آخر الاخبار

الكشف عن معلومات هامة تؤكد فشل المليشيات في معالجة مشكلة العملة التالفة وأزمة السيولة - لماذا العملة الجديدة لا توجد في أسواق صنعاء ؟ رعب تحركات أمريكية طارئة تطال رأس مشاط الحوثيين والاخير يستنفر اعضاء مجلسه الانقلابي ويوجه إهانات غير رسمية لجناح مؤتمر صنعاء مركز الملك سلمان يقدم مواشي لـ50 اسرة نازحة فقدت معيلها بمحافظة الجوف لتمكينها اقتصاديا تقرير أممي يقرع جرس الانذار..  ماذا ينتظر ملايين اليمنيين خلال الأشهر القليلة المقبلة ؟ القفزة التقنية القادمة في الهواتف المحمولة.. تقنيات فوق الخيال الحكومة تعلن رسميا .. ماذا يعني زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمحافظة مأرب ؟ بعد تجاوزه قضية الممثلة الإباحية.. ترامب أمام أزمة قضائية جديدة أول رد من نتنياهو على خبر إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة الجيش الإسرائيلي تعرف على الجهات العسكرية والأمنية التي حظيت بتكريم رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال تفقده الجاهزية القتالية في بعض المواقع والجبهات قال أن مأرب بوابة النصر نحو صنعاء.. تفاصيل وصور من لقاء الرئيس العليمي القيادات السياسية والشعبية بمحافظة مأرب

وتفاصيل لا تعرفها وسائل الاعلام عن حياة المواطنين في ظل حكم أنصار الشريعة

السبت 03 ديسمبر-كانون الأول 2011 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- خاص: امجد خشافة
عدد القراءات 17329
 
دبابة استولت عليها القاعدة في مصنع سبعه اكتوبر
 

ليس من رأى كمن سمع ... قاعدة لا تنفك عن أدبيات الصحفي الباحث عن مضان المعلومة في معترك التوظيف السياسي لكل حدث، فالساحة اليمنية تربعت عليها التكهنات أكثر منها للواقع المعاش حتى أصبحت الدول الغربية يجيدون قراءة المشهد اليمني أكثر من اليمنيين أنفسقهم، لا لشيء وإنما لتجردهم للوقع مهما كانت ..له أو علية.

ما يحدث في أقصى جنوب اليمن في مدينة أبين على وجه التحديد لم يكن في منأى عن استغلال الأحداث والمعارك من ذلك النزق الإعلامي، ولهذا كان علينا أن نقترب أكثر في رحلة ليست كما يضنها البعض بتلك الخطورة أو كما رسمت شخصياَ ذلك التصور؛ حتى ملكت الريبة عقلي وأخذت تفكيري، ذالك لأن الملثمين بلثام أسود أو المفجرين الذين رأيناهم كان عليهم أنفسهم في وقت سابق التخفي أو التستر عن أعين الكاميرا والتحرز من تعرضهم لمقابلة صحفي... أما اليوم فقد تركت الأحداث و الثورات مجال واسع للظهور والسيطرة على مساحات واسعة فهو كما قال أنور العولقي ( أن الثورات العربية أتاحت الفرصة للجماعات الإسلامية للتنفس وتوصيل صوتها ...) فضلا عما يحدث الآن من امتلاك أنصار الشريعة مساحات واسعة من عزان شبوة إلى زنجبار أبين، في إطار بيئة اجتماعية يعيشها المواطنون تحت حكم أنصار الشريعة، وهذا محور زيارتنا التي جاءت عن دعوة من أحد أنصار الشريعة بعد أن قرأ لي قبل ثلاثة أشهر دراسة مطولة عن الواقع هناك في إحدى الصحف اليمنية، قال انها مقاربة للواقع عارضاَ على زيارة صحفية واستطلاع ميداني فقبلت الزيارة ... وبدون تفاصيل عن الكيفية وصلنا (عزان )

في عزان

وصولنا إلى مدينة عزان في محافظة شبوة بمعنى الخروج عن نطاق سيطرت الدولة والدخول في الإطار الجغرافي الذي تتواجد فيه جماعة أنصار الشريعة الممتدة من عزان الى زنجبار فالحكم أصبح تحت سيطرتهم ...لم نكن نعرف ما لذي عاناه الموطنون هناك من انفلات أمني، تشربت تلك الارض بالسيل الجارف من الاقتتال لينصب في ملتقى عزان ...وهذا ما تلمسناه من المواطنين الذين بدا عليهم البؤس واهلكهم شظف العيش، بينما تمر أنابيب النفط من على أرضهم الجرداء لتروي دول أخرى بثمن بخس دارت خلال السنوات الماضية حراك حول تلك الصفقات المشئومة والزهيدة في بيع الحكومة اليمنية للغاز التي تقدر بمليون وحدة بسعر 3.2 دولار بينما وصل سعر بيع نفس الكمية في دول أخرى الى 11.38 دولار هذه الصفقة تخسر البلاد ما يزيد عن 60 مليار خلال 20 عاماَ .

تعتبر منطقة عزان متنفساَ لأنصار الشريعة ومأوى للمقاتلين العائدين من زنجبار ومع ذالك لم تسلم من القصف الطيراني الذي يتعقب بشكل مستمر لرموز المسلحين فالطائرات الجوية رصدت آخر علمية في منتصف أكتوبر الماضي تمكنت من استهداف مجموعة على الطريق المؤدي الى عزان، والتي ذكرت فيها وسائل الاعلام الأمريكية انه تم استهداف (إبراهيم البناء) مصري الجنسية غير أن الواقع لم يكن متواجد بالأصل حسب ما ذكرته بيانات صادرة عن تنظيم القاعدة، هذا القصف أدى الى تخوف المواطنين فنزح بعضهم الى المدينة تفادياَ لتكرار القصف، ولا يمكن أن يكون كذالك لأن المسلحين توعدوا بضرب أنابيب النفط في حال تكرار أي ضربة من الطيران للمنطقة وهو ما فعلوه مباشرة بعد القصف بثلاث ساعات حتى شكل خطراَ لمصالح الغرب نتيجة للإمدادات في تلك المنطقة المخصصة لدولة فرنسا .

لكن هذا يشكل عبأ الى حد ما لأنصار الشريعة في تواجدهم بكل مدينة، للسكان حتى علق احدهم على ذلك القصف فقال( لو أن امريكا تصنع صواريخ بدون صوت إن شاءت أن تستهدفنا حتى لا يجس الرعب في نفوس المواطنين)

هنا يحاول المسلحون من أنصار الشريعة التواجد الفعلي الذي يقدم خدمة في جميع المجالات للمواطنين ابتداءَ من إرساء الأمن والنزول عند مطالب المواطنين، مقتنعين أن إرساء وتطبيق الشريعة قاعدة لنهوض الأمم مستندين على تطبيق الحدود لاسيما بعد أن شهدت اليمن عامة في جميع المدن انفلات أمني خاصة في المناطق الجنوبية التي تهشمت فيها قوة الدولة بتحريض متزامن ضدها ..، فقد فصلت المحاكم عدت قضايا ظلت سنوات طويلة لم تفصل الا في محكمة أنصار الشريعة حسب ما سيأتي لا حقاَ تفصيلاَ لذالك.

كان وصولنا الى عزان في ليلة مظلمة ما إن انقشع الليل حتى رأينا خلقاَ كُــثر ...دوريات لا تقف ...مسلحين على منافذ المدينة ... كشك واحد تقريباَ يوجد فيه أناشيد جهادية بدون دف ... بنك مقفل فيه ملايين...مليارات عليه حراسة مشددة ..طائرات تحوم كالنحل لاتبرح الأجواء ...الخ

في ذالك اليوم كانت لديهم فعليات ترفيهية وموعد مع منطقة (الرضم ) الواقعة جنوب شرق المدينة على بعد زهاء 30 كيلو متر وعلى مقربة من البحر العربي، كنا معهم بعد عرض الفكرة للخروج ...اقيم فيها حفل بحضور المواطنين، وغلب عليه الفقرات الترفيهية وطابع الفكاهة واختتم بالتعريف عن جماعة أنصار الشريعة، كان الحفل فيه حشد من الناس أحاطوا بهم إحاطة العقد بالمعصم، تعرفت في تلك المناسبة على المنشد الذي يثير بحداة همم المقاتلين ..المنشد الاول في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يدعى أبو هاجر من مدينة حضرموت واحد 62 الذين فروا من سجن الامن السياسي بحضرموت اتهم بأنه ذاهب الى العراق وكانت إدانته أنه يشكل عصابة مسلحة ...مكث بعدها في السجن ثلاث سنوات ثم خرج من السجن بالطريقة التي رويت في شريط قصة النجاة ...ليصبح الآن المنشد الاول للقاعدة في اليمن قال لي أنه كان يكتب القصائد الذي غالباَ ما ينشدها الان على الحائط بجدران السجن ذالك لأن الأقلام ممنوعة أو يحاول حفظها...لم ينسى أبو هاجر جهود الثوار اليمنيين وإكباراَ لصمودهم فيقول أن لديه عدة إصدارات ستخرج للساحة أهدى بنشيد منها الى الثوار في اليمن، كان قد استقطع منه في شريط (أمه واحدة ) الوثائقي آخر إصدارات الملاحم، سأتله عن غرض ذلك أجابني حتى نشعر الآخرين بأننا أمة واحدة لا تفرقنا الأهواء بل تجمعنا الشريعة الإسلامية.

جعار نهاية لتأريخ مرعب

وصلنا بعد رحلة طويلة من عزان إلى جعار بعد مرور ثمان ساعات كاملة كان علينا أنقطع مسافة شاسعة بين المدينتين لنجد أنفسنا في مدينة كانت تربة خصبة لأن يتربا فيها الفساد ويتربع عليها الرعب والقتل ليقطف ثمرتها المرة المواطن،

مدنية جعار إحدى مدن أبين فقد ظلت ردحا من الزمن وهي تعيش حالة من الانفلات الأمني نتيجة لضعف سيطرة الدولة والحكم في مرافق الحكومة وهو ما أدى الى نشؤ عصابات وتكتلات تنتهج أسلوب النهب والتفيد في أموال الناس الذين استضعفوهم فاستغلوها فرصة في حالة انعدام لتواجد الدولة فعلياَ .

تعتبر جعار أول مدينة تسقط بيد أنصار الشريعة التي كانت قاعدة لها لتوزيع مجاميع من المقاتلين الى بقية المدن في محافظة أبين .

فتاريخياَ كانت (جعار)هي ابرز المدن الحاضنة للجهاديين القادمين من افغانستان بعد الحرب ضد الاتحاد السوفياتي نهاية 1998م وحتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، فشكلت مجاميع خفية وقليله وسط مدينة جعار خلال 92 الى 93م كانت خطتهم في البداية هي استهداف نظام الحزب الاشتراكي في الجنوب تبعاَ لقول الشيخ أسامة بن لادن (لا نجوت إن نجى الحزب الاشتراكي في جنوب اليمن )لأنه لا يقل سوءاَ بنظرهم عن الاتحاد السوفياتي نتيجة لقرب الفكر منها ... تم استهداف في تلك الفترة أول عملية نوعية قتل 2 جنود امريكيين كانوا في طريقهم الى الصومال في اطار حملة استعادة الأمل restor hop بعدها توسعت دائرة الجهاديين فأصبح لهم معسكرات في جبل (حطاط) وتم المشاركة في حرب 94م في قتال النظام الاشتراكي لكن هذا فيما بعد لم يكن محل رضا من النظام الشمالي صحاب الشرعية في تلك الأثناء فعندما أعلنت عن (دولة ديمقراطية ) أعلن كذالك ابو الحسن المحضار ورفاقه بمدينة جعار الحرب على النظام الشمالي في عام 1996م كانت الاجواء في تلك الأيام في جعار تشكل بيئة مواتية لتجمعات الجهاديين فتمكنوا من تجييش أنصار حتى أعلن عن جيش عدن ابين في 1998م برآسة ابو الحسن المحضار، وأصبح المحضار بعدها مطلوب لدى الحكومة اليمنية بتهمة اعتراض للسياح فرنسيين وقتل البعض منهم فالقي القبض عليه وحوكم، انتهى الأمر بقتلة سنة 1999م ...،ولكن قتل الأفراد عند الجهاديين يعد سبيل للتمكين ولا يمثل انتهاء جذوة الجهاد بل تبقى الروح التي تشحذ الهمم وذكرى بطل عالقة في ذهن السالكين من بعدة، ولهذا ضلت مدينة جعار في حالة من الشد والجذب حتى جاءت الثورة فكانت اول مدينة يسيطر عليها جماعة أنصار الشريعة .

المواطنون في جعار يحكون عن تاريخ مأساوي في ظل الأمن الهش قبل سنوات مما جعلنا نسأل المواطنين عن ذالك فقال على عبد على أحد المواطنين في جعار كانت المرافق الحكومية بجميع أقسامها تركت الحابل للغالب دون فض للنزاعات المستدامة بين المواطنين فأصبحت الرشوة منتشرة بشكل لا تستطيع التعامل مع جميع مشاكلنا الا بالأموال حتى اذا دخلت السجون لزيارة أحد الأقرباء المسجونين لا تدخل الا برشوة أو لايسمح لاحد ونحن في حالت صعبة من الحياة ولهذا شكل عينا عبأ كبير، ويضيف أما اليوم الى حد ما جيد هناك بعض المساعدات من أنصار الشريعة بداية الامر لكن الآن انقطعت، وأكبر ما نعانيه الآن هي العصابات المسلحة وكثرت السرقات ...،

ويقول المواطن محمد صالح السعدي بائع سلاح السرقة التي وصلت اليها المنطقة لا تقارن، والنهب كان مثالاَ لاسيما من كان يقدم من المناطق الشمالية فكان الناس كالعادة يتوافدون لسوق جعار فنلمس مناطقية من بعض المتنفذين فكان الذين لديهم بضائع من الشمال يتم مضايقته أما الان رغم ما تعرضت لها جعار سبقا من قصف بالطيران لكن لم تعد السرقة كما كانت من ذي قبل لأن أنصار الشريعة أقاموا بعض الحدود عن طريق المحاكم المتواجدة في جعار،

حاولنا البحث عن أحد الذين طبق عليهم الحد فوجدنا على حين صدفة في طريق واقعة بين زنجبار وجعار وكان الحد الذي طبق علية حد السرقة اتهم بسرقة بعض الممتلكات العامة، خالد عبد العزيز من منطقة الحجر الواقع بين جعار وزنجبار ثاني من طبق علية الحد كان قد استمرأ هذا العمل أكثر مرة ولم يطبق علية الحد الا بعد أن ثبتت عليه التهمة والاعتراف مباشرة من قبل خالد ،ويقول أقام أنصار الشريعة الحدود ضد مرتكبي الجريمة عدة جرائم كانت قضيتي فيها هي السرقة التي شاعت في منطقتنا وارتفاع درجة الفقر والجوع مما جعلني اضطر الى السرقة وأنا (مش سارق) ولكن الحال لا يسمح لنا ....لكن أنا أعترف بذنبي...

فسألته هل تقبلون مثل هذا العمل –أي الحدود – أجاب احد اصدقائة نعم ..نعم ..كيف هذا شرع الله ونحن راضين به ...أعادها كل من كان حوله ،

وبعد إقامة علية حد السرقة وبتر يده اليمنى من مفرق كفة تم مواساته بـــ 120 ريال كما تساءلت مباشرة كيف تقام الحدود على المواطنين في ظروف كالفقر والعوز في حين لم تقام الحدود لفترة من الفترات في عهد عمر بن الخطاب عام الرمادة ..بحثنا عن إجابة للسؤال فوجدنا القاضي أبو بشر في محكمة جعار التابعة لأنصار الشريعة فكان رجل نحيل وسط القامة عمامة ليست كالقضاة ولكنة سليق اللسان كيس في الاجابه كما هو في حكمة

سألته كيف تحكمون في جعار ؟

*القاضي عندما اقمنا الجهاد في سبيل لله وهو مقصد كبير لإقامة شريعة الله التي أمر الناس بها وفيها أمنهم واستقرارهم فحين بدأنا ننشر ذالك ونبلغه للناس قلنا لهم أننا أتيناكم لتطبيق شريعة الله بمضمونها العام ولأنه قد يتصور بعض الناس ان

شريعة هي إقامة الحدود بل دين الله أوسع وأكرم من ذالك، فاستقبل الناس هذا بالترحاب والابتهاج كون الناس مسلمين يردون شريعة الله التي ضيعت وأزيلت على أيدي الطغاة منذ قرون طويلة وبدأنا في ذالك ...وجاءتنا قضايا القضية تلو القضية وبدأنا في حلها مع الناس وتقبل الناس هذا الشيء وأضرب لك مثال : قضايا أراضي حرمان حقوق ...هنا كان الناس وبعض القبائل يمنعون الامرآة من حقوقها كالإرث وغيرة فلابد أن ترجع هذه الحقوق لأهلها .

ايضاَ أنت قلت سررقة والعصابات نعم كانت هناك عصابات وكان هناك بعض السطو من قبل تكتلات لكن الحمد لله عندما جئنا وأعلنا أن من سيقوم بالاعتداء على أي مسلم في عرضة أو ماله أو دينه فإنه سوف يقام علية الحد وهذه العصابات تواصلنا معهم أن يضعوا سلاحهم على المسلمين ولا يجوز التعدي على أعراض الناس وقد كنا قبضنا على مجموعة من هؤلاء السرق وهذا مصور ومسجل عندنا ،وكان الدافع هو القات والحبوب فأقيم عليهم شرع الله بينما كنا نقول هل من مبرر فكانوا يعترفون على نفسهم،غير ما كانت تروج له بعض وسائل الإعلام أن الذين أقيم عليه الحد قد مات نتيجة القطع فهذا كله افتراء، وطبعاّ من الأمور التي كانت بعد إقامة الحد أعطيناهم مساعدات من باب إعانتهم على الخير حتى يصنعوا حياة جديدة، والناس كانوا مستبشرين وخاصة القضايا التي تخص المخدرات لأننا حاربناها بشدة وأقمنا عليهم الحدود.

- أنتم تتحدثون عن الذين أقمتم عليهم الحد كشارب الخمر والحبوب وغيرة لكن أحد الذين ألتقيت بهم وطبق عليه حد السرقة لم يكن الا بحاجة والفقر متواجد بشكل كبير في اليمن عامة وجعار خاصة وكما تعرف أن عمر بن الخطاب ترك هذا الحد في عام الرمادة فكيف تطبقونه أنتم على المواطنين ؟

*طبعا الذين أقمنا عليهم الحدود كما قلت سابقاّ أغلبهم شباب ويستطيعوا العمل وطرق العمل كثيرة في المنطقة لا يوجد هناك مجاعة كما يدعي الكثير و السرق هم جعلوا هذه ذريعة للسرقة بينما الذين أقمنا عليهم الحد قبلها تطلعنا الى حالاتهم الاجتماعية من أقاربهم ...لكن هم لم يسرقوا من حاجة وانما سرقوا لأجل القات والحبوب وهذا باعترافهم بأنفسهم فنحن عندما نقبض على سارق ندرس حالته الاجتماعية من كل جانب ثم إذا كما قلت انت أنهم فقراء في هذه الحالة نؤخر القضية ...عندنا الآن سرق لم نقم عليهم الحد ولم نقطع أيديهم لأنهم أدعوا بأنهم فقراء.

- كم الى الآن حداَ أقمتم في قضية أو الحد ؟

* حد السرقة

- نعم في جعار؟

*الى الآن على اثنين

- في غيرها من الحدود؟

* أقمنا حد القتل على شخصين قتلوا عمداَ واقمنا عليهم الحد وطبعاَ حاولنا قبل ذالك الإصلاح من أهل المقتول وذهبنا اليهم وحاولنا أن نعطيهم دية وكل ما يريدون ولكن رفضوا الا أن يقام الحد على القاتل فقتل.

- أنت كقاضي عندما أقمتم الحدود في جعار هل التمستم تقليص دائرة السرقة أم لا؟

*قبل أن نطبق الحدود كان كل يوم من 15 الى 20 سرقة في اليوم الواحد وهذا في الغالب ..أما أحيانا يكون السطو على البيوت بشكل مستمر فلما أعلنا الحدود وقطع الأيدي أقول غير مبالغ إلى حد ما 90% لم نرى هناك سرقة وحتى اعتداء على الممتلكات العامة كالوايرات والى الآن لم يأتينا الى هذا اليوم أحد بتهمة السرقة .

- هل يؤيدونكم المواطنين عندما أقمتم الحدود ؟

*أخرج أنت وسأل هذا الأمر عندك أما نحن عندما نجري المقابلات بعد تطبيق الحدود نجدهم فرحين لأن هذه شريعة الله لا يجوز أن نعترض عليها ولا يجوز أن نسمع كلام المستشرقين الذين يتهمون الإسلام بالوحشية عند تطبيق الحدود ويصورون أن هذه بشاعة وجرم والله حفظ اليد عندما صانت نفسها ولكن الله أهانها عندما أهانت نفسها فتعدت على حقوق غيرها والأصل في السرقة أنها من أشد الأشياء جرماَ لأنها تسطو على أعراض الآخرين ولهذا أبخس الله هذه اليد عندما تعدت على حقوق غيرها ولكن عندما كانت تحفظ نفسها وكانت كريمة واعتدي عليها جعل الله قيمتها عظيمة .

زنجبار وخط النار

 مدينة زنجبار أصبحت خالية من السكان والمواطنين، لا يسكنها أحد سوى بقايا راجمات (الديسي) و(الهوزر) وقاذفات الطائرات التي تتوزع على كال بيت لا تجد بيت الا وفيه أثر حرب ضروس وكأن كل بيت هو المعني بالاستهداف، غير أن المنشآت الحكومية والمرافق العامة كانت هي الأكثر داماراَ، ولذالك تقديراَ من الجيش اليمني أنه يتواجد فيها عناصر من القاعدة لأن المنازل السكنية لدى المواطنين لا يدخلونها، ولذالك تم قصف مبنى المحافظة على مدخل مدينة زنجبار بصورايخ طيران إضافة الى استهداف المتحف الواقع في وسط المدينة الذي كلف الدولة تشييده مبالغ طائلة تقدر بمليار يمني ،

وقد كان مقاتلو تنظيم القاعدة منعوا الدخول لها نتيجة القصف العشوائي من اللواء 25ميكا والامن المركزي..، تواجدنا بكل أماكن المدينة فوجدنا إحدى الحارات أكثر دماراَ حيث أصبحت كومة من الاحجار المتناثرة فوجدنا لا فته عليها مكتوب(منطقة باجدار)

باجدار أثرا بعد عين

منطقة سكنية تابعة لزنجبار تبعد عن الأمن المركزي على بعد نصف كيلوا والقريبة من خط التماس، كانت قد أعلنت وسائل الاعلام الرسمية أن القوات المسلحة دخلت اليها ودحرت تنظيم القاعدة لكن سألنا المقاتلين عن ذالك فقالوا حتى الان لم يتمكن جنود الأمن المركزي من التقدم وان باجدار هي تحت سيطرت القاعدة، هذه المنطقة خر كل بيت السقف على القواعد وانهارت كأن زلزال ضرب الأر ض فجعلها اثراَ بعد عين كانت هذه المنطقة قد تعرضت لأعنف قصف اسقطت طائرة عدة صورايخ (أبومظله) على المدينة كانت باجدار لها النصيب الاكبر في حجم الدمار حيث أسقط صاروخ لا تستخدمها الا طائرات سعودية كما يقولون يحدث دمارا على بعد مئات المترات في دائرة موجية واسعة مخصص للتدمير بطريقة تثير الدهشة والتساؤل من المستهدف بهذا الرعب وهذه الطريقة هل المسلحون أم المواطنون الذين تركوا ما يملكون في تلك المنطقة وكأن المواطن هو السبب الذي فر بجلدة طالباّ الآمان له ولأبنائه.

نقاط التماس

يتواجد افراد من عناصر القاعدة على حافت مدينة زنجبار المحادة لمعسكر الأمن الأمن المركزي واللواء25 ميكا مشكلين سوراَ على المدينة الا المنطقة الرملية (دوفس) التي تشكل المتنفس الوحيد للمعسكرات المؤدية لمدينة عدن ،

كانت دوفس بيد عناصر القاعدة لأكثر من أربعة أشهر دارت فيها معارك ضارية هي الاكثر عنفاَ على الاطلاق في اليمن في محاولة متواصلة من الحكومة اليمنية والطيران الأمريكي والطلعات السعودية حتى يوم 10-9-2011م وتم فيه انسحاب مسلحوا القاعدة بأمر من قاسم الريمي وهذا بنظرهم ليس بهزيمة بل خطة تكتيكية...، اقتربنا أكثر فوجدنا في ملعب حسان عناصر من القاعدة جلهم من 18 الى 25 سنة ..تغلب عليهم السكينة ويبتسمون أكثر مما يتكلمون أكثر عبارة من كلامهم ...بإذن لله ...الحمد لله...أعدادهم لا تزيد عن العشرة في كل جبهه ومع هذا لا تبرح المعسكرات مكانها ولا يتقدم الجنود سوى قذائف من وراء جُــدر المعسكرات وصواريخ الطائرات التي تطلق عشوائياَ....كنا قد سمعنا عبر وسائل الاعلام عن رفض الجيش اليمني الدخول في حرب مع مسلحي القاعدة بعد ان سيطرت القوات اليمنية على منطقة دوفس عندما غير المقاتلون القتال الى حرب أشبة بالعصابات وهذا ليس من عمل قوات الجيش وانما مهمة وحدات مكافحة الارهاب، بعدها تم التخطيط للدخول الى زنجبار عبر مدرعات يستقدمها جنود مكافحة الارهاب، ظهر عليهم لباس اسود مدربون بطريقة عالية من قبل ضباط أمريكيين لكن تم الاشتباك معهم وتراجعوا.

اكثر أوقات القتال في الليل حتى الفجر والصباح أما في العصر يتخذه الطرفان غالباّ للمساجلات الكلامية عبر مكبرات الأصوات توجه كلاَ نحو الأخر يتخذها عناصر القاعدة لتوضيح بعض المسائل من قتالهم وذلك لتحكيم شرع الله حسب قولهم وأن معركتهم ليست مع الجنود وانما مع ن يقف مع أمريكا ....الخ وبالمثل ترد مكبرات الأصوات من الأمن على المسلحين على أنهم مخربين أن قتالهم وطني لإرساء الأمن والاستقرار وهكذا ....

صحفي لم يقتل

بعد عودتنا من زنجبار إلى جعار جاء أحدهم وبيده إحدى الصحف اليمنية اليومية فشدني رؤيتها فمنذ أكثر من أسبوع لم أرى فيها صحيفة فكان منهمكا في قراءة خبر ...وكالعادة فإنهم يرصدون لكل وسائل الاعلام لاسيما إذا كان لها شأن في تنظيمهم ...اقتربت منه أكثر فإذا بخبر على الصفحة الاولى ذو مانشيت أحمر من طرف الصفحة الى طرفها الآخر وذالك عن قتل سبعة مسلحين من عناصر القاعدة من بينهم باكستاني وصوماليان خبراء في المتفجرات وقيادي بارز كبير...اصيب في بطنه ...؟ أخذت أقرأ ببطئ أكثر ... وكان ذالك في يوم أمس الثلاثاء 15-11-2011م عندما استهدف مبنى المحافظة على مدخل مدينة زنجبار ...انتهى الخبر

فقلت لذالك الرجل بانشداه هل حقاَ قتل عليكم أشخاص بهذا المستوى فقال "ما المسئول أعلم من السائل" أنت كنت بالأمس في زنجبار ونحن في جعار...؟ زدت على ذالك فقلت وكنت أيضاَ في نفس الوقت التقط فيه صوراَ لمبنى المحافظة على الدمار الذي لحق به ولم أسمع شيئاَ... أطرقت ببصري الى الأعلى وأخذت نفساَ طويلاَ وقلت الحمد لله لأنهم لم يقولوا سبعة قتلى من بينهم صحفي حتى لا يقتل أسمي وأنا حي ...

القارعة ون

يمكن أن تستفيد القاعدة من كل شيء مستحدث على النطاق التقني والعسكري وتوظيفها كمخترع جديد لتخطي الحاجة التي يوجدها الخصم فمن خلال "البقالة" يقول أحد هم نستطيع أن نوجد سلاح متفجر قوي الانفجار وهذا الأسلوب من التفكير موجود مع أغلب عناصر القاعدة في نزعة قتالية تعبر عن الهدف الذي تنتهجه في القتال ضد الحكام،

في إطار الأسلوب العسكري قال أحد المسلحين في جبهة زنجبار أنه تم اختراع قنبلة من صنع التنظيم تحدث انفجار هائلاَ تعمل على التشظي بمقدار ضعف المعتاد عليه، وتحدث حريق أثناء الانفجار وتسمى (القارعة ون)

وقد جربت أكثر من مرة في مدينة زنجبار، غير أن هذا المخترع طبعاَ لا يضاهي مع ما يمتلكه الجيش النظامي اليمني من عتاد ثقيل واسلحة لا تواجه بهذا المخترع حيث يستخدم اللواء جميع الأسلحة كون المعسكرات الميكانيكية تختلف عن بقية المعسكرات (فالميكانيكي ) له عدة تكتيك قتالي من مضاد للطيران ومدفعية ودبابات ومشاة وقسم للهندسة والصيانة ..الخ

الى جانب هذا يقاتل الامن المركزي واللواء التابع لفيصل رجب في كود .

غير أن هذا الامر يقلل منه عناصر القاعدة ولا يهمهم بل يستندون على (كمن فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن لله)

فلقد استخدم الجيش في معارك دوفس جميع الأسلحة استنادا على الطلعات الجوية السعودية والامريكية جميع الأسلحة دامت أكثر من أربعة أشهر حاولت خلالها فك الحصار على اللواء ثمان حملات عسكرية بكل عتادها وعدتها .

قال أحدهم في معرض حديثة في احدى الجبهات بزنجبار أن تنظيم القاعدة يمتلك سلاح نووي فريد لا تملكه أي دولة في العالم ولا يمكن أن تتوصل إليه، يشغل تفكير كل عضو في التنظيم لتنفيذه...، قال أنها العمليات الانتحارية التي أرقت أمريكا في معسكرات العراق وقضت مضاجعهم في جبال أفغانستان ...

ومع هذا ما تمتلكه القاعدة من هذا النوع من القتال المؤرق بحق لخصمه الا أن أمريكا جعلت عناصر القاعدة في حالة استنفار دائم ترقبهم عن طريق طائرات (البريداتور) أحدث تقنية توصلت لها الولايات المتحدة الأمريكية..

* بالتزامن مع صحفية الوسط اليمنية

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة