بعد تحرير عدن ... من يحرر اليمن بريا؟

الإثنين 03 أغسطس-آب 2015 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - مصر العربية
عدد القراءات 4371

اشتباكات مسلحة بين الجيش اليمني والحوثي بعد سلسلة احتجاجات منددة بقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، أعقبه معارك في عمران أسفرت عن سيطرة الأخير على اللواء 310 مدرع الذي كان يتمركز في المدينة..

أيام قليلة وفي الـ 21 من سبتمبر 2014، الحوثي يحتل صنعاء ويقتحم مقر الفرقة الأولى مدرع، ويسيطر على غالبية المؤسسات الأمنية والمعسكرات والوزارات الحكومية في وسط العاصمة دون مقاومة من الأمن والجيش، أعقبه معارك في إب والحديدة والبيضاء ..

القتال يستمر بين الحوثي والجيش اليمني لفترة طويلة، سيطر خلالها الأول على كامل اليمن.. الجيش اليمني لم يعد له وجود.. "عاصفة الحزم" تتدخل في الـ26 من مارس لعام 2015، واليمن ينهار والحرب الأهلية باتت عنواناً ليومياته..

حصار صنعاء

قبيل عيد الفطر، و بعد 10 أشهر من الحرب اليمنية، بدأت حكومة خالد بحاح تتحدث عن مفاجأة ستقلب موازين الوضع في اليمن، وبعد أيام قليلة تتحرر عدن في أقل من أسبوع وبعدها أنباء عن حصار صنعاء، الأمر الذي رآه عسكريون بغير الطبيعي متسائلين.. كيف للجيش اليمني أن يقهر الحوثي بهذه السهولة؟ وهل المقاومة الشعبية لديها القدرة على تحرير عدن وحصار صنعاء؟ أم أن هناك جيوشاً منظمة تقود الحرب البرية في اليمن الآن؟...

تظاهرات في عدن



المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم لـ"مصر العربية" أن القوات التي حررت عدن وطردت الحوثيين ليست المقاومة الشعبية أو بقايا الجيش اليمني كما يردد البعض، موضحين أن هناك قوات عسكرية تابعة لجيوش منظمة تقاتل الحوثيين على الأرض في عدن، وهي تهدد الآن محاصرة صنعاء وتحريرها.

جيوش نظامية



الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق قال إن القوات التي حررت عدن وطردت الحوثيين ليست المقاومة الشعبية أو بقايا الجيش اليمني كما يردد البعض، مؤكداً أن هناك قوات عسكرية تابعة لجيوش منظمة تقاتل الحوثيين على الأرض في عدن، وهي تهدد الآن محاصرة صنعاء وتحريرها.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" الوضع في اليمن صعب للغاية ويحتاج لحوار سياسي يتزامن مع العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف العربي.

وتابع: الجانب المصري رغم عدم إعلانه الاشتراك في الحرب بصفة مستمرة، إلا أنه ربما يكون شارك بإرسال معدات عسكرية وقطع بحرية لمساعدة قوات التحالف العربي.

وتابع: اجتماع القاهرة الأخير الذي جمع الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي والقيادة المصرية ربما كان لوضع اللمسات الأخيرة على تشكيل القوة العربية المشتركة والتي نادى بها غالبية البلدان العربية.

اشتباكات في محيط عدن

بدوره، قال اللواء يسري عمارة الخبير العسكري والإستراتيجي إن نوعية العمليات والخطط التي نُفذت في عدن قبل تحريرها تؤكد أن ثمة جيوشاً منظمة لبلدان عربية وأسيوية من تقوم بالاجتياح البري، مضيفاً أن المقاومة وحدها لا تستطيع تحرير مدن في الأساس تركتها دون مقاومة.

 إنزال عسكري

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية" أن الضربات الجوية التي قام بها التحالف العربي، ومعارك المقاومة على الأرض، وكذلك عمليات الإنزال التي يقوم بها الجيش السعودي والقوات المتحالفة معه أفقدت الجماعات الحوثية مناطق سيطرتها على الأرض، لذلك كان التراجع السريع.

وتابع: هناك تنسيق يتم بين المقاومة وقوات هادي مع القوات التابعة للتحالف العربي، حتى يمكن للأخير التوغل بريا، مشيراً إلى أن الحرب في اليمن لن تستمر طويلا، إذ ما استمر الوضع الحالي على ما هو عليه الآن.

وأشار إلى أنه يصعب الآن تحديد الجيوش التي تخوض العمليات البرية في اليمن، قائلاً: بعض الدول لا تريد صنع عداءات ظاهرة مع طهران، لذلك تريد أن تحظل تحارب في الخفاء.

فيما قال العميد ركن عبد الله الصبيحي، قائد عملية تحرير عدن، إن الاستراتيجية العسكرية التي وضعت للوصول إلى الحوثيين، انقسمت لمحورين، يتمثل المحور الأول في محور العند، الذي تسير من خلاله القوات نحو الضالع، ورادفان، وتعز، وهي المدن الرئيسية في هذا الاتجاه، عبر مثلث العلم، فيما يعتمد المحور الثاني في السير نحو مأرب، بعد تحرير زنجبار التي تبعد قرابة 35 كيلومترا عن عدن باتجاه شبوة، ومن بعد تطهيرها من ميليشيا الحوثيين، سيكون التحرك بعد ذلك نحو مأرب التي تبعد قرابة 173 كيلومترا عن صنعاء العاصمة.

قوات التحالف يقصف الحوثي

وحول عدد القوات التي يقودها لتنفيذ الخطة، قال الصبيحي في تصريحات صحفية، إن العدد يفوق ألفي جندي بخلاف المقاومة الشعبية، ومساندة طيران التحالف في تنفيذ هذه الخطة من خلال ضرب الكثير من الأهداف والمواقع، لافتاً إلى أن القوة واجهت بعض الجيوب في طريقها إلى زنجبار وتم التعامل معها ودحرها من تلك المناطق، وسقط خلال هذه المواجهات أعداد كبيرة من الأسرى في قبضة القوة الشرعية.

وأكد الصبيحي، أن هناك تنسيقا بين جميع القيادات العسكرية، وقيادة التحالف العربي، من خلال غرفة عمليات مشتركة، لنقل المعلومات العسكرية وآلية التحرك، ورصد احتياج القوة العسكرية والمقاومة الشعبية في مواقع القتال، خاصة أن المرحلة الحالية تحتاج إلى دعم أكبر من حيث السلاح والذخيرة تحسباَ من النقص أثناء المواجهات العسكرية مع الحوثيين.

في غضون ذلك، كشفت مصادر من المقاومة الشعبية في عدن وصول جنود من قوات التحالف لإعادة الشرعية في اليمن لفرض الأمن في عدن وضواحيها.

وأكدت المصادر اليوم، لصحيفة "الحياة اللندنية" أن إنزالاً قامت به قوات التحالف من طريق ميناء البريقة، بالقرب من مصفاة عدن، ضم 3000 جندي من قوات التحالف، فيما قال متحدث حكومي أمس أن المقاومة تتجه للسيطرة على قاعدة العند.

يذكر أن الحديث عن تحرير عدن بدأ في منتصف مايو الماضي قبيل عيد الفطر، أعقبه تصريحات حكومية عن قرب حصار صنعاء وتحريرها من قبضة الحوثيين.

ويشن تحالف عسكري بقيادة السعودية حملة عسكرية في اليمن منذ مارس الماضي.

وتقول السعودية إن الهدف هو القضاء على قوة الحوثيين العسكرية وإجبارهم على تسليم أسلحتهم والانسحاب من العاصمة صنعاء، وإعادة هادي للرئاسة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن