اليمن .. مجازر متنقلة في عدن

الجمعة 01 مايو 2015 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - عدن ــ فارس الجلال
عدد القراءات 3423

غطّت الانتهاكات التي وصلت حد المجازر، والتي ارتكبتها مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في مدينة خور مكسر الواقعة وسط عدن، على كل التطورات الأخرى التي شهدتها الساحة اليمنية أمس، وسط مراوحة أنباء الحوار مكانها. اللافت جاء من الرياض، حيث علمت "العربي الجديد" أن السلطات السعودية شددت الإجراءات الأمنية حول الفنادق والقصور التي يقيم فيها سياسيون يمنيون، في الرياض. وأوضحت مصادر "العربي الجديد" أن الإجراءات بدأت منذ مساء الأربعاء حول الفنادق والقصور التي يتواجد فيها سياسيون وقادة يمنيون ولا يُسمح بدخولها أو الاقتراب منها إلا بعد التفتيش الدقيق، وهذا على ما يبدو ناتج عن بلاغات عن احتمال وقوع عمل إرهابي قد يطاول مقار إقامتهم.

يأتي هذا في وقت طالب وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بإشراك جماعة "أنصار الله" في الحوار عبر دعوته إلى "مشاركة الجميع في اليمن في حوار من دون شروط مسبقة"، فيما كان قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري يعلن أن مدمرتين إيرانيتين أرسلتا إلى خليج عدن "لحماية السفن التجارية، متمركزتان حالياً عند مدخل مضيق باب المندب". وشهدت مدينة خور مكسر الواقعة وسط عدن، وتربط مدن جنوب عدن بشمالها وغربها، جرائم حرب هي الأسوأ منذ بدء المعارك في الجنوب، حسب مصادر حقوقية، وتعرضت لأعمال هدم وقتل وإعدامات استمرت مدة ثلاثة أيام متواصلة، على يد مليشيات الحوثيين وقوات صالح، حسب ما يؤكده الأهالي ومنظمات حقوقية.

وبدأت مأساة وكارثة مدينة خور مكسر منذ يوم الإثنين الماضي، عندما بدأ الحوثيون وقوات صالح، عمليات قصف وهجوم على المدينة بشكل كبير، بعد أن قطعوا كل خطوط التواصل معها، من اتصالات وإنترنت وكهرباء وماء، حسب ما ذكر سكان من المدينة لـ "العربي الجديد"، مؤكدين أن قوات الحوثيين وصالح، توغّلت في المدينة مصحوبة باستهداف مباشر، من القناصة والدبابات والمدافع للمدينة، ومستغلة انخفاض منسوب غارات التحالف، وتمكّنت من الدخول إلى بعض الأحياء السكنية، وعمدت على تنفيذ إعدامات بحق عدد من الشباب حسب حقوقيين، كما اختطفت العشرات منهم، حسب ما يؤكده أهاليهم الذين وجدوا جثثهم مرمية في الشوارع، فيما لم تتمكن منظمات حقوق الإنسان من معرفة حصيلة الضحايا، وسط عجز الأهالي عن دفن بعض أبنائهم، فضلاً عن إحراق عشرات المنازل، ومنع عمليات الإطفاء.

وأوضح بعض السكان أن "الحوثيين استغلوا للتوغل في الأحياء، استمرار سيطرتهم على مطار عدن الدولي، ومعسكر بدر، فضلاً عن حصانة القنصلية الروسية، التي يتمركزون فيها لبدء هجومهم من ناحية الشرق، قبل أن يتمكنوا من التمركز في القنصلية الألمانية من ناحية الغرب".

وقال المواطن شهاب نادر لـ"العربي الجديد" إن الحوثيين اقتحموا المستشفيات الخاصة والحكومية، واستهدفوا بعضها، كما أغلقوا بعضها الآخر، ونهبوا الأدوية، وعطلوا الأجهزة الطبية، واعتقلوا عدداً من الجرحى، ونفذوا إعدامات بحق عدد منهم، حسب منظمات حقوقية، كما اختطفوا أطباء وعاملين في القطاع الصحي، لتستمر عملياتهم داخل مدينة خور مكسر، بعد أن أغلقوا مستشفى الجمهورية الحكومي، أكبر مستشفى في عدن، والواقع في مدينة خور مكسر.

وبدت طائرات التحالف عاجزة أمام انتهاكات الحوثيين التي استمرت لثلاثة أيام، بسبب تحصنهم وسط الأحياء السكنية، ومنعهم الأهالي من النزوح، إضافة إلى تمركزهم داخل مبان تحظى بحصانة دبلوماسية، ما رفع الأصوات المطالبة بالتدخل البري في عدن.

وفي محاولة لفك الحصار عن المدينة، تمكنت طائرات التحالف من رصد مخزن للأسلحة، تابع للحوثيين وقوات صالح، داخل مطار عدن الدولي، واستهدفته بشكل مباشر، في الوقت الذي شنت فيه غارات على مواقع للحوثيين بالمدينة، بعيدة عن الأحياء السكنية في ساحل المدينة، وفي جنوبها وغربها، فيما كانت "المقاومة الشعبية" قد تداعت وشنّت هجوماً عنيفاً، وتوغلت في ناحية خور مكسر، وتمكّنت من السيطرة على أجزاء من المطار ومعسكر بدر، وخففت من الحصار على المدينة، التي ما زال المسلحون الحوثيون يتمركزون في عدد من أحيائها.

وفي السياق الميداني أيضاً، قصف طيران التحالف أمس الخميس، مواقع يتجمّع فيها مسلحون حوثيون في محافظة صعدة، في وقت استهدف فيه كتيبة جوية في مأرب. وأفاد سكان محليون في صعدة، معقل الحوثيين، لوكالة "الأناضول"، بأن مقاتلات التحالف شنت في وقت مبكر أمس، عدة غارات استهدفت من خلالها مواقع للمسلحين الحوثيين في مديرية الظاهر. كما شن طيران التحالف، خمس غارات جوية على كتيبة للدفاع الجوي قرب حقل صافر النفطي في مأرب.

*العربي الجديد

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن