ما دلالات ظهور محافظ عدن الزبيدي في حشود دعت لـ"الانفصال" وأحرقت صور هادي ؟

الثلاثاء 19 إبريل-نيسان 2016 الساعة 02 مساءً / مأرب برس-أمجد خشافة.
عدد القراءات 3920


استدار اللواء عيدروس الزبيدي من على منصة ساحة العروض في عدن وهو يُحلق بيده على حشود تطالب بإنفاصل شمال اليمن عن جنوبه في أول مرة بعد أن تم تعيينه محافظا لهذه المدينة من قبل الرئيس هادي.

ورغم أن الزبيدي قبل أن يكون محافظا لمحافظة عدن تحت سلطات الرئيس هادي بوضعها الراهن، إلا أنه عاد من ساحة العروض ليكتب على صفحته في "فيس بوك" أنه شارك "في مليونية التحرير والاستقلال"، وكأنه قبِل بالمنصب لكن فكرة إرجاع الوضع الى ما قبل الوحدة لا زالت عالقة في ذهنه.

وليس هذا حدثاً، وموقف جديد من المحافظ المعين وفق نظام وحدوي، ولكن سلسلة نشأة الرجل العسكرية ما قبل الوحدة وبعد حرب 94م تفسر كثير من تصلبه في موقفه حول "الانفصال"، فهو الذي ينحدر من مدينة الضالع أكثر المحافظات التي كانت تمثل جيش دولة "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية"، مما يجعلها أكثر المحافظات التي كانت تشهد صراع أمني بينها وبين الجيش منذ ما بعد حرب 94 وحتى 2011م.

بعد أن تخرج الزبيدي من كلية الطيران بعدن، كما تقول سيرته الذاتية، عمل في الجيش الجنوبي حتى تحقيق الوحدة بين الشطرين، لكن بعد أن حدثت حرب الانفصال كان هو أحد المقاتلين ضد جيش الشرعية التي كان يمثلها نظام صالح، وبعد أن انتهت الحرب لصالح الشمال، فر هو ورفاقه إلى دولة جيبوتي ليستقر فيها حتى عاد مرة أخرى عام 1996م.

أسس الزبيدي "حركة تقرير المصير" والتي تدعو لاستعادة دولة الجنوب، لكن تم احباط هذ الحركة ثم عاد الزبيدي مرة أخرى عام 2012م عقب اندلاع ثورة الشباب السلمية ليستعيد نشاط الحركة، ثم خاض حركة مسلحة ضد المعسكرات في مدينة الضالع التي كان قائدها في تلك الفترة ضبعان أحد أنصار صالح.

وحين اقتحمت مليشيات الحوثي وصالح المدن الجنوبية شارك الزبيدي مع المقاومة الجنوبية في حرب تحرير قاعدة العند.

تم تعيين الزبيدي محافظ لمحافظة عدن بقرار رئاسي عقب اغتيال اللواء جعفر محمد سعد، ورغم أن الزبيدي أصبح رجل في إطار دولة الوحدة إلا أنه عاد مرة أخرى ولكن من ساحة العروض والتي اكتضت شعاراتها بالعلم الشطري، وهو ما يبدو غريبا ليس لأنه ظهر في الساحة وفقا لقناعاته وتأريخيه ولكن لأنه يمثل سلطة في إطار الوحدة وهو ما يعبر عن خروجه من مسار الدولة وشرعيتها الحالية.

ويتسائل الكثير فيما إذا كان ظهور الزبيدي في ساحة العروض يُعبر عن رضى الرئيس هادي أم أن المسألة تتعدى الجميع وبات لموقف التشطير قبول إقليمي دولي، ولكن تدريجياُ، تبدأ بالفدرالية ومن إقليمين ثم تنتهي بحق تقرير المصير على المدى البعيد.



للاشتراك في قناة مأرب برس على التلجرام. إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط             
          
https://telegram.me/marebpress1