سجلت جبهات القتال في اليمن هدوءاً حذراً وسط ترقب لما ستؤول إليه مشاورات الكويت.

ونقلت صحيفة الامارات اليوم عن عبدالله الأشرف الناطق باسم المقاومة القول ان هناك حالة من الترقب في أوساط سكان المحافظة وفي جبهات القتال التي تشهد قصفاً متقطعاً بين الميليشيات وقوات الشرعية، مؤكداً أنهم في الجوف يتمنون أن تكون مشاورات الكويت المحطة الأخيرة لدورة القتال التي تشنها الميليشيات على الشعب اليمني من سنوات.

وقال الأشرف إنه «رغم عدم التعويل الكبير على حدوث أي تقدم في تلك المشاورات، نتيجة لمواقف الميليشيات من أي مشاورات أو اتفاقات سابقة، إلا أننا نعول كثيراً على جهود دول التحالف العربي والأمم المتحدة والدول الكبرى، لممارسة ضغوط كبيرة على الميليشيات، وإخضاعها للعدول عن مواقفها المتعنتة، وإجبارها على القبول بالسلام وترك السلاح والعودة إلى سبل السلام وحقن دماء اليمنيين».

وأضاف أن الميليشيات رغم ذهاب وفدها إلى الكويت لم تتوقف عن عملياتها العسكرية في الجوف، مؤكداً أن مديريتي المصلوب والغيل في جنوب وغرب المحافظة، تعرضتا لهجومين من قبل ميليشيا الانقلاب، أمس، فيما واصلت قصفها بالأسلحة الثقيلة منطقة صبرين، في مديرية خب والشغف، الواقعة شمال المحافظة.

وكان مزارع يمني توفي وأصيب اثنان آخران نتيجة انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيا الحوثي وصالح بالقرب من مفرق الجوف، أثناء احتلالها المنطقة، الأمر الذي دفع قيادة المنطقة العسكرية السادسة لمناشدة قوات التحالف التدخل بفرق هندسية لنزع تلك الألغام التي زرعتها الميليشيات في عدد من مناطق الجوف.

وفي محافظة مأرب، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم عنيف على مواقعها في جبهة المخدرة، من قبل الميلشيات التي ضربت باتفاق اللجنة المحلية لمراقبة وقف إطلاق النار والتهدئة الأخير، عرض الحائط.

وأشارت مصادر في المقاومة إلى أن الهجوم لم يكن متوقعاً، خصوصاً أنه جاء بعد التوقيع على اتفاق بوساطة لجنة مراقبة التهدئة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وتبادل الأسرى، وأكدت أن الهجوم خلف عشرات القتلى والجرحى بين الجانبين.

وكانت ميليشيا الانقلاب أطلقت صاروخاً باليستياً باتجاه مأرب، تم اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية لقوات التحالف في سماء المدينة، في هجوم هو الرابع من نوعه منذ إعلان بدء سريان وقف إطلاق النار، منتصف الأسبوع الماضي.

وفي جبهة نهم، شمال العاصمة صنعاء، رفعت قوات الجيش والمقاومة من جاهزيتها الحربية، استعداداً لأي تطورات قد تطرأ في حال فشلت مشاورات الكويت، وتحسباً لأي لهجوم قد تشنه الميليشيات التي عززت من وجودها في محيط المنطقة بعشرات الآليات العسكرية والأفراد أخيراً، وتلبية لدعوة رئيس هيئة الأركان للقوات اليمنية، اللواء الركن محمد المقدشي، الذي زار المنطقة وتفقد الوحدات العسكرية المرابطة في جبهات نهم على تخوم العاصمة.

وذكر النقيب في الجيش بمنطقة نهم، عبدالرقيب عبدالخالق، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم تلقوا أوامر من قبل اللواء المقدشي بالالتزام التام بقرار وقف إطلاق النار، لتفويت الفرصة على الميليشيات، مع رفع الجاهزية والاستعداد لأي احتمالات قد تطرأ خلال الساعات المقبلة.

وأشار عبدالخالق إلى أن اللواء المقدشي تفقد «اللواء 314» و«اللواء 141» اللذين تعرضا لهجوم من قبل الميليشيات خلال الفترة الماضية، وأدى إلى استشهاد عدد من منتسبي اللواءين، بينهم قيادات، ودعا إلى اليقظة والحذر وردع كل محاولات الانقلابيين التقدم صوب مواقعهم. وحول إمكانية شن هجوم على مواقع متقدمة نحو وسط العاصمة، في حال فشلت مشاورات الكويت، أوضح أن لديهم القدرة التامة على تحقيق انتصار مفاجئ لكل التوقعات في جبهة صنعاء.

وفي البيضاء، قالت مصادر في المقاومة إن اللجان المحلية تمكنت من توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار وجميع العمليات العسكرية بين الجانبين في جبهات المحافظة، في ذي ناعم والسوادية والبيضاء، وفتح الطرق والمعابر، وإطلاق الأسرى، والعمل على معالجة الخروقات والأحداث التي شهدتها تلك الجبهات.

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق تم التوقيع عليه في بيت دهام بمديرية الطفة بين الجانبين، وتم نشر مراقبين محليين من الجانبين في جبهات القتال لمراقبة مدى التزام أطراف النزاع به، موضحة أن الاتفاق مازال صامداً في تلك المناطق. وينص الاتفاقان على وقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيقاف كل أشكال العمليات العسكرية، بما فيها التعزيزات والحشود والانتشار واستحداث مواقع جديدة.

وفي أول اتهام بخرق الاتفاق، قال مصدر في قوات الجيش إن الانقلابيين أطلقوا ثلاثة صواريخ كاتيوشا على منطقة الحبج بمديرية الزاهر، بعد بضع ساعات من توقيع الاتفاق.

وفي الضالع، تم الاتفاق بين الجانبين ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار على الشروط السابقة نفسها، التي يبدو أن تلك اللجان كانت أعدت مع اللجان الرئيسة في الكويت تلك الاتفاقات مسبقاً، وجاءت إلى أرض المعارك لتنفيذه والتوقيع عليه بين قادة جبهات القتال.

وفي تعز، أكد القيادي في الجبهة الغربية، محمد مهيوب، لـ«الإمارات اليوم» أن جميع المعابر مازالت مغلقة أمام حركة سكان المدينة والبضائع والمساعدات الإنسانية، وأن جميع الجبهات تشهد حشوداً عسكرية ضخمة للميليشيات بالتزامن مع معارك عنيفة في جبهات المدينة الشرقية، خصوصاً ثعبات.

وكان وفد جديد من منظمة «اليونيسيف» زار المدينة للمرة الثانية منذ أكثر من عام من بداية الحرب والحصار المفروض على مدينة تعز، اطلع على المستجدات الحاصلة في المدينة، كما نوه إلى الخروقات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي وصالح بحق الهدنة المعلنة. وأكد وفد «اليونيسيف» أن الهدف من زيارته هو مناقشة احتياجات المدينة، واستغلال الهدنة المفروضة لإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين.

وتعرضت مناطق ثعبات والثورة والزهراء والديم بصبر والقرى المجاورة لها لقصف عنيف من قبل الميليشيات المتمركزة في المكلكل وتبة الجعشة وتبة السلال وتبة سوفتيل، كما تم قصف مواقع الجيش والمقاومة في الضباب بالأسلحة الثقيلة من قبل الميليشيات.

في الأثناء، تصدت قوات الجيش والمقاومة لهجوم واسع شنته الميليشيات على حي الزنوج شمال المدينة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في الجانبين، في حين تحدثت مصادر عسكرية عن قيام الميليشيات بنقل صواريخ بعيدة المدى من الحديدة إلى مدينة المخاء الساحلية على البحر الأحمر غرب تعز.