الغفوري: الحوثي يدفع بأنصاره الى المحرقة والإصلاح يكتم أنفاسه وقيادات الجيش لا زالت تحاول سياسيا

الجمعة 19 سبتمبر-أيلول 2014 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 8429

كتب الدكتور والكاتب اليمني مروان الغفوري اليوم مقالا تناول فيه احداث اليوم في صنعاء وتصعيد جماعة الحوثي الذي الحق بالجماعة نفسها خسائر فادحة.

نص المقال:

الجيش متماسك، وقوي على الأرض. الإسناد الشعبي للجيش كثيف، وفعّال. الحوثي يحاول أن يخوض حرباً مفتوحة بينما تكتفي القوات المسلّحة بإيقاف تحركاته "لم يستطع أن يتقدم شبراً واحداً في شارع الثلاثين، كما حدثني تلفونياً ضابط رفيع قبل قليل".

حشد الحوثي كل ما يقدر، وكل من يقدر، على حشده. المدفعية الثقيلة للإسناد الشعبي لا تزال صامتة. أو: محيّدة رغماً عنها "على سبيل المثال: القبائل الشرسة، كأرحب، تصلها الرسائل من صنعاء: ليس بعد، مواجهات فقط لا ترتقي لدرجة حرب"..

الجنرال محسن قال هذا النهار: صبرنا كثيراً، لدينا من القوة ما تكفي لردّهم إلى جبال مرّان. بالموازاة أصدر قائد الاحتياط، الحرس الجمهوري، الجائفي أوامر صريحة: قصف كل منزل تخرج منه النيران. وزير الدفاع يتواجد في المعركة، وكذلك رئيس الجمهورية. تردد قائد المنطقة السادسة واهتزازه، وسلوكه المريب، لم يغير في المشهد الكلّي للجيش الوطني. الأجهزة الأمنية تعلنت جاهزيتها. حتى رشيدة القيلي اشترت كلاشينكوف. لم تشتر رصاصاً.

لم يستطع الحوثي أن يغادر طائفته، لكنه وقف في وجه كل اليمنيين. يواجهونه بوصفة جماعة متمرّدة لا طائفة ولا إثنية.

قدم الجيش اليمني هذا اليوم عملاً عظيماً وشجاعاً. دفع الحوثيون بمجاميع ساذجة إلى المحرقة. قتلوا بصورة مريعة. الحوثي لا يحسب قتلاه، القتلى من ميليشياته.

يبحث الحوثي عن نصر معنوي، نصر تلفزيوني. أنهكته حرب الجوف، دمرت أعصابه، وشوّهت صورة ميليشياته القوية. سيطر على شملان، ليس البارحة ولا اليوم. كانت شملان ضمن خارطته منذ فترة طويلة.

الجيش الوطني يعيش جاهزية قتالية عالية. الرئيس ووزير الدفاع وكبار القادة، كالجائفي، لا يزالون يعتقدون أن الفرصة لم تفت بعد، وأنه لا يزال هناك وقت كافي للمحاولة السياسية قبل إعلان حالة الطوارئ، أي حالة الحرب. في الحرب ستسخدم كل النيران، وستنشط كل الأجهزة وكل الآلات، وسيحدث دمار رهيب، وسيبلغ العويل حدود السماء. الحرب ليست مجازاً. أما الله فيتواجد دائماً إلى جوار المدفعية الثقيلة، كما يقول نابليون.

حزب الإصلاح يضغط على أعصابه ويكتم أنفاسه. ستحدث الخسارة الوطنية العظيمة عندما يقرر هذا الحزب الضخم، أخيراً، أن يوزع على كل أفراده البندقية. لأنه ربما لن يستردها منهم بعد ذلك، ولعشرات السنين. أعرف جيّداً مقدار الجهد الذي يبذله الإصلاح لمنع دخول "جحافله" من خارج العاصمة. فلو حدث ذلك لتحولت العاصمة إلى ركام. أي سندخل مباشرة في طور التشظي التلقائي..

الجيش قوي، ولديه قوة نار، وآلة بطش جبّارة. وهو متماسك، بصورة كبيرة ومعنوياته عالية، ولديه حساسية خاصة ضد الميليشيا الحوثية، وخبرة أليمة، أي ذاكرة من نوع خاص..

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن