زنجبار: عشرات القتلى في تجدد الاشتباكات بين المسلحين واللواء 25 ميكا، وأنباء عن فرار المحافظ إلى عدن، وآلاف النازحين معظمهم من النساء والأطفال (فيديو)

الأحد 29 مايو 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 18987
 
 

نزح آلاف المواطنين معظمهم من النساء والأطفال، من مساكنهم في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، إلى مناطق أكثر أمنا، جراء الاضطرابات والفوضى التي تشهدها المدينة بسبب الاشتباكات بين القوات الحكومية وبين مسلحين يعتقد بأنهم من أنصار تنظيم القاعدة، كانوا قد فرضوا سيطرتهم على المدينة أمس الأول.

شاهد فيديو الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في زنجبار.... (1) .... (2) .... (3) .... (4)

وفيما تتواصل المواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين، أصبح الوضع في أبين مأساويا، حيث سقط خلال الاشتباكات التي تدور منذ فجر اليوم عشرات القتلى ومئات، المصابين، من الجانبين، فيما أكدت مصادر طبية بأن 5 قتلى سقطوا على الأقل من بين المدنيين حتى مساء اليوم، وقال شهود عيان في اتصال هاتفي مع "مأرب برس" بأن جثثا للقتلى مرمية في الشوارع، ولم يتسنى التأكد من هذه الأبناء عبر مراسل "مأرب برس" في أبين.

وأفاد مصدر محلي لـ"مأرب برس" بأن منزل الشيخ طارق الفضلي في زنجبار تعرض للقصف من قبل القوات الحكومية صباح اليوم، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص على الأقل من أفراد حراسته.

وكانت الاشتباكات تجددت صباح اليوم بعد أن تمكن مسلحون جهاديون من السيطرة على مدينة زنجبار، والاستيلاء على جميع المرافق الحكومية، باستثناء مقر قيادة اللواء 25 مكانيك، ونقلت وكالة فرانس برس عن مسئول أمني بالمحافظة قوله بان عناصر القاعدة الذين سيطروا على المدينة يقدرون بأكثر من 200 مسلح.

وفيما أكدت تحدثت مصادر صحفية عن مغادرة محافظ المحافظة إلى محافظة عدن، أكد المصدر الأمني بأن قيادة السلطة المحلية في أبين غادرت المحافظة إلى عدن، بما فيهم الضباط الأمنيين.

وقال شهود عيان بأنه تم العثور اليوم على جثث عشرة جنود قتلوا خلال المواجهات التي شهدتها مدينة زنجبار الجمعة والسبت، ليرتفع بذلك عدد قتلى مواجهات اليومين الماضيين إلى 17 جنديا ومدنيا واحدا على الأقل.

وذكر سكان محليون بأن المسلحين كانوا يقومون بقتل الجنود رغم استسلامهم، ويمنعون دفن جثثهم، التي ظلت عرضة للشمس والرياح، ومرمية في الشوارع، فيما ذكر شهود عيان بأن المسلحين أحرقوا عدة آليات عسكرية.

وكان المسلحون دعوا المواطنين عبر مكبرات الصوت أمس إلى ممارسة حياتهم الطبيعة، والخروج لفتح محلاتهم التجارية، لكن المواطنين أصيبوا بالذعر ونزح المئات منهم إلى محافظة عدن القريبة، وإلى مناطق أخرى أكثر أمنا.

وذكر شهود عيان بأن المسلحين قاموا بإطلاق سراح عشرات السجناء الذين كانوا يقبعون في السجن المركزي بزنجبار، حيث يصل عدد السجناء المطلقين إلى أكثر من 53 سجينا، بعضهم متهم بجرائم قتل إضافة إلى جرائم جنائية أخرى.

وفي ظل هذه التطورات شهدت زنجار حركة نزوح جماعي تصاعدت اليوم الأحد نتيجة احتدام المعارك بين الجيش والمسلحين، وقال شهود عيان بأن معظم النازحين توجهوا باتجاه عدن وجعار واحور.

وقال أحد ضباط اللواء 25 ميكانيكي بأن هناك وساطة قبلية بينهم شخصيات مسؤولة في السلطة قامت بالتوسط لدى ضباط المعسكر من أجل تسليم المعسكر إلى المسلحين، ولكن هذا الطلب قوبل بالرفض، حيث أكد الضباط بأنهم سيقاتلون حتى آخر رصاصة، وقالت مصادر محلية بأن تعزيزات عسكرية في طريقها الآن إلى زنجبار من محافظة عدن.

وفي ضوء هذه التطورات اتهم اللواء حسين عرب، وزير الداخلية الأسبق، نظام الرئيس صالح بتسليم أبين للجماعات المسلحة، وقال بأن القاعدة لم تشن أي هجوم على زنجبار، ووصف كل ما حدث بأنه عملية تسليم قامت بها القيادات الأمنية في زنجبار للجماعات المسلحة، وترك العشرات من الجنود المساكين يواجهون مصيرهم.

وأضاف عرب بأن نظام صالح يريد إغراق المحافظات الجنوبية في فوضى عارمة عبر السماح للجماعات المسلحة التي تدعي انتمائها للقاعدة، ودعا أبناء المحافظات الجنوبية لمواجهة الجماعات المسلحة التي تدعي بأنها قاعدة وهي تتبع الرئيس علي عبد الله صالح، حسب وصفه.

من جانبها استنكرت أحزاب اللقاء المشترك، قيام نظام الرئيس صالح بتسليم محافظة أبين وعاصمتها زنجبار لبعض الجماعات المسلحة التي صنعها بنفسه، من أجل استخدامها كفزاعة لإخافة الغرب.

وحث اللقاء المشترك "كافة قوى التغيير والثورة السلمية في أبين وفي سائر المحافظات على سرعة اتخاذ التدابير السياسية والاجتماعية لقطع الطريق على مثل هذه المخططات الإجرامية التي ينفذها صالح بعد أن سدت أمامه جميع الطرق ولم يتبقى أمامه سوى الرحيل الفوري".

كما ندد اللواء الركن عبد الله علي عليوه وزير الدفاع السابق في بيان له اليوم، باسم القوات المسلحة المؤيدة للثورة، بما فعله النظام من تسليم بعض مؤسسات الدولة في أبين لمن وصفهم ب"الإرهابيين"، وقال بأن الجيش لن يكون أداة لتنفيذ حلم صالح المريض".

وفي ذات السياق أكد الصحفي أنيس منصور لقناة الجزيرة، بأن الوضع في زنجبار مأساوي، وقال بأن قائد اللواء 25 ميكا المحاصر رفض تسليم المعسكر للمسلحين، مشيرا إلى أن الجماعات التي توصف بأنها تابعة للقاعدة مكونة من عناصر تدخل السجون لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم يتم الإفراج عنها، معتبرا بأن ما يحدث في أبين عبارة عن مسرحية يديرها من وصفه بأنه يصارع على البقاء في السلطة.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة