آخر الاخبار

المجلس العربي: إغلاق مكتب الجزيرة بفلسطين يهدف الى التغطية على الفظاعات المقبلة التي قررت حكومة نتنياهو الاقدام عليها  ‏توكل كرمان: اختيار إغلاق قناة الجزيرة في اليوم العالمي لحرية الصحافة صفعة في وجه الصحافة .. وبلا قيود بالتحقيق الفوري في جرائم الاحتلال تحرك سعودي وبريطاني لدعم الصومال عبر منظمة دولية أردوغان: تركيا سخرت جميع إمكانياتها لضمان محاسبة القتلة وقد رفعنا المستوى التجاري والدبلوماسي للضغط على إسرائيل إذا اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان... ايران تتوعد تل أبيب بتحرك لم تقم به عند اجتياح غزة بعد زيارة ناجحة لمحافظة مارب .. رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود الى العاصمة المؤقتة عدن اسعار الصرف اليوم في صنعاء وعدن الإفتاء المصرية: ''يجوز شرعًا للمسلم تهنئة غير المسلمين'' في بيان مشترك.. 188 منظمة انسانية توجه نداء عاجلاً يخص أكثر من 18 مليون شخص في اليمن موقف صريح للصين بشأن دعم المجلس الرئاسي وجهود تحقيق السلام في اليمن

ضحايا حمى الضنك والحر لا يقلون عن قتلى القصف في عدن

الأحد 26 يوليو-تموز 2015 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - الشرق الاوسط
عدد القراءات 2790

يقف الطفل حزام خالد، ذو الـ13 عامًا، على مقربة من محل صغير بوسط حي القطيع، أحد أفقر أحياء مدينة كريتر القديمة في عدن، بانتظار دوره لشحن مروحة هوائية سفري حيث يقدم مالك المحل خدمة الشحن الكهربائي للأهالي مقابل 200 ريال يمني للساعة أي ما يعادل 1 دولار. وتعكس حالة هذا الفتى مدى المآسي والمعاناة التي عاشها سكان كريتر خلال فترة الحرب وما تبعها من صور دمار وقتل وسط انعدام كلي لأبسط مقومات العيش الكريم كالكهرباء والمياه والغذاء.

ويدخل انقطاع خدمة الكهرباء كليا عن مدينة كريتر شهره الثالث على التوالي منذ سقوط المدينة بيد الميليشيات الحوثية في أواخر أبريل (نيسان) الفائت في ظل رطوبة وصيف ساخن تشهده المدينة الساحلية وتصل فيه درجة الحرارة إلى 39 درجة مئوية.

ويقول وديع خان (47 عاما) بصوت متحشرج تملأه الغصة والحزن قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لم أعد أصدق أني بقيت أعيش حيا حتى اللحظة، لقد كان شبح الموت يخيم علينا ليل نهار خلال فترة الـ100 يوم من الحرب والقتل والدمار والحصار الخانق الذي شنه الحوثي وعفاش على مدينة كريتر وبقية مدن عدن الأخرى». يتوقف وديع برهة من الوقت ليعاود الحديث، بعد تنهيدة توحي بمرارة الألم والقهر الذي حل بسكان المدينة فيواصل قائلاً: لم يكن الأهالي يموتون فقط برصاص الحوثيين أو جراء القصف على الأحياء السكنية بل تعددت صور الموت بطرق شتى فإما أن تموت بمرض حمى الضنك الفتاك أو تموت جراء الحر الشديد بسب انقطاع الكهرباء أو تموت متضورا جوعًا وعطشان. ومضى وديع خان قائلا: «هل تصدق أن مرض حمى الضنك الذي اجتاح مدينة كريتر تسبب في حالات وفاة أكثر من الضحايا المدنيين الذين سقطوا برصاص الميليشيات». والسبب في ذلك كما يشير وديع هو توقف المجمعات والمراكز الصحية عن تقديم خدماتها الطبية وانعدام الأدوية، في ظل الحصار الذي فرضته الميليشيات على المدينة ومنعها دخول الأدوية والأطباء إلى كريتر.

من جهتها، تقول الشابة ريام ثابت، وهي في العشرينات من العمر إنها، حتى اللحظة الحالية، لم تصدق نفسها أن «عدن انتصرت وتم تطهيرها» مما سمتها قوى الغزو والعدوان بعد أن ظلت ترى ذلك خيالا على مدى ثلاثة أشهر من القتل الذي كانت تموت معه عشرات المرات، كما تقول. وتابعت حديثها بكلمات متقطعة والدموع تنهمر من عينيها: «أشعر بأنني خلقت من جديد عندما أرى الأهالي يعودون إلى بيوتهم، وعندما أطل من نافذة منزلي وأرى الأطفال يتجمعون بركن الحافة يستعرضون بعض ألعابهم التي قدمتها لهم بعض قافلات الإغاثة التي دخلت عدن مؤخرا».

وقد أدى انتشار الأوبئة والحميات في مدينة كريتر منذ أبريل الفائت وأبرزها حمى الضنك إلى وفاة أكثر من 600 شخص وإصابة 10 آلاف آخرين بحسب آخر إحصائيات للجنة الطبية الشعبية العليا ومكتب الصحة والسكان في عدن. وتشير الإحصائيات إلى وفاة 11 إلى 15 شخصا يوميا وإصابة ما بين 120 و170 يوميا، غالبيتهم في مدينة كريتر تليها خور مكسر ثم المعلا والتواهي وهي المدن التي بقيت تحت قبضة الميليشيات وتوقفت فيها المراكز الصحية وعدد 4 مستشفيات بالكامل.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن