صنعاء: السماء أمطرت رصاصا خلف عشرات المصابين، وحالات إجهاض، وسطو مسلح على المتاجر، في مهرجان رعب غير مسبوق، احتفالا بسلامة صالح (صور+ فيديو)

الخميس 09 يونيو-حزيران 2011 الساعة 03 صباحاً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 91354
 
 

اشتعلت سماء العاصمة اليمنية صنعاء، بالأعيرة النارية، التي أطلقها في الهواء آلاف المسلحين المدنيين والعسكريين المؤيدين، للرئيس علي عبد الله صالح، الذين انتشروا في جميع أحياء العاصمة، وشوارعها الرئيسية والثانوية بلا استثناء، مستخدمين مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة الخفيفة، في مهرجان رعب، تم التوقيت لتدشينه بعد منتصف الليل، دون أن تتضح إلى الآن أسبابه الحقيقية، والجدوى منه، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها اليمن.

شاهد الفيديو 1           4

مهرجان رعب بربري غير مبرر، تم تدشينه في ساعة متأخرة من الليل، وفقا لخطة مرسومة سلفا، ففي الوقت الذي كان فيه سكان صنعاء، من نساء وأطفال ومدنيين آمنين في منازلهم يستعدون للنوم، كان آلاف من بلاطجة الرئيس صالح، ينتشرون لاتخاذ مواقعهم، في جميع الأحياء والحارات والشوارع والأزقة، وبعض أسطح المنازل، والمعسكرات، والمؤسسات الرسمية، وأقسام الشرطة، والمدارس الحكومية، استعدادا لتلقي إشارة بدء هذا المهرجان.

 

 

إشارة البدء

كانت إشارة البدء، وفقا للخطة المرسومة، عبر رسائل سبتمبر موبايل، التي قالت بأن "هناك احتفالات بمناسبة سلامة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح"، عندها، اشتعلت سماء صنعاء، فجأة ودون سابق إنذار، بدوي مختلف أنواع الرصاص، الحي والكاشف، من مختلف أنواع الأسلحة، الآلية والرشاشة والخفيفة، في جميع الشوارع والأحياء.

ساد الرعب في جميع مناطق العاصمة، وللوهلة الأولى لم يستوعب المدنيون الآمنون في منازلهم، بما فيهم النساء والأطفال، حقيقة ما يجري، فقد ذهبت التوقعات ابتداء، إلى أن حربا شاملة قد اندلعت، ما آثار الذعر كثير من المنازل، التي كان عويل النساء والأطفال يسمع من داخلها، قبل أن تعلن القنوات الرسمية، وعلى رأسها قناتي اليمن وسبأ، بعد لحظات من تشين مهرجان الرعب هذا، بأن "المواطنين يحتفلون بمناسبة سلامة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح".

 

 

مطر الموت

لم يكن هذا الإعلان كافيا لبث الطمأنينة بين سكان العاصمة، فقد كان دوي الرشاشات المعروفة بـ12-7 أشد من أن يحتمل، ومع هذا فقد سارعت القنوات الرسمية، إلى القول بأن "الألعاب النارية تضيء سماء صنعاء احتفالا بسلامة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح"، وقد كان هذا الإعلان قاتلا لعشرات الأبرياء، الذين اطمأنوا وخرجوا إلى أسطح المنازل كي يشاهدوا هذه الألعاب النارية، غير مدركين بأن سماء صنعاء، كانت تعج في الثانية الواحدة بآلاف من مختلف أنواع الرصاص، الراجع منها إلى الأرض يعتبر قاتلا، وهذا هو ما لم تحذر منه القنوات الرسمية المواطنين الذين غررت بالبسطاء، لمشاهدة الألعاب النارية، التي كانت تضيء سماء صنعاء، وإلى جوارها ألعاب نارية من نوع آخر، توزع الموت بطريقة عشوائية على المارة في الشوارع وعلى المتفرجين في أسطح المنازل.

نشر الشائعات

لأكثر من ثلاث ساعات، استمرت هزلية توزيع الموت وبث الرعب هذه، وخلالها كان المسلحون يتنقلون من شارع إلى آخر، ومن سطح إلى آخر، وزخات الرصاص تتطاير من بنادقهم، وكأنهم جيش من المعتوهين الذين لا يفقهون شيئا من محاذير إطلاق النار، ولا يعون عواقب ما يقدمون عليه.

وخلال تنقلهم كان هؤلاء المسلحون، ينشرون الشائعات، جنبا إلى جنب مع ما ينشرونه من رعب وذعر بين المدنيين، فقد كانوا يقولون للمواطنين بأن الرئيس صالح قد عاد إلى صنعاء، سليما معافى، بعد نجاح العملية التي أجراها في الرياض، وسرعان ما تناقل الناس هذه الشائعات، التي سرت كالنار في الهشيم، بالرغم من عدم وجود أي مصدر رسمي يمني أو سعودي، أكد بأن صالح سيعود إلى اليمن.

عشرات المصابين

وفي الوقت الذي كان فيه البسطاء يتناقلون هذه الإشاعات، وكأنها أنباء مؤكدة لا تحتمل التشكيك، كانت أصوات سيارات الإسعاف تختلط بدوي الرصاص، في مختلف أنحاء العاصمة، نتيجة تساقط عشرات المصابين، من بين المدنيين، أو حتى من بين المشاركين في هذا المهرجان من مدنيين وعسكريين، نتيجة تعرضهم لرجع الرصاص التي كانت تهطل على صنعاء كما يهطل المطر من السماء.

جميع المستشفيات تقريبا، استقبلت عشرات المصابين، بما فيها المستشفيات الحكومية، فحتى الساعة الواحدة ليلا، أكدت مصادر طبية بأن مستشفى الثورة الحكومي استقبل أكثر من 80 مصابا برجع الرصاص العشوائي الذي تم إطلاقه في سماء صنعاء، بصورة غير مسبوقة.

المستشفى الميداني بساحة التغيير كانت واحدة من المستشفيات التي استقبل العديد من المصابين، نظرا لاستقبال سماء ساحة التغيير لزخات رصاص بالآلاف من قبل بلاطجة الرئيس صالح، الذين كانوا يستهدفون سماءها بالتحديد، لتهطل على المعتصمين مئات من رجع الرصاص، مردية العديد من الجرحى والمصابين.

فوفقا لما أكدته المصادر الطبية، هناك، فقد استقبل المستشفى الميداني بساحة التغيير، أكثر من 12 مصابا، بالرصاص الحي، الذي تم إطلاقه بكثافة على الساحة، من قبل المحتفلين بسلامة صالح، في الوقت الذي تناقل فيه الناس أنباء عن تعرض عدد من النساء الحوامل لحالات إجهاض بسبب جرعة الرعب التي تعرضن لها، خلال هذا المهرجان الاحتفالي.

سطو مسلح

وفي ظل ما أثاره هذا المهرجان من حالات ذعر بين المواطنين، خلت العديد من الشوارع من الناس، وأصبح الجو مناسبا لمجاميع مسلحة من البلاطجة المشاركين في هذا المهرجان، للقيام بأعمال سلب ونهب، طالت عدد من المحلات التجارية، وفقا لما أكده شهود عيان، قالوا بأنه عمليات سطو مسلح، حدثت في عدد من أحياء العاصمة، من قبل مسلحين كانوا يطلقون الرصاص الحي في الهواء، لإخافة المواطنين، واقتحام بعض المحلات التجارية التي كانوا قد خططوا لنهبها من وقت مبكر قبل بدء هذا المهرجان.

خصوصا وأنهم كانوا قد استعدوا لهذا المهرجان، خلال اليومين الماضيين، عندما قام عدد من عقال الحارات وأنصار الحزب الحاكم بتوزيع الأسلحة على عدد كبير من البلاطجة في الحارات، بالإضافة إلى توزيع الذخائر الحية، والرصاص الكاشف، في إطار الاستعدادات لهذا المهرجان.

أهداف غامضة

لم يصدر أي تبرير رسمي لهذا المهرجان، سوى ما أعلن عبر القنوات الرسمية، بأنه احتفال بمناسبة سلامة الرئيس صالح، ولم توضح هذه القنوات، ما المقصود بسلامة صالح، وهل المقصود منها هو نجاح العملية الجراحية أم عودته إلى اليمن، فإذا كان المقصود هو نجاح العملية الجراحية، فإن العملية قد أجريت له قبل يومين، وكان من المفترض أن يتم الاحتفال بنجاحها قبل يومين من الآن، أما إذا كان المبرر هو عودة صالح كما أشيع بين البسطاء، فلم ترد حتى الآن أي أنباء رسمية من قبل المملكة العربية السعودية التي تكفلت بعلاجه، حول مغادرته للمستشفى.

بل إنه على العكس من ذلك، فوفقا لما كشفه تقرير طبي سعودي فإن حالة صالح لا زالت حرجة، ولا زال بحاجة إلى المكوث في غرفة العناية المركزة، التي لم يغادرها بعد، ولا زال غير قادر على مغادرتها، فضلا عن عدم قدرته حاليا على مغادرة المستشفى والعودة إلى اليمن.

إذن، فما هو المبرر لهذا لمهرجان الموت والرعب هذا، وما هي دلالات توقيته؟، فالأمر كما يبدو لبعض المراقبين، لا يعدو عن كونه مجرد عملية دعائية، ذات أهداف عدة، أولها بث الرعب بين الناس، وإقناع البسطاء منهم بأن صالح لا زال بصحة جيدة، وبأنه سيعود رئيسا لليمن، بعد أن تسربت أنباء وضعه الصحي، وصارت حديث الناس في المقايل.

الهدف الثاني على ما يبدو هو رفع معنويات مناصري صالح من مدنيين وعسكريين، بعد أن كانت معنوياتهم قد تعرضت للانهيار جراء ما آلت إليه الأحداث في اليمن، والحفاظ على هذه المعنويات مهم بالنسبة لمن تبقى من نظام صالح، لأنه لم يعد لديهم قدرة على أن يخسروا مزيدا من مناصريهم، في ظل وضع صار يتجه نحو تغير جذري في موازين القوى لصالح ثورة التغيير.

ربما كان هناك هدف ثالث يتكهن به البعض، الذين يتحدثون بلغة المنجمين، بأن بقايا نظام صالح، حالوا من خلال هذا المهرجان استحضار أرواح الموتى، من أجل حشد الناس حول نظام جديد يريد أن يحكم اليمن بشرعية الدفاع عن قميص عثمان.

 










 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن