قبل ساعات من المواجهة العربية التاريخية الآسيوية ..المنتخبان السعودي والعراقي أتما الإستعداد للنهائي

الأحد 29 يوليو-تموز 2007 الساعة 12 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3831

قبل ساعات معدودة من النهائي الآسيوي المرتقب بين المنتخبين العربيين السعودي والعراقي، سيطرت أجواء الترقب والحذر داخل المعسكرين الذين بدورهما، أنهيا كافة الإستعدادات والتحضيرات النهائية لخوص النهائي الحلم، والذي ينتظره الملايين من العرب، حيث سيكون النهائي هو الثاني في تاريخ المسابقة بين منتخبين عربيين، بعد المرة الأولى التي كانت في عام 1996 بين السعودية والإمارات وانتهى لمصلحة الأولى بفارق ركلات الترجيح. وأنهى المنتخبان العراقي والسعودي تحضيراتهما للنهائي، حيث يأمل كل منهما تحقيق الفوز في مباراة اليوم، للعديد من التطلعات، ففي البداية سيكون الهدف المعلن هو الفوز بلقب كأس آسيا، كذلك التطلع لأحد لاعبي المنتخبين لجوائز أفضل لاعب في البطولة وهداف البطولة، وأيضًا سيكون التطلع نحو تحقيق انجاز اكبر عند التأهل مباشرة لتمثيل القارة الآسيوية في بطولة القارات 2009 التي ستقام في جنوب أفريقيا في شهر يونيو ( حزيران) من العام نفسه. وقد تكون المشاركة العراقية في بطولة القارات عند تحقيق اللقب الآسيوي هي الأولى في تاريخ الكرة العراقية حيث يحقق العراق اللقب القاري الأول. فيما ستكون المشاركة السعودية في حالة تحقيق اللقب الآسيوي هي الخامسة بعد مشاركة المنتخب السعودي في بطولة القارات منذ تأسيسها عام 1992 بفكرة الأمير الراحل فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب السعودية السابق وحتى نسختها الرابعة التي أقيمت في المكسيك، فيما كانت النسخ الثلاث الأولى قد أقيمت في المملكة العربية السعودية.

 في غضون ذلك، وصفت الصحف الاندويسية التي تستضيف بلادها نهائي كأس آسيا، مواجهة الاحد بين السعودية والعراق بأنها ستكون واحدة من ليالي ألف ليلة وليلة، في إشارة إلى الرواية الشهيرة. جاء ذلك في صحيفة الفيزاتور ديلي التي قالت تحت عنون (1001) ان النهائي سيتسم بالطابع العربي وانها ستكون الليلة الألف وواحد والاخيرة ولا بد من أن يسفر الصباح عن بطل آسيوي تحتفل به القارة شرقها وغربها... ولعلّ تواجد فريقين عربيين جعل العناوين كلها تقريبًا تحمل اسماء حكايات عربية ففي صحيفة البوكوس جاء عنوان طريف حمل اسم (بساط الريح) جاء فيه ان المباراة النهائية ستكون اشبه بالحكايات العربية القديمة التي امتعت الناس في كل العالم وترجمت الى عدة لغات ونجزم ان المنتخبين السعودي والعراقي سيمتعان الآسيويين في مباراة تليق بنهائي بطولة اكبر قارات العالم ومن جانبها قالت صحيفة جاكرتا ديلي ان من يتابع المنتخب السعودي يجزم انه الفائز ومن يتابع المنتخب العراقي يجزم انه الفائز ونحن نجزم ان الفائز سيكون الكرة العربية التي اعلنت علو مكاناتها، وأنها وإن غابت فترات تظل في مقدمة الركب علي صعيد الكرة الآسيوية، وأضافت الصحيفة انها المرة الثانية التي يصبح النهائي حكرًا على العرب وان الامر ان كان يمكن قبوله عام 96 فإن ذلك لم يكن متوقعًا في 2007 نظرًا لتطور الكرة في شرق آسيا وبخاصة لدي كوريا واليابان ولم يكن احد يتخيل ان كوريا واليابان سيلعبان على الثالث والرابع وقالت الصحيفة دون شك فإن ما حدث في هذه البطولة يجب ان يكون درسًا تعيه شعوب شرق آسيا فالبطولات لا تأتي بالأحلام. 

الصحف السعودية بدورها، خرجت بعناوين براقة ، وطالبت منتخب بلادها بإحراز الكأس الآسيوية الرابعة في تاريخه، وقالت صحيفة " الرياض" في عنوانها الرئيس :" أول نهائي عربي خالص تحتضنه شرق القارة اليوم... منتخب (الأمل) ينشد السيادة الآسيوية بالعراق"، وتابعت :" بآمال عريضة وطموح لاحدود له وثقة تعانق السحاب يدخل منتخبنا المباراة النهائية وتسبقه قلوب السعوديين وكأنها تلامس ارضية الملعب قبله وهي تنتظر منه ان يكمل مسلسل الفرح بحصوله على الكأس الذهبية ليقدمها إلى الجماهير السعودية التي تنتظر عودة الفارس إلى ارض الوطن محملاً بأغلى هدية .. لقد قدم منتخبنا في هذه البطولة مستويات رفيعة صعدت به من الدور الاول بكل قوة وتابع مشواره بالقوة ذاتها، فكل نتائجه حاسمة لاتقبل الشك وبنتائج تؤكد أن امكاناته تؤهله ليكون الاول والافضل بين الآسيويين ولم يتبق إلا أن يتوج ذلك كله بحسم النهائي وتحقيق اللقب الرابع وعندها سيكون منتخبنا قد تسيد عمليا الكرة الآسيوية وتزعم منتخبات القارة الأكبر في العالم ولن تكون الزعامة جديدة او غريبة فهو قد فعلها ثلاث مرات من قبل كما انه قادر ان يفعلها مرة رابعة بإذن الله وتوفيقه" .

وأضافت :" جل ما نريده من ياسر القحطاني ورفاقه الابطال ان يعوا ان الفوز لن يكون بعيدا متى ما لعبوا بالروح والحماس نفسهما اللذان لعبوا بها امام كوريا واوزباكستان والبحرين واليابان الروح الجديدة والحماس المقرون بالعقلانية والأداء العالي والاهم احترام الخصم وعدم التراخي والركون إلى الافضلية ايًا كان جانبها .. فالخصم منتخب عنيد وقوي وصلب ولديه عناصره القادرة على استغلال اشباه الفرص وتحويلها إلى أهداف .. نجزم اننا بتنا لا نشكوا من شيء في ظل وجود حارس واثق ودفاع صلب ووسط يتقن دوره بشقيه الهجومي والدفاعي إلى جانب الهجوم الفعال كما ان جميع اللاعبين جاهزون من الناحيتين الصحية والفنية لكن تبقى هذه التوليفة الرائعة بحاجة إلى لمسات المدير الفني الخبير وان كنا لا نشكك في هذا الجانب بعد ان اثبت انجوس عمليًا ان اسعاد الجماهير السعودية على رأس قائمة اهتماماته ولقد قالها في اكثر من مناسبة دعوني اعمل بهدوء من اجلكم وسترون النتيجة وحتى الآن رأينا التحول الكبير الذي احدثه وننتظر النتيجة السعيدة ان شاء الله" .

وعلى الجانب الآخر، يبدو ان العراقيين منقسمون بين الترقب والأمل عشية المباراة النهائي لكأس آسيا الرابعة عشرة في كرة القدم المقررة اليوم الاحد بين العراق والسعودية في جاكرتا وذلك على ضوء الصراعات الطائفية التي تعيشها البلاد منذ نحو 4 اعوام. ويتابع العراقيون باهتمام كبير مشاركة منتخب بلادهم في النهائيات الآسيوية منذ انطلاقها وكانوا يحتفلون عقب كل فوز علمًا ان فرحتهم بتأهل العراق الى الدور نصف النهائي الاربعاء خلفت 50 قتيلاً و126 جريحًا، إثر انفجار سيارتين مفخختين.

يذكر ان العراق بلغ المباراة النهائية للبطولة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه اثر فوزه على كوريا الجنوبية 4-3 بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي الأربعاء في كوالالمبور، وهو سيلاقي السعودية في النهائي. ويضم المنتخب العراقي، الذي بلغ نصف نهائي دورة الالعاب الاولمبية عام 2004 في اثينا، لاعبين مميزين اكرادا وسنة وشيعة.

وفي حال توج المنتخب العراقي باللقب، فإن ذلك سيكون مناسبة جديدة للاحتفال ونسيان النزاعات وحمامات الدم التي تغرق فيها البلاد منذ 2003. لكن على الرغم من أجواء الحرب والدم، فإن المنتخب العراقي لكرة القدم يحمل شعار الوحدة المنسية ويضم حوله جراح البلد الممزق".

ولم تستثنِ الحرب لاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم حيث ان بعضهم يعيش في الاردن، فيما اختار البعض الاخر العيش مع عائلاتهم في اماكن امنة مثل كردستان المستقلة.ويؤكد عدد كبير من اللاعبين انهم فقدوا افراد عائلاتهم بسبب اعمال العنف، بيد انهم اكدوا بانهم فخورين بتمثيل العراق في البطولات الدولية والقارية.