؤول رفيع بمحافظة شبوة من عملية اغتيال.. ومقتل وجرح اربعة من مرافقيه

الفُل.. نبات عطري يغزو قلوب اليمنيين

الأحد 07 أغسطس-آب 2016 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - د.ب.ا
عدد القراءات 11087

بات شراء (الفل) في اليمن عادة ملفتة ومتوارثة لدى العديد من الأسر التي تهتم بشكل كبير باقتنائه كعنصر يزين الأفراح، من حفلات زفاف وخطوبة وفعاليات تخرج الطلبة من الجامعات، وغيرها من النشاطات المجتمعية والمناسبات.

وفي فصل الصيف يزدهر سوق الفل الذي هو عبارة عن نبات عطري ذو لون أبيض شبيه لورود الياسمين، ويزرع في عدد من المزارع اليمنية، ويلقى رواجا كبيرا في مختلف فعاليات الأفراح خصوصا حفلات الزفاف.

ويتبادل اليمنيون الفل كهدايا في الأفراح والمناسبات والأعياد، أو كتعبير عن الحب والمشاعر الإيجابية، ويتم وضعه من قبل الشباب والفتيات في الأعناق كزينة جميلة تفوح برائحة العطر الطبيعي الفريد، كما يضعه البعض كزينة لمجالس البيوت والسيارات الخاصة، أو وضعه من قبل السيدات والفتيات على خصلات الشعر.

ويزرع الفل في عدة محافظات أبرزها محافظة لحج، جنوبي البلاد التي توصف بـ(لحج الخضيرة) ومناطق إقليم تهامة (غربا) ويباع في محلات خاصة، وعلى بعض الأرصفة في المدن، أو من قبل الباعة المتجولين في الأحياء، وهو ما جعل منه رزقا لعديد من الفقراء الذين كافحوا البطالة عن طريق بيعه.

ويستطيع اليمنيون بمختلف شرائحهم أومستواهم المالي والاجتماعي شراء هذا النبات العطري، إذ تتراوح أسعار الصنف الواحد ما بين دولار أمريكي أو نصف دولار فقط، وهو ما جعله يقع بأيدي مختلف الفئات في هذا البلد المصنف من بين أفقر بلدان العالم، والذي يشهد حربا شديدة منذ حوالي عام ونصف.

الفل وتحسين الدخل

كثيرة هي القصص والتجارب ذات العلاقة بشراء وبيع هذا النبات العطري الجميل الذي غزى قلوب اليمنيين واليمنيات في مختلف المحافظات لما له من أهمية اجتماعية وفرائحية كبيرة.

الشاب الثلاثيني عبد الله البرعي، يكافح بشكل يومي في بيع الفل بحيي «هائل» و(الرقاص) وسط العاصمة اليمنية صنعاء من أجل تحسين وضعه المعيشي والتخفيف من الأعباء الاقتصادية على أسرته. يقول البرعي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه يقضي ساعات في اليوم في بيع الفل وسط صنعاء كعمل إضافي إلى جانب عمله في مجال «النجارة» من أجل تحسين دخله المادي وإعالة أسرته.

وأضاف: أنه يبيع الصنف الواحد من الفل العطري بـ100 ريال يمني (أقل من نصف دولار)، مشيراً إلى أن هناك إقبالا عليه من قبل اليمنيين واليمنيات من مختلف الأصناف نظرا لرخص تكلفته وأهميته الرمزية والاجتماعية لدى الكثيرين. وتابع أنه، يقوم بجلب الفل من أحد المحلات الخاصة ببيعه في صنعاء، لافتاً إلى أن هذه المحلات تقوم بشرائه من مزارع في محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن.

وعادة ما يكون الفل مصادقا ومقترنا بالفرح والسعادة بشكل كبير في حياة معظم اليمنيين، سواء في حفلات زفافهم، أو في أفراح تخرجهم من الجامعات ومناسباتهم الخاصة، بسبب رائحة هذا النبات العطري الجميلة والطبيعية المفضلة.

على هذا الصعيد يقول عمر العميسي وهو موظف في قطاع خاص: إن الفل ذو الرائحة الطيبة يبهج النفس وأصبح مقترنا بكل المناسبات الاجتماعية المهمة في اليمن، ولا تكتمل فرحة تلك المناسبات من دون وجود الفٌل.

وأضاف لـ (د.ب.أ)، « رائحة الفل الطبيعية الهادئة تمنح الشخص شعور الفرح ما إن يشمها، ويتذكر حينها كل ماهو جميل خصوصاً في ظل وضع البلاد الصعب. وتابع العميسي رافقني الفل في حفل تخرجي من الجامعة وكذلك في حفل زفافي مؤخراً حيث يعتبر التزين بالفُل من العادات والتقاليد التي يجب أن يتبعها العريس اليمني. ولا يزال العميسي يسارع لشراء الفل كلما وجد بائعه على قارعة الطريق، على حد قوله. من جهتها تقول وئام عبد الملك -كاتبة وصحفية يمنية- لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الفل يعد جزءاً من طابع الحياة الاجتماعية في اليمن، وجزءاَ من الموروث الثقافي والاجتماعي، مشيرة إلى أنه يكثر استخدامه في مختلف المناسبات، وتتزين به بعض الفتيات في الأعراس، بوضعه على الشعر حيث يعتبر رمزاً للجمال. وأضافت يحرص اليمنيون على الاحتفاظ بالفل في المنازل والسيارات، ليضفي على المكان رائحة جميلة. وتابعت بالقول مع مرور الوقت تطور الاهتمام بالفل بشكل كبير، وباتت أشكاله تجذب الشباب المعاصر، وتحول إلى أحد الروابط التي تجمع الأجيال المختلفة في اليمن. وتعتبر أن الفل قد وفر فرص عمل كثيرة للشباب، ويتم بيعه على الأرصفة أو عن طريق باعة متنقلون، وتتوارث زراعة الفل العديد من الأسر، على الرغم من الدخل المحدود الذي تحصل عليه. وقالت: إن الفل هو أكثر الأشياء التي يعاملها اليمني بتدليل، وترى الابتسامة تعلو محياه ما إن يلمسه بيده. يشار إلى أنه لا يوجد تاريخ دقيق حول بداية زراعة الفل في اليمن، إلا أن بعض الروايات التاريخية تقول إنه تم جلبه من الهند على يد رجل يدعى أحمد فضل القمندان الذي قام بزراعته في محافظة لحج جنوبا، قبل أن يتم توسيع زراعته من قبل يمنيين آخرين في عدة محافظات أخرى أهمها مناطق إقليم تهامة في الجهة الغربية من اليمن.