"سقى الله زمااان كنت أسوي ثلاث جلسات غسيل للكلى في السعودية مجانا واشتغل واطلب الله.. ومن يوم جيت اليمن بعد أزمة الخليج نقصت جلسة، وبعدا جلستين، والآن أنا وبنتي نشارع مشارعة علشان نحصل جلسة واحدة".

قالها "الحاج محمد - 50 عاما" ويرقد في "دار الشفقة" الذي خصصته جمعية الإصلاح اليمنية لمرضى السرطان والفشل الكلوي قبل حوالي 10 أعوام.

(بداية أبريل).. أعربت منظمة الصحة العالمية عن "قلقها البالغ" إزاء "تدهور" الوضع الصحي في اليمن، والذي لم يكن مستقرا أصلا قبل الأحداث وينذر "بكارثة محققة"!!.

(منتصف أبريل).. أطلقت وزارة الصحة اليمنية "نداء استغاثة" لإنقاذ عاجل للوضع الصحي المهدد بـ "الانهيار الكامل" والذي "بات وشيكاً".

(5 مايو) بيان صحفي أعلن عن توقف مركز "الكلية الصناعية" بمستشفى الثورة بتعز عن العمل، وحياة 260 مريض في خطر.

(8 مايو) بيان صحفي للوقفة الاحتجاجيّة للفريق الصحّي لتكتّل "همّنا اليمن" قدم عشرات الأطباء عريضة لممثل الأمم المتحدة المقيم، عن "الأوضاع الكارثيّة" للصحّي في اليمن.

وفي نفس اليوم والساعة أطلقت منظمة التعاون الإسلامي والهيئة الوطنية العليا للإغاثة والإعمار والتنمية (يمن هاند) نداء عالميا: اليمن بلد منكوب!!.

 في بلادنا أكثر من 20 ألف مريض بالفشل الكلوي حسب العنسي وزير الصحة السابق. فيما لا يتجاوز عدد مراكز الغسيل الكلوي 35، وفيها ما لا يزيد عن 120 كرسي غسيل فقط، وتعمل على مدار 24 ساعة.

(السرطان مُرعب، لكن الفشل الكلوي رُعبان: رُعب إرهاق المريض وأسرته، نفسيا وجسدياً، ورعب الموت حال مرّ أسبوع دون ثلاث جلسات غسيل). من تحقيق صحفي سابق للزميل محمد العبسي جاء فيه بتصرف أيضا:

(الكليتان فلتر الجسم، تقومان بتصفية الدم من مختلف السموم والسوائل الضارة. وبالتالي، يتوجب على فاقد الكليتين، إخضاع دمه إلى غسيل صناعي 3 مرات أسبوعيا، بمعدل 4 ساعات للجلسة لكي يعود إنسانا طبيعيا منتجا من جديد، مالم فإن الموت هو أريح الحلول)..

 (مشكلة اليمن أنها بلا كليتين.. مجرد جسم يحبس السموم فقط. وبالتالي فالفاسدون في إقامة جبرية على كراسيهم حتى يأتيهم الموت)!

مصادر GYFM أكدت أن مستشفى الثوره العام بصنعاء أكبر مستشفيات الحكومة توقفت فيه العمليات إلا للحالات الطارئة فقط بسبب تحويل الديزل للمجهود الحربي، كما أن المستشفى المكتظ بجرحى الحوثيين وضحايا راجع المضادات، قد توقف فيه مركز وعمليات القلب المفتوح أو يكاد.

ومنذ عين الحوثيون بعد ٢١ سبتمبر شخصا يدعى "أبو علي" حاكما أعلى لمستشفى الثورة -لا يجيد حتى القراءة حسب المصادر- غادر أكثر من ٣٠ استشاريا وأخصائيا إلى الخليج..

مصادر خاصة في قسم الكلى بالمستشفى أكدت ل GYFM توقف صرف أدوية الفشل الكلوي التي لا تقل عن ١٠٠ ألف ريال لكل مريض، وتحويل ميزانيتها للمجهود الحربي، وأن وزارة الصحة استطاعت توفير جزء بسيط من هذه الأدوية (لكنها هندية)..

وحول توقف مركز الغسيل الكلوي أشارت المصادر أن منظمتين خيريتين بالتنسيق مع إدارة المستشفى وفرتا 50 ألف لتر ديزل منحة مجانية لم ينس (الجماعة) خصم نصيب ما أسموه بالمجهود الحربي منها!!.

نافذ حوثي آخر نهب اليوم 4300 لتر ديزل من مركز الغسيل بالحديدة..

وسائل إعلام محلية وعريية تناولت اليوم أيضا خبر اجتماع اللجنة الثورية العليا للحوثيين في إحدى قاعات مستشفى الثورة ربما تحاشيا لتعقب قصف التحالف. وذكرت أيضا أن الجماعة لم يقصروا في تزويد المكان بأربعة مضادات جوية، لكن لجانهم على الحدود مع السعودية رفضت حتى هذه اللحظة إدخال شحنات أدوية تبرعت بها منظمات خارجية لزراعي الكلى..

وفي جعبة محرك البحث "مصادر نت" ما يشيب له الرأس: مستشفى العلفي بالحديدة: وفاة 15 مريض لعدم التمكن من الغسيل.. مستشفى معبر: وفاة 6 لتوقف أجهزة التنفس الصناعي.. مستشفى الثورة بتعز: شوهد الأطباء يجارحون لأحد المصابين مستخدمين أضواء "الكشافات"..

مصادر خاصة ب GYFM : أكدت أنه تم إغلاق قسم العمليات ب "مستشفى آزال" بصنعاء الذي تحول إلى عيادة للإسعافات الأولية. ومثله "السعودي الألماني".

أما مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا فيعاني أزمة ديزل حادة، ربما تعرضه للتوقف خلال بضعة أيام بعد فشل كل محاولاته للحصول على قاطرة ديزل بــ 32 مليون ريال، مع أن سعرها الطبيعي 6 ملايين ريال فقط.

وإذا كانت هذه الصراعات بحسب الأمم المتحدة قد أسقطت ما يربو على 1250 قتيلا فإن ما سبق ذكره سيعرض حياة 20 ألف مريض بالفشل الكلوي.

وبالإضافة إلى توقف سيارات الإسعاف بكل المستشفيات، وتوقف سلال التبريد المخصصة لحفظ ونقل اللقاحات وتطعيم الأطفال، فإن الموتى في ثلاجات المستشفيات كافة، سوف يدفعون إجباريا نصيبهم من الديزل لدعم المجهود الحربي للحوثيين..

كما يقول واقع الحال..