قرارات الرئيس مرسي تثير جدلًا في اليمن

الإثنين 13 أغسطس-آب 2012 الساعة 03 صباحاً / مأرب برس - صلاح القاعدي:
عدد القراءات 10928
الرئيسان اليمني والمصري

خلقت قرارات الرئيس المصري محمد مرسي - التي أحال فيها رئيس المجلس العسكري ورئيس أركان الجيش المصري إلى التقاعد - ردود فعل في أوساط شباب الثورة في اليمن؛ حيث تم عكسها على قرارات الرئيس هادي كنوع من إبداء السخط والسخرية والتبرير لطبيعة المواقف وطبيعة الجيش في كل من البلدين.

ويواصل الرئيس المصري محمد مرسي مفاجآته لشعبه والعالم كرد على استهداف الجنود المصريين في سيناء؛ فبعد أيام من إقالة قادة المخابرات والأمن, قام بعزل كبار قادة الجيش وألغى الإعلان الدستوري المكمل, الأمر الذي يمكن أن يكون خطوة قوية نحو نقل السلطة كاملة إليه كأول رئيس مدني منتخب.

وقد أثرى ناشطون وصحفيون النقاش حول هذا الموضوع، والفرق بين الثورة المصرية واليمنية, ولماذا التغيير في اليمن يمضي ببطء وفي مصر بسرعة البرق!

وفي أول ردود فعل, طالبت المنسقية العليا للثورة الشعبية الرئيس عبدربه منصور هادي بقرارات قوية وحاسمة تعيد المؤسسة الأمنية والعسكرية للشعب اليمني. ويعتبر هذا البيان هو أول بيان يصدر عن كيان ثوري يصدر كردة فعل بعد قرارات الرئيس مرسي.

وفي هذا الجانب نستطلع جملة من وجهات النظر المختلفة عن قرارات الرئيسين؛ اليمني والمصري.

فأشاد الشيخ صادق الأحمر, رئيس تحالف قبائل اليمن, بالقرارات الرئاسية المصرية والتي أحالت قيادات المجلس العسكري المصري الى التقاعد.

واعتبر الشيخ الأحمر قرارات الرئيس المصري استكمالًا للفعل الثوري ووفاءً لشهداء الثورة المصرية التي قامت ضد نظام مبارك في يناير من العام الماضي، مشيرًا إلى أن الثورة المصرية طالبت بتغيير جذري لنظام مبارك بما فيه قيادات المجلس العسكري المصري والذي حكم البلاد في الفترة الانتقالية بعد الاطاحة بالرئيس المصري السابق [في الـ11 من فبراير 2011].

هادي ومرسي.. مقارنة!

الصحفي محمد الجرادي على صفحته بـ«فيسبوك» قارن بين قرارات كل من الرئيس مرسي والرئيس هادي كجزء من حالة التذمر التي يعيشها، وفي هذا السياق كتب: «مرسي جاء من رحم الثورة وبانتخابات انقسم فيها المجتمع المصري إلى نصفين وميزته الوحيدة أنه مؤمن بالتغيير ومستعد أن يدفع ثمن هذا التغيير».

وتابع الجرادي «عبدربه منصور هادي, أمين عام المؤتمر الشعبي العام ونائب علي صالح 17 عامًا, ويستمد قوته من الأمريكان الذين لا يريدون الإطاحة بكامل النظام، رغم أنه مسنود بالثورة وقواها، لكنه لم يستغل هذا بعد.. وباستطاعته يؤسس دولة أفضل من مرسي؛ لأن كل قوى المجتمع متوافقة عليه».

قرارات الرئيس مرسي تدعم قرارات الرئيس هادي

الصحفي محمد العلائي قال على صفحته بـ«فيسبوك» أن قرارات الرئيس مرسي العسكرية تدعم الموقف العسكري للرئيس اليمني هادي «وقد تساهم إلى حد كبير في سرعة إنفاذ قراراته الأخيرة عبر التقليل من أية نوازع ربما راودت وتراود بعض القيادات العسكرية لأي سبب من الأسباب، للممانعة أو التمرد».

قرارات مرسي نحو الدولة المدنية

واعتبر الدكتور محمد الظاهري, القيادي في الثورة الشبابية الشعبية السلمية وأحد جرحى الثورة «قرارات الرئيس مرسي أنها تتجه حثيثًا نحو مَدنيَّة السياسة, وصوب الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة بينما نحنُ في اليمن, ما زالت عسكرة السياسة وتسييس العسكرة هو لسان حالنا».

ووجهة الدكتور الظاهري عدد من الأسئلة إلى شباب الثورة التي قال إنه المعني بالرد عليها «يا تُرى متى سيغادر عسكريونا قصور الحكم باتجاه ثكناتهم ومواقعهم العسكرية؟ ومتى ستتحول جيوشنا؛ من جيوش حكام إلى جيوش أوطان؟!».

طبيعة تركيبة الجيش المصري والجيش اليمني

الناشط السياسي صالح أبو عسر قام بمقارنة بين الجيش اليمني والجيش والمصري وعلاقتهما بتنفيذ القرارات التي يتخذهما كل من الرئيس مرسي الرئيس هادي.

فإن قمنا, والحديث لـ «أبو عسر», بعقد مقارنة بين ما يتخذه الرئيسان اللذان جاءت بهما ثورات الربيع العربي ‘مرسي وهادي’ من قرارات فسنجد:

- قرارات الرئيسين تصب في اتجاه واحد ـ ولو بدرجات مختلفة ـ وهو الاستجابة لرغبة شعوبهما في إحداث نقلة نوعية في عملية التغيير.

- صعوبة تنفيذ قرارات ‘هادي’ مقارنة بـ‘مرسي’؛ نظرًا لطبيعة الجيش اليمني المبني على أسس عائلية وشخصية مقارنة بالجيش المصري الذي بني على قدر لا بأس به من الوطنية.

- قدرة الرئيس مرسي على اتخاذ قرارات فورية على عكس قرارات الرئيس هادي التي تخضع لحسابات كثيرة ومعقدة؛ نظرًا لطبيعة اتفاق المبادرة الخليجية التي وبرغم أنها تدعم قرارات الرئيس هادي إلا أنها تكبله أحيانًا.

وفي الوقت الذي يستقبل الشارع المصري تلك القرارات بالترحيب يبقى الجدل في الشارع اليمني هو سيد الموقف بعد عكس تلك القرارات على الوضع في اليمن بين متذمر من قرارات الرئيس هادي وبين مبرر لطبيعة الجيش اليمني مقارنة بالجيش المصري.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية