آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

ماذا يجول بخلد روسيا إزاء سوريا؟

السبت 30 يونيو-حزيران 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - الجزيرة
عدد القراءات 2772

أوردت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية مجموعة نقاط ترى أنها السبب في موقف روسيا المدافع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذهابها إلى استخدام حق النقض في مجلس الأمن مرتين، لمنع قرارات كان من شأنها أن تسهل عملية إزاحة الأسد عن السلطة.

وتجمل الصحيفة أسباب دفاع روسيا المستميت عن الأسد في الآتي:

مع التغير الجذري لخارطة التحالفات في المشرق العربي، أصبحت سوريا منذ سنين عديدة الحليف الأوحد والقبلة الوحيدة للصادرات العسكرية الروسية في الشرق الأوسط

السيادة

عادة ما يأخذ الروس مبدأ السيادة على محمل الجد، ويرون أن أي تدخل خارجي في سوريا تعد على سيادة دمشق، وسلطة أي دولة في تحديد مسار شؤونها الداخلية بنفسها. ورغم المآخذ التي يأخذها الروس على مبدأ السيادة في ميثاق الأمم المتحدة، فإنهم يرون أن صيانة حرمة الدول وسلطتها على شؤونها الداخلية، هي السبيل الوحيد للوقوف بوجه سيطرة الإمبريالية الجديدة وابتلاع الدول القوية لتلك الضعيفة.

وبناء على ذلك تعتقد روسيا بأن الدول الغربية تخدم مصالحها السياسية في القضية السورية تحت شعار إنساني، وأن التدخل "لحماية" المدنيين سيعرض السيادة السورية للخطر، وترى أن من واجبها العمل على منع مثل تلك الممارسات.

ولكن الصحيفة تعود لتنتقد الازدواجية الروسية، وتقول إن غيرتها على سيادة الدول تتوقف عندما يتعلق الأمر بجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، إذ بعد دحرها لجورجيا في حرب عام 2008 اعترفت بجمهوريتين انفصاليتين هما أوسيتيا وأبخازيا الجنوبية، وبذلك فرضت التفكك على دولة ذات سيادة.

من جهة أخرى يقول خبراء إن الكرملين يخاف أن تستخدم سابقة استخدام القوة لتغيير النظام السوري ضده في المستقبل، وذلك في ظل وجود عشرات الآلاف من المتظاهرين الروس ضد سياسات الكرملين في الشوارع.. قد لا يبدو سيناريو التخوف الروسي أمرا مبالغا فيه.

الأمر الواقع

يوجد لدى روسيا دوافع قوية لتأييد استمرار الوضع الحالي في سوريا، فالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي عقد حلفا إستراتيجيا مع الاتحاد السوفياتي عام 1971، ومنذ ذلك الحين أصبح الاتحاد -ومن ثم وريثته روسيا- المورد الأول للسلاح السوري. ومع التغير الجذري لخارطة التحالفات في المشرق العربي، أصبحت سوريا منذ سنين عديدة الحليف الأوحد والقبلة الوحيدة للصادرات العسكرية الروسية في الشرق الأوسط.

المسيحيون السوريون

ترى الصحيفة أن هذا الموضوع لم يحظ بالاهتمام المطلوب حتى الآن، وهو موقف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي ترى نفسها الحامي لمسيحيي سوريا الأرثوذكس الذين يشكلون نحو 10% من السوريين.

وتنقل الصحيفة عن الخبير في معهد العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي في موسكو فلاديمير إيفسييف، قوله إن "الكنيسة الأرثوذكسية تضغط بشدة على الكرملين ليدافع عن مسيحيي سوريا الذين ضمن نظام الأسد أمنهم طوال السنين الماضية".

انعدام الثقة

لقد أصبحت روسيا في عهد فلاديمير بوتين تفتقر إلى الثقة بدوافع وأداء الغرب. وترى الصحيفة أن موسكو خرجت بتجربة مريرة من عملها مع القوى الغربية في يوغسلافيا السابقة، حيث انتهى الأمر إلى فرض الدول الغربية إرادتها على حلفاء الروس هناك مثل صربيا، وفرض استقلال كوسوفو.

من جهة أخرى صبت الحروب التي قادتها أميركا في العراق وأفغانستان الملح على الجرح الذي تسببه الغرب في الجسد الروسي، حيث تفتقر الحروب الأميركية من أجل تغيير الأنظمة إلى رؤية سياسية.

أما القشة التي قصمت ظهر البعير، فكان إقناع روسيا العام الماضي بعدم استخدام حق النقض في قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي قيل لموسكو بأن هدفه حماية المدنيين، ولكنه تحول فيما بعد إلى أداة لدعم المعارضين المسلحين المناوئين للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

اختلاف في الرؤى

روسيا ترى "الكابوس" الذي يتجسد في سوريا من زاوية تختلف تماما عن الزاوية التي يرى منها الغرب.

يقول الخبراء الروس إن زملاءهم الغربيين أغفلوا تماما الآثار السلبية التي يخلفها تغيير الأنظمة والحكام الشموليين بالقوة، حيث ينتج عن ذلك عادة تعقيدات اجتماعية توقض قيم العصور القديمة التي سبقت التمدن، وانقسامات دينية وقبلية، الأمر الذي يؤدي إلى خروج مظاهرات "تسمى مطالبة بالديمقراطية".

ويقول الخبير المقرب من الكرملين سيرغي مارغوف الذي قدم استشارات متكررة لبوتين، إن "ما نراه في سوريا حالة في غاية الصعوبة وتهدد بتفجر حمام دم.. لا يوجد هناك مثل الأسد.. وإذا ما أزيح فإن الدولة برمتها ستنهار وسيكون لذلك عواقب وخيمة"

وأشارت الصحيفة إلى التخوف الروسي من أي فرصة لصعود "الإسلام السياسي"، حيث تخشى أن ينعكس ذلك إيجابا على سعي أقليتها المسلمة في الشيشان وغيرها من الأقاليم الروسية للانفصال عنها، وتخشى أن تكون إزاحة الأسد فرصة لصعود تيارات تمثل خطرا على الأمن القومي الروسي من وجهة نظرها.

تقييم نظام الأسد

يصر الخبراء الروس على أن الدعم الروسي لسوريا ليس كما يحاول البعض تصويره على أنه دعم قائم على تشابه الأنظمة والعاطفة، ولكنه دعم قائم على تقييم دقيق لنظام الأسد الذي تعتقد روسيا بأنه قادر على الانتصار في النهاية.

ويستند هؤلاء في تحليلاتهم إلى دعم المسيحيين والعلويين والطبقة السورية الوسطى من الطائفة السنية لنظام الأسد، ويقدّرون بهذا الشكل أن الأسد يتمتع بدعم نحو 30% من المجتمع السوري، وعلاوة على ذلك العامل الأهم: الولاء القوي للجيش وقوى الأمن.

وتخلص الصحيفة إلى القول إن روسيا لن تتخلى عن الأسد إلا إذا اقتنعت بعدم وجود أي حلول قد تنقذه كما حدث في الملف الليبي، حيث بقيت روسيا تؤيد القذافي حتى آخر لحظة، ولكن بعد مقتل الأخير بدّلت من لهجتها سريعا واعترفت بتحالف الثوار الذين أسقطوا القذافي.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة