اعترض على عدم تمثيل أبناء صعدة وتضمين قوائم أسماء من خارج الساحات وحرمان الجرحى وذوي الشهداء

الأحد 17 مارس - آذار 2013 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 12030

أكد حميد بن عبد الله الأحمر عدم مشاركته في جلسات أعمال مؤتمر الحوار الوطني المقرر يوم الاثنين 18 مارس 2013 بالعاصمة صنعاء ، مرجعا ذلك الى ان قرارات تشكيل مؤتمر الحوار واقرار نظامه الداخلي تضمن عدد من المخالفات التي تتعارض مع بنود ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأهمها؛ عدم تمثيل أبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها , وتضمين قوائم الشباب والمرأة أسماء من خارج الساحات، الحرمان المتعمد لحق الجرحى وذوى الشهداء في تصدر هاتين القائمتين، وحرمان العديد من القوى والفعاليات والفئات من التمثيل، وقبول ممثلين لبعض الجهات بشكل يتعارض مع المبادئ الأساسية للمبادرة والآلية التنفيذية، وما وصفها بـ"وجود ثلمات واضحة وخطيرة في النظام الداخلي للمؤتمر وآلية سير عمله , مع وضع الكثير من العقبات والصعوبات المتعلقة بتعديل هذه الثلمات والأخطاء".

وحسب بيان لمكتب حميد الأحمر تلقى "مأرب برس" نسخة منه، ربط الأحمر مشاركته بمعالجة تلك المخالفات راجياً "أن لا تسفر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني عن مزيد من التعقيد لمشاكل اليمن في حال لم يتمكن من حلها".

نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) صدق الله العظيم .

لقد مثلت دعوة احزاب اللقاء المشترك منتصف العام 2007م الى التشاور الوطني على طريق الحوار ادراكاً مبكرا من قبل اللقاء المشترك بأهمية الحوار كقيمة انسانية وكآلية كفيلة بإيجاد الحلول اللازمة للقضايا الوطنية اذا توافرت النوايا الصادقة من قبل جميع الاطراف , وقد اكدت احزاب اللقاء المشترك مصداقيتها في انتهاج الحوار سبيلا لمواجهة التداعيات الخطيرة التي مرت بها البلاد – آنذاك - من خلال تشكيل اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في مايو 2008م بشراكة وطنية صادقة وواعية مع العديد من القوى الفاعلة والشخصيات والقامات الوطنية , وقد اختطت روية الانقاذ الوطني الصادرة عن اللجنة التحضيرية للحوار في 7/9/2009م , والتي شخصت جذر الازمة الوطنية في "الحكم الفردي " اختطت طريق واضح للخروج باليمن من النفق المظلم الى بر الامان عبر اصطفاف وطني قوي يفضي الى تغيير يُعيد الاعتبار لليمن واليمنيين , ويحافظ على مكاسبهم التاريخيه والنضالية ويهيئ لحوار وطني شامل لا يستثني احد يصوغ اليمانيون من خلاله ويتوافقون على اسس بناء الدولة اليمنية الحديثة المحققه لأمالهم وتطلعاتهم في الامن والاستقرار والحرية والعدالة والمساواة.

ولقد تمكنت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني (والتي مثلت ما أصبح يُعرف بالمشترك وشركاؤه ) بفضل ذلك الزخم الجماهيري الذي اكتسبته والدعم القوي من قبل احزاب اللقاء المشترك .. تمكنت من تفويت الفرصة على النظام السابق من الالتفاف على الحوار الوطني وتمييعه في حوارات شكلية ومتعددة اعلن عنها وحاول السير فيها مما اضطره في الاخير ان يوقع في 17/7/2010م وبرعاية دولية اتفاق للدخول في حوار جاد ومتكافئ مع المشترك وشركاؤه (التحضيرية للحوار الوطني) من خلال تشكيل لجنة المأتيين التي سرعان ما ادرك النظام السابق انها تسير وبشكل جاد نحو تعريته وإيقاف سيره الجموح نحو مصادرة ماضي وحاضر ومستقبل اليمنيين حتى سارع الى نقض عهده وإيقاف عمل لجنة المأتين والإعلان صراحة انه لن يستمر في الحوار الوطني والسير علنا في محاولة اجراء تعديلات دستورية منفردة تسهل له تحقيق اهدافه في التمديد والتوريث , فكان إطلاق الدعوة الشهيرة من(المشترك وشركاؤه) للهبة الشعبية في ديسمبر 2010م ,بمثابة الشرارة الحقيقية لثورة فبراير 2011م المباركة.

ومن هنا فمن الطبيعي والمنطقي ان تأتي المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة الموقعة من قبل طرفا الحوار الوطني (المشترك وشركاؤه والمؤتمر وحلفاؤه ) مؤكدة على اهمية الحوار الوطني الشامل وتضع العديد من ضوابطه ومعاييره , بل يمكن القول ان المبادرة والآلية تكاد تنحصر في ثلاثة محاور رئيسية :

- تلبية مطالب جماهير الشعب اليمني في إحداث التغيير والانتقال السلمي والسلس للسلطة .

- ضوابط ومتطلبات إدارة الفترة الانتقالية من قبل رئاسة الدولة وحكومة الوفاق الوطني بما فيها متطلبات أمن وسلامة اليمن واليمنيين ومتطلبات العدالة الانتقالية .

- الحوار الوطني الشامل كقاعدة أساسية لحل الخلافات والاختلافات,والاتفاق على أسس بناء اليمن الجديد والحفاظ على مكتسباته .

-وكم شعر اليمانيون بالتفاؤل عندما وجدوا الخطاب الرسمي يؤكد على جدية الدولة في السير نحو حوار وطني جاد وفاعل وشامل لا يستثني احد ولا يلغي أحد , حوار وطني قادر على اعادة الحقوق لأصحابها وإعادة الامور الى نصابها .

وبالرغم من التحفظات الكثيرة والمؤشرات المقلقة لأداء اللجنة الفنية للتحضير والإعداد للحوار وآلية تشكيلها , إلا ان الكثيرين ( وأنا أحدهم ) ظلوا يعولوا بعد الله سبحانه وتعالى على ان عمل اللجنة الفنية للتحضير والإعداد للحوار وفقا للقرار الرئاسي بتشكيلها سيُعرض في نهاية المطاف على رئيس الجمهورية والذي له حق قبوله او رفضه او اجراء ما يلزم من التعديلات عليه , وبالتالي فقد دأبت شخصيا كما دأب غيري من المخلصين على متابعة اعمال اللجنة الفنية للتحضير والاعداد للحوار, وتقديم النصائح المتتالية للأخ الرئيس لتلافي اوجه القصور التي كانت تظهر وبما يساهم في ضمان ان لا تخرج جهود الاعداد والتحضير للحوار , او ان تتعارض مع مقاصد وضوابط ومضامين الحوار التي يحتاجها اليمن والتي تبنتها وحددتها المبادرة والآلية , وقد كان الاخ الرئيس يتلقى معظم هذا الملاحظات والآراء بايجابية ويعد باتخاذ ما يلزم إزائها .

إلا انه ومن المؤسف ان تتضمن قرارات تشكيل مؤتمر الحوار الوطني وإقرار النظام الداخلي الصادر يومنا هذا السبت 16/3/2013م عن الاخ رئيس الجمهورية العديد من التجاوزات والمخالفات للمبادرة والآلية شكلا ومضمونا .

- فمن حيث الشكل .. خالفت القرارات نص المادتين (18) و (21) من الالية التنفيذية اللتان توكلان للرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني مجتمعين ( وليس الرئيس منفردا ) مهمة التحضير والدعوة لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل .

- اما من ناحية المضمون فقد احتوت القرارات عددا من المخالفات لمواد ومضامين ومقاصد المبادرة والالية التنفيذية , منها على سبيل المثال لا الحصر .. ما يلي:

*عدم منح أبناء محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها من المتضررين من جماعة الحوثي أي تمثيل في المؤتمر على الرغم من تسليمهم لقوائم مرشحيهم للأخ رئيس الجمهورية , مع ان تمثيلهم أمر اساسي لضمان بحث المؤتمر للبند رقم ( 19/ ث) المتعلق بأسباب التوتر في صعدة مع ملاحظة ان العدد الذي أُعطي للأخ الرئيس مخصص اساساً لتمثيل الجهات والفئات التي لم تُمثل وفي مقدمتها ابناء صعدة والعلماء والمشايخ وهو ما لم يتم .

* تضمين قائمة ممثلي الشباب والمرأة بالعديد من الاسماء التي لا تنطبق عليها المعايير المتفق عليها , والتي لا علاقة لها بساحات الثورة , وكذا الحرمان المتعمد لحق الجرحى وذوى الشهداء في تصدر هاتين القائمتين.

* حرمان العديد من القوى والفعاليات والفئات من التمثيل ..

* قبول ممثلين لبعض الجهات بشكل يتعارض مع المبادئ الاساسية للمبادرة والآلية التنفيذية .

* وجود ثلمات واضحة وخطيرة في النظام الداخلي للمؤتمر وآلية سير عمله , مع وضع الكثير من العقبات والصعوبات المتعلقة بتعديل هذه الثلمات والأخطاء ..

** ولكل ذلك .. وإذا لم يتم معالجة ما سبق بشكل سليم وعادل :

فإنني أعلن عدم مشاركتي في فعاليات مؤتمر الحوار الوطني , مع امنياتي أن لا تسفر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني عن مزيد من التعقيد لمشاكل اليمن في حال لم يتمكن من حلها..

قال تعالى : ( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ) صدق الله العظيم

(الآية 76من سورة ال عمران )

حميد بن عبد الله الاحمر

صنعاء – السبت 16/3/2013

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن