الصبيحي يدعو لحوار جنوبي جنوبي وشمالي شمالي قبل مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني

الجمعة 15 يونيو-حزيران 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ صنعاء/ أنور حيدر
عدد القراءات 7332

  

حذر الناشط السياسي في الحراك الجنوبي، الدكتور علي محمد الصبيحي من اختيار قيادات جنوبية مقيمة في صنعاء وليس لها أي فعل سياسي في الميدان الجنوبي للمشاركة في الحوار الوطني، واعتبر أي إجراء من هذا القبيل استخفافا بالحوار الوطني.

وقال الصبيحي خلال ورشة العمل الأولى لإعداد رؤية حول قضايا مؤتمر الحوار الوطني: «نريد الحوار مع قيادات الحراك الفعليين، ومن يريد أن يعرفهم فعليه الذهاب إلى الجنوب».

وقدم الصبيحي خلال الورشة -التي نظمها التكتل الأكاديمي للتغيير والإنقاذ الوطني، والمنظمة العربية للحوار والتنمية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت- ورقة عمل بعنوان «القضية الجنوبية والحوار الوطني، ومواقف قيادات الحراك الجنوبي من الحوار الوطني».

وشدد الصبيحي على عدم الاستخفاف بآلية اختيار المشاركين أو فرضهم لتمثيل الجنوب في الحوار باسم جهات محددة من قبل أطراف داخل النظام أو شركاء النظام بشقيه المنشق والحالي والحكومة الانتقالية، وقال: «نلمس بأن هناك توجها لاختيار شخصيات باسم الجنوب ليس لها حضور في الساحة والحراك أو لها وزن»، مدللا على ذلك بمؤشرات قال بأنها ظهرت وتدل على اختيار أشخاص ليس لهم علاقة بالحراك الجنوبي السلمي وليس لهم علاقة بمناطقهم وقراهم في الجنوب، ولا يستطيعون حتى التواجد في الساحة الجنوبية بسبب مواقفهم السلبية من مطالب أبناء الجنوب وولائهم لإرضاء من وصفهم بـ«أولياء النعمة في صنعاء».

وقال الصبيحي: «إن الذين يمثلون قضية الجنوب هم من الحراك الذي له عنوانه وبرنامجه وأغلب قيادته ممن كانوا معتقلين في السجون ومنهم من حكم عليهم ومنهم من شرد ومنهم من لازال مطلوبا، وهؤلاء هم أصحاب الفعل السياسي في الجنوب وموجودون في الميدان وليس من المعقول أن يؤتى بأشخاص مقيمين في الخارج أو في الداخل (صنعاء) أو أشخاص جاءوا من أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق ولا وجود لهم في الميدان، حسب وصفه.

وأضاف الصبيحي: «إن تجاهل الأشخاص الذين يمثلون الحراك أو الذين لهم حضور في الميدان سيكون له انعكاسات سلبية»، مؤكدا بأن هناك أطرافا تريد أن تستفز الحراك الجنوبي وتصطاده وتدفعه للعنف وتجعله يلجأ لحمل السلاح لتطلق عليه صفة منظمة إرهابية ومسلحة».

واشتاط الصبيحي غضبا وهو يقول: «على هذه الأطراف (لم يسمها) نقول للصبر حدود وأن عليهم أخذ قضية الجنوب مأخذ الجد من حيث خصوصيتها وأهميتها ولن نقبل أن يتحول حراكنا السلمي إلى حراك مسلح».

ودعا الصبيحي إلى التحضير لمؤتمر الحوار الوطني تحضيرا جيدا، وقال بأن فشل الحوار سيؤدي إلى كارثة أخرى، معتبرا الحوار فرصة تاريخية للتحاور والتصارح والتجاذب والخروج بحلول.

وعن موقف الحراك الجنوبي من الحوار أكد الصبيحي بأن الحراك حدد موقفا إيجابيا من الحوار القادم لقناعته بأهمية الحوار في حل القضايا المعقدة في اليمن، وحول التجاذب الجنوبي الجنوبي حول الحوار الوطني، اقترح الصبيحي أن يتم أولا حوار جنوبي جنوبي حول الموقف من المشاركة في الحوار وماذا سيطرح الجنوبيون في هذا الحوار وإلى من سيقدمون طرحهم ورؤيتهم للحوار إضافة إلى تشكيل هيئة جنوبية تضم القوى الوطنية الجنوبية المؤمنة بالقضية الجنوبية والمقتنعة بأهداف ومطالب الشعب الجنوبي المتمثلة فيما يطرحه الحراك الجنوبي المعبر عن القضية الجنوبية، وقال بأن الأمر يتطلب أيضا حواراً شماليا شمالياً ليرى ماذا سيقدم الطرف الشمالي من تنازلات من أجل هذه الوحدة التي يتغنى بها البعض ويربطها بمقدار المصالح والغنائم التي اكتسبها البعض بطرق غير شرعية في الجنوب.

وأضاف الصبيحي بأنه لو تم تقييم دقيق للمرحلة الماضية ونقد سلبياتها واعتراف بحجم الجرائم التي ارتكبت بحق الجنوب والوحدة يمكن أن يحدث حوار وطني يستند على قاعدة وأرضية وبيئة ملائمة للحوار تفضي إلى تشخيص عملي وسياسي للأزمة الحالية وطرح الحلول والمعالجات لها.

وفيما يخص الحلول المقترحة للقضية الجنوبية في أطار الحوار القادم شدد الصبيحي على ضرورة اتخاذ عدة قرارات وخطوات من السلطة وحكومة الوفاق لخلق انفراج سياسي يسهم في خلق أجواء مناسبة تساعد على تشجيع الطرف الجنوبي لدخول الحوار، ومنها الاعتراف بوجود قضية جنوبية كقضية سياسية لشعب دخل وحدة مع شريك آخر اسمه الشمال، والاعتراف بالأخطاء والجرائم التي ارتكبت بحق الجنوب وطرح المعالجات لها والاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير ما يرونه مناسبا لحل قضيتهم العادلة بما فيها تقرير المصير عبر استفتاء وتحت إشراف دولي والكف عن ملاحقة قيادات الحراك الجنوبي ورفع الملاحقة القضائية والسماح لهم بالسفر لأجراء حوارات مع القيادات الجنوبية في الخارج وكذا إلغاء القرارات الرئاسية التي تضمنت منح الأراضي والعقارات في الجنوب للمتنفذين والتوجيهات الصادرة بمنح فرص استثمارية احتكارية في مجال النفط والغاز والخاص بعائلات محددة وشخصيات قبلية معروفة وإعادة دراسة الكثير من فرص الاستثمار الاحتكارية في مجالات النفط والغاز والأسماك والخدمات النفطية وغيرها.

واستغرب الصبيحي من الشروط التي تطرح قبل الحوار، وقال بأن طرح الشروط المسبقة لا تساعد على حوار شفاف ولا تحقق انفراجا سياسيا ولا توفر مناخاً ملائماً لأجراء حوارات وتخفيف الاحتقانات الموجودة حاليا.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن