في اليوبيل الفضي للوحدة.. اليمنيون جراحٌ تتوحد !

السبت 23 مايو 2015 الساعة 03 مساءً / مأرب برس- GYFM
عدد القراءات 2192


من خلف قضبان المعتقل السياسي في سجن صنعاء المركزي، كتب إبراهيم الحمادي في صفحته عن يوم الوحدة الذي اختاره تأريخاً لزفافه قبل 6 أعوام، الموافق: الجمعة 22 مايو 2009، واحتفل يومنا هذا بالذكرى (6، 25، 4) من داخل سجنه أيضا.

 

"يوم زواجي بالعظيمة أم غزل: الجمعة 22 مايو 2015، ذكرى زفافي الرابع من خلف القضبان". بهذه الكلمات احتفى الثائر الحمادي بثلاث ذكريات: "وحدته"، و"اتحاده" بشريك عمره، ثم "وحدته" في سجنه، حيث يقبع منذ 2011.

 

أما الحاج علي محمد - سبعيني من سكان صنعاء – فقال بلهجته الصنعانية مستغربا "يووو يا لطيف!! قلدك الله إن اليوم عيد الوحدة؟ عمرها ما كانت!!" كأنما تفاجأ بسؤال المحرر عن شعوره في ذكرى 22 مايو. مضيفا "حتى في ثورة الشباب والناس بالجامعة والا بالسبعين، كانوا كلهم يحتفلوا بالوحدة، كل ناس مع أصحابهم وعلى طريقتهم! المهم كان في معانا عيد، وذلحين كيف الخبر؟".

 

ومنذ ربع قرن من عمر الوحدة اليمنية، لم يحدث أن مرّ عامٌ دون أن تحتفي صنعاء وعدن بعيد الوحدة. أما اليوم فثمة أمر جلل أذهل كل الفعاليات الوطنية والسياسية والحزبية عن التعبير عن رمزية هذا اليوم. "بأيش يحتفلوا الناس! وكيف شيحتفلوا؟ عاد شي معك خبر؟". هكذا جاء جواب الشاب "عادل" أحمد لسؤال المحرر هل من المعقول أن يمر يوم عيد الوحدة دون أن يحتفل به أحد.. أحدهم كان قريباً من عادل، فعلق ساخرا: "حتى عيد الحب ما يجزعش هكذا؟". وهكذا بدت مشاعر الناس في عاصمة دولة الوحدة.

 

وفي زاوية يتيمة نشرت صحيفتا الثورة اليومية وشقيقتها الأسبوعية 26 سبتمبر (الرسميتان) خبراً مفاده أن الفرقة الموسيقية العسكرية شاركت المواطنين في صنعاء الاحتفاء بذكرى يوم الوحدة، ونشرت صورة، علق أحدهم عليها بأنها "قديمة"، وأضاف "الحوثيون يمارسون الكذب المفضوح، وربما يكونوا مرّوا بفرقتهم من زقاق وأخرجوها من زقاق ثاني عشان يقولوا الناس احتفلنا بالوحدة.. عن أي وحدة يتكلمون؟". يشير إلى سيطرة الحوثيين على الحكومة ووسائل الإعلام الرسمي.

 

على الرصيف روى "الحبيشي" الذي يطل على مشارف عقده الثامن لـ GYFM أنه كان جندياً في عهد الإمام بصعدة. يصيح بلهجته الإبيّة "قال لك الحوثيين احتفلوا اليوم بالوحدة!! مو تقول يا ابني كيف يحتفلوا بها وهم ينتهكوا عارها في عدن! إيش من وحدة يا عيالي وهم يقصفوا تعز!! إلا أقول لكم: خلوا سلمان يدقدقهم، وقد احنا شنحتفل بالوحدة وكنسهم دفرة واحدة".

 

لا يختلف الوضع كثيرا في العالم الافتراضي لصفحات التواصل الاجتماعي، فقد انشغل فيسبوك وتويتر وحتى الواتساب بأخبار "الطريق إلى صنعاء" وتسمر المشاهدون أمام شاشة الجزيرة وصندوقها الأسود، يستوي في ذلك العامة أو النخبة. وبجولة سريعة على عينة عشوائية من صفحات ناشطي الفيس وتويتر، بدا جليا تأثير الحدث الذي صنعته الجزيرة وطغيانه على كل شيء، غداة اليوبيل الفضي للوحدة اليمنية.

 

وحضرت ذكرى الوحدة في بعض المنشورات والتغاريد، غير أنها باهتة وتميل إلى الوضع الذي تمر به اليمن أكثر من كونه احتفاء بالوحدة. فمن حالة الغربة التي شعرت بها الناشطة ميمونة عبدالله "اليوم 22 مايو عيد الوحدة، لم أشعر به إطلاقا.. مر علي كما يمر الغريب بجانبي.."، إلى الإعلامي يوسف سعد الذي اكتفى بالتساؤل: "22 مايو؟ ماذا يعني لك كـ #يمني؟".

 

يمكن القول أن وحدة اليمنيين حضرت كالعادة في الرقم 22 من شهر مايو لهذا العام 2015 من التقويم الميلادي، غير أنها لم تحضر لدى الكثير من الكتاب والسياسيين.. ولقائل أن يقول: لم تحضر الوحدة حتى على سبيل "النكتة" في تعليقات الناشطين، وهي (النكتة) التي لم تغب مطلقا في مختلف المراحل والأحداث، وبشكل شبه يومي..

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن