علاقة الحوثيين بـ«تنظيم القاعدة وداعش» وصفقات بيع النفط على طاولة «مجلس الأمن»

السبت 16 إبريل-نيسان 2016 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 3010

دعت اليمن المجتمع الدولي إلى شجب استمرار إيران وما أسمتها بـ«أذرعها الإرهابية» في المنطقة من الاستمرار في التدخل في الشؤون اليمنية وزعزعة الاستقرار والأمن الإقليمي.

جاء ذلك في كلمة مندوب اليمن في الأمم المتحدة خالد اليماني والذي ألقاها خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة حول اليمن مساء يوم الجمعة.

وقال إن «تدخلات إيران والتي لا تحتاج الى تحقيق فهي جلية من خلال تصريحات كبار القادة الإيرانيين، وتشجيعها لأعمال العنف من خلال إرسال شحنات الأسلحة الى المتمردين الحوثيين- وعلي عبدالله صالح وآخرها 3 شحنات أسلحة في 27 فبراير و20 و27 مارس 2016م».

وهاجم اليماني ميليشيات الحوثيين والرئيس المعزول علي عبدالله صالح الذي تحالف معها للانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد، واتهمهم بالارتباط بتنظيمات متطرفة.

وقال إن ميليشيات الحوثي وصالح تمتلك علاقة خاصة «مع الشبكات الإرهابية لتنظيم القاعدة وداعش، وصفقات بيع النفط وتهريب الأسلحة»، مشيراً إلى أن لجان العقوبات بمجلس الأمن تحقق في تلك المعلومات.

وفيما يلي نص كلمة اليمن أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي:

سعادة السفير لوي جيي، المندوب الدائم لجمهورية الصين الشعبية الصديقة لدى الأمم المتحدة، الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي،

سعادة السيد إسماعيل ولد شيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن،

سعادة السيدة كيون وا كانغ مساعدة الأمين العام للشؤون الانسانية

أصحاب السعادة، السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمن الدولي،

الحضور جميعا،

اسمحوا لي في البدء ان أخصكم جميعا أعضاء المجلس الموقر، بالشكر والعرفان على جهودكم المتواصلة واهتمامكم بالشأن اليمني، وذلك من خلال متابعتكم الحثيثة لمسار السلام في بلادي اليمن.

أتوجه ايضا بالشكر الجزيل لمعالي السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الذي يولي الأزمة اليمنية جل اهتمامه من خلال مبعوثه الخاص الى اليمن السيد اسماعيل ولد شيخ احمد والفريق العامل معه، والذين بذلوا ولا يزالون يبذلون في هذه اللحظات جهوداً كبيرة من أجل ضمان نجاح المشاورات السياسية في الكويت، وبالتالي التقدم نحو حل الصراع بشكل جذري، وإزالة كل مظاهر الانقلاب على الدولة ومؤسساتها الشرعية.

لقد دأبت حكومة الجمهورية اليمنية على مد يدها للسلام وعملت بشكل بناء لدعم كافة مساعي الامم المتحدة للتوصل الى سلام قابل للاستدامة ينهي كل الإجراءات أحادية الجانب التي أجهضت مسيرة التسوية السياسية، تلك المسيرة التي أشرفت عليها الامم المتحدة منذ ٢٠١١، ونحن اليوم نعمل مع فريق الامم المتحدة لإنجاح المشاورات مع الطرف الانقلابي والتي من المقرر انعقادها في دولة الكويت الشقيقة خلال الأيام القليلة القادمة، والتي يعتبرها جميع اليمنيين والمراقبين الفرصة الأخيرة للسلام.

ان عقد المشاورات اليمنية في الكويت يحمل دلالات عميقة فالكويت هي جزء فاعل في مجلس التعاون الخليجي الذي لم يتخل عن اليمن في احلك الظروف، كما ان الكويت كانت حاضنة لكثير من الحوارات اليمنية- اليمنية خلال مراحل تاريخ الصراع في اليمن. ويتطلع شعبنا اليمني الصابر إلى مشاورات الكويت، للتوصل الى سلام قابل للاستدامة وتوافقات تعيد ألق مسيرة التغيير في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة وأبرزها القرار 2216. كما يتطلع شعبنا الى التسريع في الاعمال الاغاثية والإنسانية والدخول في مرحلة إعادة الاعمار والتعافي الاقتصادي فور تجاوز كابوس الانقلاب الذي أهلك الحرث والنسل، وشرد أهلنا ودمر النسيج الاجتماعي اليمني.

السيدات والسادة،

لا يفوتني التأكيد مجدداً على دعمنا في الحكومة اليمنية لجهود المبعوث الخاص وفريقه ونهيب بالمجتمع الدولي على تقديم كل اشكال الدعم لجهود السيد ولد شيخ احمد ومكتبه، باعتبار أن المسار الذي تقوده الأمم المتحدة هو المسار الوحيد الذي ندعمه لوضوح اجندته ومرجعياته التي رسمناها معا والتي تتمثل في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن 2216 وبقية القرارات الأممية ذات الصلة والتي لخصتها اجندة مشاورات بييل السويسرية بموافقة الطرفين الحكومي والانقلابي.

السيدات والسادة،

اليوم وبعد مرور خمسة أيام من بدء وقف الاعمال العدائية، مازالت لجنة التهدئة والتنسيق التي باشرت عملها في الكويت منذ الثالث من ابريل الجاري، تتلقى عشرات البلاغات حول استمرار المليشيات الحوثية واتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح اعتداءاتها على مدينة تعز ومحاولاتها المستميتة لتركيع أهلها واستهداف المدنيين والمدن المأهولة بالسكان والمناطق السكنية بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية، فمنطقة الوازعية في تعز، تشهد على همجية مليشيات الموت الانقلابية. إن استمرار الانقلابيين في محاولاتهم العبثية لفتح جبهات جديدة، يؤكد جليا للمجتمع الدولي انهم يرفضون الانتقال الى مربع السلام ويعتقدون ان تمسكهم بالعنف قد يحقق لهم بعض المكاسب الواهية على طاولة المفاوضات. والحال ذاته في صنعاء عاصمة اليمن الحبيبة، والتي حولتها المليشيا الانقلابية إلى سجن كبير، حيث يتعرض هناك الآلاف من أبناء شعبنا من السياسيين والعسكريين والمثقفين والصحفيين والناشطين إلى كل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي، بل أننا كنا نتوقع من الحوثيين وصالح أن يُظهروا حسن النوايا قبل الذهاب الى جولة الكويت بأن يُفرجوا عن المعتقلين.

ان هذا الكابوس الذي يؤرق حياتنا يدفعنا لنقول من هنا باسم شعبنا اليمني الصابر، أما آن للحوثيين واتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أن يجنحوا للسلم وان يوقفوا حمام الدم حفاظا على النسل والحرث؟

السيدات والسادة

اننا ونحن نتوجه الى الكويت نتطلع لإحلال السلام في اليمن واستعادة الدولة من قبضة المليشيات عبر طاولة المفاوضات، فلا يمكن لأي مجتمع حي تواق لبناء دولة اتحادية يسود فيها النظام والقانون والعدل والمساواة أن يقبل بوجود دولة في داخل الدولة ومليشيا تمتلك الأسلحة في اليمن. ونهيب بمجلس الامن والأمم المتحدة لشجب استمرار إيران وأذرعها الإرهابية في المنطقة من الاستمرار في التدخل في الشؤون اليمنية وزعزعة الاستقرار والأمن الإقليمي. إن تدخلات إيران والتي لا تحتاج الى تحقيق فهي جلية من خلال تصريحات كبار القادة الإيرانيين، وتشجيعها لأعمال العنف من خلال ارسال شحنات الأسلحة الى المتمردين الحوثيين- وعلي عبدالله صالح وآخرها 3 شحنات أسلحة في 27 فبراير و20 و27 مارس 2016م تحمل أسلحة كلاشنكوف وقذائف قنابل صاروخية ورشاشات وأر بي جي ومعدات أخرى تسعى الى إطالة النزاع ونشر الفوضى في اليمن والمنطقة في خرق فاضح لبند حظر الأسلحة في القرار 2216.

وليس بخاف على أحد العلاقة الخاصة بين مليشيات الحوثي-صالح والتي تحقق فيها لجان العقوبات في مجلس الامن، مع الشبكات الإرهابية لتنظيم القاعدة وداعش، وصفقات بيع النفط وتهريب الأسلحة، ونحن في الحكومة اليمنية نهيب بالمجتمع الدولي لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، وتحديدا في ملفي المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتمويل الإرهاب، وهما ملفان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة تجاههما لان الإخفاق في التعامل معهما يؤديان الى توفير موارد هائلة تحرك الاعمال الإرهابية في جميع مناطق العالم. كما لا يسعني ان اختتم كلمتي دون الإشارة الى موضوع في صلب مهام الأمم المتحدة الا وهو تجنيد المليشيات الحوثية للأطفال ودفعهم للموت وقودا لحربهم الظالمة ضد شعبنا اليمني. ولايزال تحالف مليشيات الموت من اتباع الحوثي-صالح يواصلون تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بما يشكل عدوانا على الطفولة والاجيال المستقبلية في اليمن.

السيدات والسادة،

وقبل أن أختم كلمتي هذه، أكرر الشكر لكم مثمنا جهودكم المخلصة التي لن ينساها اصدقاءكم في اليمن والتي ستكتب بحروف من نور في صفحات التاريخ اليمني.

وأشكركم جميعاً على حسن الإصغاء والمتابعة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن