عامان على انضمام علي محسن الأحمر للثورة - مقال رأي -

الخميس 21 مارس - آذار 2013 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- خليل العمري
عدد القراءات 4523

 

قبل عامين من الآن 21مارس الذي يشهد فيه العالم "بداية الربيع" ،يعيش فيه اليمنيون لحظة اعادة الكرامة التي اغتالها ملثمون يتبعون علي صالح ، حينها ظهر علي محسن الرجل الأبرز في الجيش على شاشة الجزيرة ليقرأ بيان إنضمام أعتى جنرالات الجيش اليمني ويلقي بصالح وعائلته في حفرة ضيقة ويصبح في ما بعد أهم بيان ناصع في تاريخ الثورة .

ظهر الجنرال الذي وصفه مندوب اليمن لدى جامعة العربية الدكتور عبدالملك منصور ب "طنطاوي اليمن " في لحظة مفصلية ليقرأ بيان النعي الأخير لعائلة أحكمت السيطرة على بلد وصف يوماً بالسعيد قال محسن على شاشة الجزيرة في ذلك الصباح " نزولاً عند رغبة زملائي وابنائي في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الاولى المدرعة، وأنا واحد منهم، أعلن نيابة عنهم دعمنا وتأييدنا السلمي لثورة الشباب السلمية". وأضاف "سنؤدي واجباتنا غير منقوصة في حفظ الامن والاستقرار".

انتشرت قوات الجيش المؤيد للثورة على حدود ساحة التغيير لتزيح رجال القتل العائلي الذين كانوا يمارسون أبشع الجرائم بطريقة رسمية ، بدأ الجيش اليمني الحر بحماية جمهورية التغيير وشبابها العزل من زوار الليل ، فرض جيش الثورة حظراُ على صالح في منطقة صغيرة أطلق عليه فيما بعد لقب "حاكم السبعين" .

بدأت سيول الإنضمامات تتدفق الى الثورة الجريحة بفلذات أكبادها الذين وضع صالح مع الأحول أبرز رجالاته حداً لربيعهم ، لم تتوقف نشرات أخبار لتلفزيونات الإخبارية عن إعلان بيانات الإنضمام للثورة ، انهار التحالف الذي بناه رجل وصف نفسه ب"الراقص على رؤوس الأفاعي " ووصفه شعبه ب "تيس الضباط" ، بناها من مزاوجة المال والسياسة.

القادة العسكريون وأعضاء مجلس النواب والدبلوماسيون وعدد من الوزراء ووكلاء المحافظات ورجال الأعمال وأعضاء برلمانيين وقيادات في حزب صالح وزعماء القبائل ، رددوا مع قيادة الجيش اليمني "نعلن دعمنا وتأييدنا لثورة الشباب السلمية ".

يصف سلطان البركاني رئيس كتلة حزب صالح البرلمانية والمقرب منه أن لحظات انضمام اللواء محسن وزملائه قادة الجيش للثورة من اصعب اللحظات التي مرت عليه وعلى زعيمه أثناء الثورة الشعبية السلمية.

يضيف الرجل الذي يصفه شباب الربيع اليمني ب"قالع عداد العائلة " في حوار تلفزيوني " ذهبت لصالح بعد أربع دقائق من إعلان قائد المنطقة الشمالية الغربية وقادة عسكريين كبار لتأييدهم لمطالب شباب الثورة، وجدته في حالة من الهيستيريا ويمسك بيديه على رأسه وهو يصرخ "خيانة.. خيانة".

كان ينظر الرجل الى الإنضمام لثورة الشعب على انه خيانة ، فيما اعتبرها الشعب وأبرز نخبه منهم الدكتور ياسين نعمان في تصريحات لجريدة السفير حينها بأنها "موقف تاريخي مشرف".

ظهر محمد قحطان القيادي في المشترك على التلفزيون حينها وقال ان صالح لم يعد لديه شيء بعد انضمام ابرز قادة الجيش للثورة واصفاُ إياه بانه يتصرف كقائد عصاية يختطف مجموعة من المدنيين في منطقة صغيرة تبلغ مساحتها 2 كيلو متر شحنها بكل ادوات الحرب الثقيلة وبطاريات الصواريخ ، يتعامل بمنطق منتحر "فاوضوني والا فسأحرق الأرض من تحت أقدامكم".

محمد علي محسن قائد المنطقة العسكرية الأوسطى وحميد القشيبي قائد اللواء 310 وقادة عسكريون وقفوا الى جانب مسيرة الخلاص التي دشنها شباب الثورة لينبلج الفجر ويضعون جداراُ عازلا لمجازر رهيبة كتلك التي تحدث في سوريا ، حين وجه الجيش قذائفه الى صدور شعبه .

يشيد الكاتب والصحفي اليمني أنيس منصور بحنكة الجنرال القوي الذي تجنب كل المحاولات الرامية لاشعال الحرب والمواجهات بين "قوات الفرقة المنضمة للثورة والحرس الذي يتزعمه نجل صالح" وحافظ على سلمية الثورة بكل ذكاء".

يضيف "تمكن محسن من تحقيق الكثير من النجاحات بهذا الصدد ابتداءا من توقيع المبادرة وانتهاءا بما تشهده البلاد من حالة استقرار نسبي في ظل حكومة الوفاق الوطني وهنا كـ الكثير والكثير من المواقف التي جسدها علي محسن في الواقع "..

ويرى منصور في الذكرى الثانية لإنضمام الجيش أن محسن ساهم في اقناع الغالبية العظمى من القادة والضباط في مختلف الوحدات العسكرية وذلك للانضمام الى ركب الثورة واسقاط شرعية نظام صالح الاسري المستبد ، ورفض قمع الثوار والبقاء مع صالح رغم كل المغريات ، كما تعرض لعدد من محاولات الإغتيال.

الصحفي علي الجرادي يرى أن علي محسن لا يمثل نفسه فقط ، بل يعتبره مزيج من تحالفات سياسية وعسكرية وقبلية ودينية وقوى إقليمية ، يضيف "علي محسن يمثل جبهة قوى الثورة ".

في منتصف يونيو من العام الفائت وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قائد أنصار الثورة السلمية اللواء محسن بالرجل القوي الذي أسقط مشاريع التوريث والتمديد العائلي، وانه يواجه نفوذ نجل صالح الذي يشاهد زوالاً تدريجياً لإمبراطورتيه التي تبلغ من العمر 33 عاما.

يشير الكاتب والمحلل السياسي منير الماوري الى أن شهداء جمعة الكرامة وحدهم استطاعوا بدمائهم الطاهرة إخراج اللواء علي محسن من صبره على زعيم بلا حياء أمتهن الكذب والخداع طوال فترة حكمه.

اذن ، عامان على تدشين مسيرة تحطم نبوءة صالح بالحرب الأهلية على جدار جيش الشعب الوطني الذي يخوض في هذه الفترة معركة التئامه وبنائه من جديد بعد ان مزقته العائلة الحاكمة .

عامان على تجنيب اليمن سيناريوهات ليبيا وسوريا والتي رفض جنرالات جيوشها النظر ولو بعين واحدة الى تضحيات شعوبهم ، يمارسون القمع الوحشي بالآف الطرق على شعوب تناضل من أجل الخلاص من جلاوزة ديكتاتوريات العالم.  

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن