تفرض ميليشيات الحوثي صالح حصارا مركبا وخانقا على اليمنيين أدى إلى مضاعفة معاناتهم جراء حملة الاجتياحات الواسعة والحروب المفتوحة في عدة محافظات بالإضافة إلى إيقاف كافة الخدمات الحيوية والضرورية في كافة محافظات الجمهورية بغية استثارة الرأي العام ضد عاصفة الحزم.

وتعيش أغلب المدن اليمنية ظلاما دامسا منذ أكثر من عشرة أيام بسبب منع مليشيات الحوثي صالح الفرق الهندسية التابعة لمؤسسة الكهرباء من الوصول للأماكن المتضررة في خطوط الطاقة وإصلاحها بعد الاعتداء التي تعرضت له بالتزامن مع الاعتداء الذي شنته هذه المليشيا على محافظة مأرب.

ولا تنفك وزارة الكهرباء التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي تحميل تحالف عاصفة الحزم مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي وما يترتب عليه من نتائج تمس حياة المواطنين ومصالحهم بشكل مباشر رغم أن تلك الميلشيات تحول دون إصلاح خطوط الطاقة التي تربط محطة مأرب -تولد النسبة الأكبر من الطاقة في اليمن- بالشبكة الوطنية.

ويتزامن انقطاع التيار الكهربائي مع الانعدام التام للمشتقات النفطية ما يفاقم مأساة الناس وينذر بكارثة حقيقية بدأت تلوح في الأفق إذ تحولت المدن إلى براميل كبيرة للقمائم والمخلفات وتوقفت أغلب المصالح والمؤسسات الحكومية والخاصة وفقد آلاف العمال وظائفهم وأضحت المستشفيات مهددة بالتوقف أو أوشكت.

وأطلقت المؤسسة العامة للاتصالات إنذارا بتوقف كافة خدمات الاتصالات الدولية والمحلية والانترنت خلال أيام بل أن بعضها توقف فعلاً بما فيها سنترالات مركزية بسبب نفاذ مخزون المؤسسة وفروعها من مادة الديزل وبسبب انعدام المشتقات النفطية ومحدودية الكميات التي تم الحصول عليها من شركة النفط، وكذلك الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي العمومي.

ومقابل اهتمام هذه المليشيات بتعزيز عدوانها على المحافظات ومواصلة اجتياحها للمدن عطلت كافة المؤسسات الحكومية والخدمية التي استولت عليها منذ انقلاب 21 سبتمبر 2014 وسخرت إمكانيات تلك المؤسسات لإسناد ما تصفه ب-المجهود الحربي-.

إذ تستولي بحكم سلطة الأمر الواقع الذي تفرضه بقوة السلاح على مخصصات المؤسسة العامة للكهرباء من الديزل الذي يساهم في إنتاج كمية محدودة من الطاقة عبر محطات الكهرباء الموجودة في أمانة العاصمة وبعض المدن لتحريك الآلة العسكرية التي تدمر المدن وتقتل المدنيين.

وفي السياق ذاته حذرت المؤسسة العامة للكهرباء من انهيار المنظومة الكهربائية في البلاد، جراء توقف وصول مادتي المازوت والديزل إلى محطات توليد الطاقة، وعدم تمكّن الفرق الفنية من إصلاح الأضرار بسبب المواجهات المسلحة في مأرب.

ويفيد بعض سكان صنعاء الأصليين أن الوضع الكارثي الذي ترزح تحته المدينة لم تتعرض له منذ 48 عاما حين فرض الملكيون حصارا خانقا على العاصمة استمر لمدة سبعين يوما عام 1967م وهو ما سمي لاحقا بحصار السبعين، فالمدينة المترامية الأطراف تحولت إلى ما أكبر قرية يمنية إن جاز التعبير.

وتعيش ميليشيات الحوثي صالح حالة من التخبط والانهيار إذ تتهم تارة قوات تحالف عاصفة الحزم بانقطاع التيار الكهربائي وتارة أخرى تتهم المقاومة الشعبية في محافظة مأرب التي لم تحل دون تدفق التيار الكهربائي من محطة مأرب الغازية إلى كافة المحافظات بعد انقلاب سبتمبر، وحينما فشلت محاولات هذه المليشيات مؤخرا في اجتياح المحافظة لجأت إلى معاقبة اليمنيين بالاعتداء على خطوط الطاقة واتخاذها ذريعة لحشد وتأليب الرأي العام ضد أبناء مأرب وتحالف عاصفة الحزم.

وبادرت المقاومة الشعبية لاقتراح هدنة أكثر من مرة لدخول الفرق الهندسية وتمكينها من إصلاح الأعطال في مناطق المواجهات بالجدعان "بمأرب شرقي اليمن"، لكن المليشيات منعت الفرق وأطلقت النار تجاهها.

وقالت المقامة الشعبية في بيان لها: "نظرا لما يعانيه شعبنا اليمني من معاناة جراء انقطاع التيار الكهربائي ونتيجة للشائعات التي تبثها وسائل إعلام مليشيا الحوثي وتتهم فيها قبائل مأرب ورجال المقاومة الشعبية بالوقوف وراء هذا الأمر فإننا نؤكد، مرة أخرى، أننا على أتم الاستعداد للتعاون مع الفرق الهندسية لإصلاح الأعطال، حتى يتم التخفيف من معاناة شعبنا التي تسبب فيها سيطرة المليشيا الحوثية على مفاصل الدولة".

وأكد البيان على أن موقف المقاومة الشعبية مبدئي وواضح تجاه المصالح العامة والمنشآت الحيوية وأن هذه المصالح مسئولية وطنية لا يجوز المساس بها.

*المصدر : خاص-GYFM للاطلاع على صفحة مؤسسة الخليج واليمن للإعلام هنـــــــا