مأرب برس ينشر النص الكامل لكلمة رئيس حزب الإصلاح في مؤتمر الحوار الوطني

الأربعاء 20 مارس - آذار 2013 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 3394



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخوة والأخوات
لقد مثل افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل بالأمس وبالتزامن مع ذكرى شهداء جمعة الكرامة، لحظة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر، بما يمثله ويجب أن يمثله من بداية لتحول حقيقي وفعلي نحو إعلاء قيم التعايش والتسامح والقبول المتبادل ببعضنا البعض، فأعناق اليمنيين أجمعين تشرئب إلى هذا المؤتمر الوطني، إلى هذا الجمع الكريم، وتنعقد آمالهم عليكم بأن تشكلوا جسر عبور آمن لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي، ويفتح الأبواب مشرعة لمعالجة الفقر والبطالة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، والانتقال باليمن إلى القرن الحادي والعشرين.
الأخوة والأخوات
إن إيماننا بالحوار كمبدأ ونهج حضاري وقيمة وطنية وسياسية وأخلاقية يحتم علينا أن نرتفع فوق آلامنا وجراحنا، وفوق مصالحنا وأهوائنا الذاتية أو الحزبية وأن نعمل معا وبروح الفريق الواحد كشركاء في هذا الوطن، فنتحاور ونتناقش ويستمع بعضنا إلى بعض، بعيداً عن أي ادعاء بامتلاك الحقيقة والصواب وبعيداً عن التشبث بالآراء والأهواء القائمة على ممارسة إما رأيي ومطلبي أو الطوفان، وأن نجعل اليمن واليمن وحدها نصب أعيننا وأن نتخلى عن أي شروط مسبقة إلا شرطاً واحدا ألا وهو العمل على تحقيق آمال وتطلعات شعبنا في العدالة والحرية والعيش الكريم.
ان الحوار الجاد يعني استماع وتقليب مختلف وجهات النظر والآراء والأطروحات والمقترحات على أساس من الاحترام المتبادل بعيداً عن أساليب العنف وحمل السلاح لفرض المواقف والآراء بالقوة بغية تلمس القواسم المشتركة بحثاً عن انضج الحلول وأمثل السبل وأقوم الطرق لمعالجة مختلف المشكلات والقضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية، وإرساء مداميك وأسس بناء الدولة الوطنية على قاعدة ونهج الديمقراطية ومبادئ الحكم الرشيد وصولاً إلى يمن جديد يمن ديمقراطي موحد يتسع لكل أبنائه وتتحقق فيه المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية يمن لا مكان فيه للظلم والقهر والإقصاء والاستبداد ولا للأثرة أو الاستحواذ من أي جهة أو قبلية أو أسرة أو فرد أو حزب، يمن يتساوى فيه كل أبناء اليمن، يمن تكون فيه السلطة والثورة دولة بين كل أبناءه، اليمن الذي حلم به أحرار اليمن من ثلاثينيات القرن الماضي، ولأجله انطلقت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في فبراير 2011م.
إن الحوار الوطني المثمر لن يتحقق إلا بالبعد عن المهاترات والمعارك الكلامية والمناوشات الفكرية التي لا معنى لها، إذ لم يعد اليمنيون اليوم يتحملون مزيداً من المتاريس الفكرية والسجالات حول المصطلحات والتعبيرات، وإنما المهم هو جوهر ومضمون ودلالات هذه التعبيرات وانعكاساتها الإيجابية على حياة الناس وأحوالهم.
الأخوة والأخوات
إن مما يؤسف له ويحزننا أشد الحزن أن لا يمثل التمثيل اللائق في هذا المشهد المهيب وفي هذا المؤتمر الحواري الهام، شباب وشابات الثورة الشعبية الشبابية السلمية، الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم رخيصة في سبيل هذا الوطن والمستضعفين من أبنائه، فهبوا إلى ساحات وميادين الحرية والتغيير مرابطين وصابرين، محتسبين وتلقوا بصدورهم العارية رصاصات وقذائف الظلم والعدوان والبغي.
إن أولئك الشباب الأطهار الذين ما خرجوا يدافعون عن مصالح خاصة، ولم تحركهم مطامع أو مغانم يرجونها بل كانت المقاصد والغايات الدينية والوطنية هي دافعهم وزادهم ووقود حركتهم، ما كانوا يريدون سوى الحرية والكرامة والعدالة لأبناء وطنهم أجمعين، لقد واجهوا بصدورهم العارية وبكل شجاعة جرأة آلة البطش والقتل والفتك، لا هدف ولا غاية لهم سوى أن ينعم هذا الوطن بدولة ديمقراطية يسودها العدل ويحكمها القانون، إنهم حقاً أنبل وأطهر ما في مجتمعنا اليمني، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، سواء ظل مرابطاً في ساحات وميادين الحرية والتغيير أو منخرطاً في نسيج المجتمع يراقب وينتظر ويتوثب وكلهم عزم وثبات ومضاء وتصميم حتى يكتمل النصر وتتحقق أهداف الثورة وتتحقق العزة والكرامة لكل أبناء اليمن.
الأخوة والأخوات
سيظل شباب وشابات الثورة بأيديهم الطاهر وبطونهم النظيفة وعقولهم النيّرة وضمائرهم النقية، وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الله ثم الوطن، هم حصن حاضرنا وحلم مستقبلنا وشموخنا الذي نعتز به وهاماتنا التي طاولنا ونطاول بها غيرنا من الشعوب والأمم، لن ننسى شهداء جمعة الكرامة ولا الذين سبقوهم أو لحقوا بهم، تعصرنا المرارة ويلفنا حزن عميق لضعف حضور شباب وشابات الثورة عن مؤتمر الحوار الوطني، كيف حصل هذا وهم أهله، وأقصوا منه وهم صانعوه، ماذا جرى حتى يقصى الذين قلبوا الطاولة على رأس نظام الإقصاء والأثرة والاستبداد والتوريث، لم لا نرى في هذا الجمع هامات وقامات اليمن الشامخين في ساحات وميادين الحرية والتغيير شموخ الرواسي، فلا شمسان نرى ولا عيبان نبصر، وهل من السهل هكذا أن يغيب عيبان الأشم يا ألله إنها أسئلة محرجة لا نجد من إجابة عليها سوى الاحساس بالمزيد من الغصة والمرارة والألم.
الأخوة والأخوات
إنني وإزاء هذا المشهد الأليم الذي لا أستطيع تصويره والتعبير عنه لا يسعني إلا أن أعلن أمامكم تنازلي عن عضويتي في مؤتمر الحوار الوطني لأحد شباب الثورة المرابطين في ساحات وميادين الحرية والتغيير، تاركاً اختياره للشباب أنفسهم، فلعل نفسي المكلومة تجد في هذا بعض عزاء.
إخواني الممثلين للتجمع اليمني للإصلاح سيواصلون جلسات هذا المؤتمر الحواري..
أسأل الله عز وجل لكم التوفيق جميعاً..

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن