لماذا فشلت الهدنة الانسانية في اليمن؟

الأحد 12 يوليو-تموز 2015 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3033

أفادت مصادر محلية باليمن بأن قصفا حوثيا استهدف مناطق في الضالع وعدن وتعز بعد وقت وجيز من الموعد الذي حددته الأمم المتحدةلسريان هدنة إنسانية غير مشروطة باليمن.

بدورها، أعلنت قوات التحالف أنها لم تتلق أي طلب من الحكومة اليمنية الشرعية بشأن الهدنة أو وقف العمليات العسكرية في اليمن.

وأثارت هذه التطورات تساؤلات بشأن الأسباب التي حالت دون تطبيق الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن، وخيارات الحل المتاحة أمام الأطراف المعنية بأزمة اليمن إزاء الوضع الذي خلفه انهيارها.

فشل أممي

الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح أرجع التضارب بشأن التزام الأطراف بالهدنة إلى عدم وجود قبول لها من قبل الحوثيين ولا من قبل الحكومة الشرعية، وأوضح أنهما لما يعلنا موقفيهما بشكل واضح منها.

وأضاف لبرنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلنا الهدنة من طرفهما بهدف الخروج من الحرج بسبب الفشل في تطبيق القرار 2216 والالتفاف عليه بالتركيز على البعد الإنساني، كما رجح أن تكون المنظمة الأممية قد تعرضت لضغوطات من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية.

ولتحقيق هدنة حقيقية، دعا جميح إلى أن تكون هناك رقابة دولية لمراقبتها ومحاسبة من خرقها، وأن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة لأن الحوثيين سوف يستخدمونها لصالحهم ويبيعون المواد الغذائية في الأسواق كما حدث في الهدنة السابقة.

ودعا الباحث السياسي اليمني المجتمع الدولي إلى عدم اختصار الوضع في الموقف الإنساني، بل إلى التركيز على الوضع العسكري المتفجر الذي تسبب فيه الحوثيون بانقلابهم على الشرعية.

واعتبر جميح أن زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي أكبر كارثة أصابت اليمن بعد انهيار "سد مأرب"، وأكد أن مواجهة جماعة الحوثي "المتخلفة الرجعية" أمر لا بد منه، ودعا المقاومة إلى توحيد صفوفها وإسقاط الانقلاب، وتأجيل الخلافات لما بعد الانتصار.

مواصلة الحصار

وفي ما يتعلق بموقف الحوثيين من الهدنة قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي إن الآلية التي يعمل بها ولد الشيخ للوصول إلى الهدنة تعتبر آلية غير صحيحة، واتهمه بمحاولة تحقيق انتصارات معينة عن طريق تطبيقها.

وأشار إلى أن تطبيق الهدنة مقابل الانسحاب عن المدن هو محاولة لتحقيق الانتصار لصالح طرف على آخر وليس لتحقيق هدنة، وأكد أن الأمم المتحدة تستوعب تماما أن سعيها لتحقيقها عمل غير سوي وتهدف من خلاله إلى رفع الحرج عن نفسها.

من ناحيته، حمل أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود إبراهيم النحاس الأمم المتحدة مسؤولية انهيار الهدنة واتهمها بارتكاب العديد من الأخطاء بهدف خلط الأوراق من جديد دون توفير غطاء دولي يساعد على تطبيق القرارات الأممية، وفق رأيه.

وناشد التحالف العربي الاستمرار في محاصرة الحوثيين وصالح، وأكد أن هذا الحصار آتى أكله، ويمكن ملاحظة ذلك في خطاب عبد الملك الحوثي الأخير الذي حاول فيه إثارة الحماس في نفوس أتباعه.

واستبعد أن تكون هناك حلول تفاوضية سياسية لتمرير المساعدات الغذائية والإنسانية، وأكد أن الحوثيين سيسيطرون عليها، ولتحقيق الانتصار عليهم وعلى أتباع صالح ناشد الشعب اليمني أن يهب بأكمله مدعوما بأبناء الجيش اليمني، وأكد أن الانتصار قد يكون سريعا في حال وجود العزيمة والرؤية السياسية من قبل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن