آخر الاخبار

خرائب قرناو.. شاهد تاريخي على نزيف تهريب الآثار

الأربعاء 29 مارس - آذار 2006 الساعة 05 مساءً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 4337

تواجه مدينة "قرناو" العاصمة القديمة لدولة معين ما يشبة الفورة في التخريب والنهب للآثار التي تكنزها أرض وادي الجوف التي شهدت قديما واحدة من أعرق الحضارات الإنسانية وهي حضارة دولة معين .

ورغم أعمال التنقيب والترميم التي تقوم بها البعثات الآثارية الدولية في المدينة إلا أن هناك العديد من المناطق الآثارية تتعرض لموجهة نهب منظم فيما لم تشفع الجهود الحكومية والدولية في إيقاف هذا النزيف .

يري بعض الهتمين بالآثار في محافظة الجوف أن الافتقار الواضح لحماية للمدينة الاثرية وعدم الإكتراث تسويرها وصيانتها من قبل الجهات المختصة شجع عصابات الاثار للسطو والعبث بمعالمها .

ويقول الحاج محمد أحمد البوس 67 عام أحد حراس المدينة الاثرية ومن السكان المحليين أنة عاصر المدينة منذ طفولتة فقبل 35 عام كانت أحسن مما هي علية الآن إلا أن المعارك التي دارت بين فلول الملكيين والقوات الجمهورية أدت إلي تدمير بعض أجزاء السور الجنوبي وبعض ملحقات مباني المدينة .

ويوضح البوس أن ما يحدث من سطو من قبل جماعات اللصوص هو بسبب أهمال الجهات ذات العلاقة وؤكد أن لدية مايربو على 17 مذكرة ممهورة بتوقيع قيادة المحافظة تخاطب الجهات المختلفة بتحمل مسؤليتها في تسوير المدينة واعتماد عدد من الحراس الاضافيين . ويؤكد الشيخ عبدالسلام شيحاط رئيس الجمعية الشعبية للتنمية والسلام الاجتماعي أن المشاكل التي تواجه المدينة القديمة اليوم تتمثل في عاملين الاول عدم وجود الوعى وجهل لدى أبناء المنطقة بأهمية هذا الارث الحضاري أما العامل الثاني فعزاة إلي عدم تفاعل الجهات المعنية والمختصة بسبب الاعتقاد بالهاجس الامني التي عاشتة المحافظة سابقا . ويؤكد الشيخ عرفج بن هضبان أن السبب في همجية نهب الآثار في الجوف هو الركود الاقتصادي وعدم وجود فرص عمل سهلة للعيش وعدم تشجيع الاستثمار للخروج من حالة الركود وسد الفراغ مما دفع البعض لممارسة هذا السلوك السئ الذي يضر بحضارتنا ويطمس تراثنا . قرناو المدينة المرتفعة تظهر المدينة اليوم في وادي الجوف مرتفعة من كل الاتجاهات إذ أنها بنيت قديما على مرتفع ترابي عن مستوي السهل وتقع المدينة على بعد 7 كيلومترات من مركز محافظة الجوف ( 170 كيلو مترا شمال شرق صنعاء وقد بنيت قديما على هضبة مربعة ومرتفعة بحوالي 15متر ويرجع الآثاريون سبب أقامتها فوق هذا المرتفع إلى حمايتها من فيضانات السيول الجارفة. وكان للمدينة القديمة بحسب الاختصاصي في علم الآثار الدكتور فهمي على الاغبري أربع بوابات ويبلغ محيطها الكلي 27.3 ا8م ويحيط كل بوابة برجين دفاعيين من الشمال والجنوب غير أن الملاحظ ظاهريا أنه لم يتبق من المدينة إلا أجزاء من سورها المحيط بها ومعبدها وبعض المعالم الاخري , إضافة إلي كميات هائلة من الأتربة غطت بوابات وأجزاء من سور المدينة . ويوضح الباحثون أن أسوار المدينة بنيت دون أساسات حيث كان الاعتماد الهندسي على ثقل الأحجار الضخمة وبنيت جدرانه من الأحجار الجيرية على هيئة جدارين ما بينهما يعباء بكسر أحجار وطين وكانت الاحجار كانت تصقل بشكل أملس من الأعلى والاسفل ومن الجانبين لغرض تثبيتها مع الاحجار الاخري الذي تترابط معها عن طريق تفريغ الهواء وهذا يعد أحد أسرار البناء عند المعينيين . وتنتشر في المدينة عشرات الحفريات العشوائية وخرائب لأجزاء الغرف الحجرية القديمة مع بقايا جدران وأساسات لمبان قديمة تبدوا كلها في حالة أندثار وتشرف المدينة العتيقة على موقع استراتيجي من كل الجوانب .. ورغم التأثيرات التي خلفتها عوامل الطبيعة المناخية والتضاريسية على المواقع الآثارية القديمة وما خلفته تدخلات الإنسان ومحاولات النهب للمواقع الآثارية إلا أن بقايا المدينة لا تزال قائمة وبعضها مطمور تحت الرمال .

سبأ نت