هل يسبق الحسم الميداني طاولة المفاوضات في الأزمة اليمنية؟

الثلاثاء 15 سبتمبر-أيلول 2015 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - شؤون خليجية
عدد القراءات 3233

في ظل تقدم ملحوظ لقوات المقاومة الشعبية اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية على الأرض، يصل المبعوث الأممي باليمن إسماعيل ولد الشيخ، اليوم الثلاثاء، إلى الرياض للقاء المسؤولين بالحكومة الشرعية، وتشير المؤشرات إلى أنّ الأمور ماضية أكثر من أي وقت مضى في طريق الحسم الميداني، خاصة بعد رفض الحكومة اليمنية المشاركة في مفاوضات مسقط إلا بعد تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216.

ووفق مراقبين، فإنه في حال استمرار هذا التقدم الميداني وفشل محاولات التوصل إلى حل سياسي، فإنّ ذلك سيضفي حتمًا إلى حسم الصراع العسكري لصالح الحكومة الشرعية واستعادة صنعاء، وتعبيد الطريق لهزيمة الحوثيين وحليفهم المخلوع عبد الله صالح، واسترجاع اليمن بالكامل.

ويبدو أن التحالف العربي بقيادة السعودية قد اختار طوعًا السير بشكل جدي وفق هذا السيناريو، من خلال الحملة الإعلامية التي تدعم بكثافة تحرير صنعاء، فضلًا عن التعزيزات العسكرية التي دفع بها التحالف نحو جبهة مأرب، التي تبعد 40 كلم عن صنعاء، حيث حقق الجيش الوطني اليمني مدعومًا بمقاتلي المقاومة الشعبية الموالية للحكومة، تقدمًا ميدانيًا واضحا على حساب الحوثيين وقوات صالح.

معارك طاحنة في (مأرب) النفطية



وتواصل قوات المقاومة الشعبية اليمنية، والمدعومة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لليوم الثالث على التوالي، تقدمها في محافظة مأرب وسط البلاد، ضمن عملية "ثأر مأرب"، الساعية لتطير المحافظة والتقدم نحو العاصمة صنعاء.

وقالت مصادر عسكرية موالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إن عمليات "ثأر مأرب" التي أطلقت الأحد في محافظة مأرب، تجري على ثلاثة محاور تقع في شمال غربي هذه المنطقة الصحراوية باتجاه صنعاء، مضيفاً أن "الهدف هو قطع طريق إمداد الحوثيين".

وكان اللواء اليمني عبد ربه قاسم الشدادي، قد أكد أنهم سيحققون النصر مهما حدث، وتحدث من قاعدة التحالف في صافر، وهي في الأصل مجمع نفطي بمحافظة مأرب على بعد نحو 150 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة صنعاء.

وقتل 6 مسلحين "حوثيين" وجرح 8 آخرين بجروح، إثر غارة جوية شنتها طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية على نقطة عسكرية تابعة لهم في منطقة "الفليحة"، على المدخل الشرقي لمديرية "حريب" التابعة لمحافظة شبوة شرقي اليمن، بحسب سكان محليين.

وقال يوسف العقيلي من أبناء المنطقة، إن الغارة استهدفت تجمعًا للمسلحين "الحوثيين" وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في نقطة عسكرية يستخدمونها لتفتيش المارة في منطقة الفليحة على طريق حريب ـ بيحان، وخلفت 6 قتلى و8 مصابين حالة بعضهم خطيرة.

كما كانت مروحيات أباتشي تابعة للتحالف تنطلق أو تحط في مطار صافر، حيث مقر التحالف في مأرب- بحسب فرانس برس– كما شاهد صحفيون وشهود عيان عشرات المدرعات العسكرية والدبابات، و20 طائرة هليكوبتر على الأقل من نوع أباتشي.

وبحسب مصدر عسكري يمني، فإن قوات التحالف نشرت صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ في صافر، حيث قتل 67 جندياً خليجياً من التحالف في الرابع من أيلول - سبتمبر.

وأفاد المصدر أنّ أسراباً من "المدرعات ذهبت إلى الجبهة في شمال غرب محافظة مأرب"، ظهر أمس الاثنين.

وقالت قيادة الجيش الإماراتي في بيان بثته وكالة أنباء الإمارات: إنّ "قواتنا المسلحة شنت عمليات ناجحة حققت من خلالها تقدماً على الأرض في مأرب، ودحرت ميليشيات الحوثيين الانقلابية في نطاق العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف العربي"، وأضافت أنه "خلال هذه العمليات استشهد أحد جنودنا البواسل أثناء مشاركته مع قوات التحالف العربي للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن".

وبالتزامن مع الهجوم البري، ركز التحالف غاراته على المنطقة الجنوبية من محافظة مأرب، حيث الوجود القوي للميليشيات الحوثية، وتهدف الغارات الجوية إلى الإعداد لوصول قوات التحالف البرية إلى هذه المناطق، من أجل "تطهيرها" من كل وجود الحوثيين.

فيما استشهد عنصر من حرس الحدود السعوديين في تبادل لإطلاق النار في الجهة الشمالية، أمس الاثنين، وفق ما أعلنت الداخلية السعودية، وكان التحالف أعلن في ساعة متأخرة الأحد، مقتل خمسة عسكريين سعوديين في نجران على الحدود بين اليمن والسعودية.

محاولات لإنعاش المفاوضات



ويصل اليوم الثلاثاء إسماعيل ولد شيخ أحمد، إلى الرياض، بغية إنعاش المفاوضات من جديد، بعد أن توقفت أمام إصرار الحكومة اليمنية على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، القاضي بانسحاب الحوثيين وأنصار عبد الله صالح من كل المناطق التي يسيطرون عليها، وتسليم أسلحتهم قبل إجراء مشاورات جديدة والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وقد أكدت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، عدم تراجعها عن جهودها لإقناع الأطراف المتنازعة في اليمن بالتفاوض، رغم استمرار المعارك. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن "وسيط الأمم المتحدة، اسماعيل ولد شيخ أحمد، في طريقه إلى الرياض بغية إجراء مشاورات جديدة مع حكومة اليمن والأطراف الآخرين".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن