ناقش منتدى الدكتور غالب القرشي اليوم الأحد (الحركة الحوثية وعلاقتها بالمذهب الزيدي) في الفعالية التي استضاف فيها كلاً من الدكتور محمد الوزير الوقشي والأستاذ جلال الجلال والدكتور عبد الحميد مرشد والأستاذ محمد عزان.

الدكتور محمد الوزير الوقشي كان المتحدث الرئيس في الفعالية حيث تناول في أطروحته مفهوم أهل البيت الذي اعتمدت عليه طوائف وتيارات متعددة من المذاهب، وانحرافها واحتكارها في شخص أو أسرة معينة، ومنه أحقيتها في الحكم وما يترتب على ذلك من المولاة والمعاداة، وأن الفكر الحوثي لا يعمل بالقواعد والأصول التي اعتمدت عليها المذاهب وخاصة المذهب الزيدي، والوضع الحالي صار خليطاً بين الحوثية والزيدية والاثناعشرية.

وتحدث الدكتور عبد الحميد مرشد عن مدى التناسب بين زيد بن علي ومسمى الزيدية في اليمن حيث تظهر مفارقات عند المنتسبين للزيدية في اليمن في أخذهم بأصول وقواعد الإمام زيد بن علي وزادت المفارقة تبايناً لدى الحوثية ، وأضاف أن الباحثين يوصّفون الحركة الحوثية بأنهم جارودية في الموقف من الصحابة، هادوية في الفروع معتزلة في الاعتقاد، وإيرانية الثقافة والسياسة والممارسة، وأكد على ضرورة تظافر الأدوار المختلفة للنخب والإعلاميين والتربويين في تجنب الفكر الطائفي واستمرار التعايش المذهبي في اليمن.

وقال الأستاذ جلال الجلال "ان قضية الإمامة وأحقيتها المزعومة في الحكم والدين هي أساس الجدلية والخلاف" ، ثم فصل في معرض كلامه ما قيل في وصف الظاهرة الحوثية، ومدى توافقها واختلافها مع مجمل التيارات الزيدية من صورٍ للاتفاق والافتراق والمصالحة والتغاضي عن بعض الانحرافات فيما بينها.

الأستاذ محمد يحيى عزان – مؤسس الشباب المؤمن تحدث في مداخلته عن أهمية التوازن والانصاف في الحديث عن هذه القضية وهو ما وجده في أطروحات هذه الفعالية.. حسب قوله، وعن التعامل الحكيم الذي يحدّ من توسع الفكر الحوثي كردود فعل ، ثم أضاف أن الأصول والأسس للدين الإسلامي ومنها كتب الحديث والسنة هي المرجع لجميع المسلمين والمذاهب، كما أن الزيدية تعتمد في أسسها وأصولها وفروعها على الكتاب والسنة، وأن علماء الزيدية قد بينوا حقائق الروافض وانحرافاتهم الفكرية في عديد من مؤلفاتهم، وأشار الى ان المعالجات للانحرافات الفكرية في التيار الزيدي تتم من كتب أئمة الزيدية القدماء، ومن قواعد وأسس المذهب نفسه.

وقال الدكتور غالب القرشي ، ان الناس يتجهون نحو الديمقراطية والتعايش مع الآخر ونبذ الديكتاتوريات ولم يعد مقبولاً من أي فرد أو أسرة إعادة إنتاج الديكتاتورية تحت أي مسمى، وأفاد أن اختيار مثل هذه المواضيع الحيوية إنما يهدف لتحصيص الحق والتبيين والسعي للمّ الشمل ، والمحافظة على التعايش المذهبي الذي تميزت به اليمن منذ قرون.