تركنا سلاحنا في منازلنا.. وسنواجه النظام بصدور عارية

الأحد 20 مارس - آذار 2011 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس- خاص: ماجد الشعيبي
عدد القراءات 10475

على مدى ثلاثة عقود؛ كرس النظام جهوده لخلق هوة فاصلة بين القبيلة والمدنية.. ورسم صورة للأولى بأنها رمزاً للتخلف والقتل والعنف والفوضى والجهل في مخيلة الثانية، والثانية للعمالة للغرب والتشبه بالنصارى في مخيلة الأولى.. بل ذهب بالقبيلة إلى أبعد من ذلك بزرع بذور الحقد والفتنة والتفرقة والحرب بين القبائل وإجادة اللعبة التي أمتهنها من خلال خبرته الطويلة في سدة الحكم وصنع القرار والعبث بالمال العام من خلال مد وتزويد القبائل بالأسلحة والمؤن والمعدات العسكرية، وإتباع النهج الاستعماري في سياسة "فرق تسد" أو شراء ذمم بعض شيوخ القبائل وإغرائهم بالمال - كما يحدث الآن - للضغط على أفرادها سواء في التصويت للرئيس أو الحزب الحاكم في الانتخابات أو غيرها مستغلاً سماحة وعفوية وشهامة رجل القبيلة.. وأضحت بعض القبائل تمثل نداً صريحاً في مواجهة النظام لما تملكه من عتاد من الرجال والسلاح .

ثورة سلمية ..

سقط فتيل القنبلة التي دأب صالح التهديد بها وتحويل البلاد إلى حرب أهلية التي بدورها أصبحت قوة كبيرة لموازين القوى في رصيد الثوار وهي اليوم تمسك فتيل صاعقها بنفسها لمواصلة الحفاظ على تاريخها النضالي ولن تتوانى في فتح أبواب أنفاقها والقذف برجل تعمد تهميشها وتحقيرها وتقزيم دورها إلى فوهة الجحيم، وتتوالى أفواجها وشيوخها تباعاً وعلى أكتافهم ثورة سلمية بدلاً من البندقية .

ومن خلال جولتنا في مخيمات القبائل المعتصمون في ساحة التغيير،سألناهم لماذا تخلت القبيلة عن سلاحها التي اعتادت ألا تفارقه في ظروف تشعر بأن أبنائها مستهدفون من قبل قوة تملك السلاح المتمثلة في الكتائب الأمنية وبلاطجة النظام.. فكانت لنا هذه الحصيلة ..

لا سلاح ..

غيلان فقعس أحد وجهاء قبيلة الحدأ يقول: فكر القبيلة نضج وتغير تماماً عن فكر القبيلة في خمسينيات القرن الماضي، وهذه الثورة شبابية سلمية تعتمد على الفكر المعلوماتي وأنظمة التكنولوجيا في قيامها - في إشارة إلى مواقع التواصل الاجتماعي - وإنه من السذاجة والجهل أن نظل على الفكرة التي حاول النظام تأصيلها بأن السلاح من أعمدة القبيلة، وضرب قبيلة بإشعال الأحقاد وزرع الجهل وإذكاء الفتنة الطائفية بين عشائر القبيلة نفسها .

أصبحت القبائل تفكر وتعي جيداً بأن تيار الشباب المتمثل في الحرية والديمقراطية والمدنية والمساواة وبناء دولة القانون التي يتساوى أمامها جميع المواطنين منتخبة من جميع فئات الشعب وتشارك فيها جميع القوى السياسية هو الأمثل لبناء مستقبل جدير بهذا البلد، وقبيلة الحدأ برجالها وشبابها ومخيماتها البالغ عددها ثمانية عشر خيمة تظل متمسكة بعملية التغيير، وستواجه شراسة المقاومة الدموية التي يبديها النظام المستبد صدور عارية حتى رحيله ..

القبيلة المدنية ..

الشيخ محمد بن سالم بن عبود الشريف عضو الهيئة العليا لمجلس التضامن الوطني وأمين عام المجلس المحلي بمحافظة مأرب سابقاً ورئيس لجنة الاستقبال بساحة التغيير يؤكد على سلمية الثورة ويقول "لقد لبينا الثورة التي نادى بها الشباب وقدمنا لهذه الساحة بعد أن علمنا المبادئ والقيم العادلة التي قامت لأجلها، ونحن مجردون من السلاح تأكيداً ومناصرةً لثورة الشعب ".

يضيف بأن النظام صور على مدى ثلاثة عقود بأن القبيلة هي رمز للتخلف والقتل والهمجية وأفسد كل الحقائق، والحقيقة هي أن القبيلة أحدى منظمات المجتمع المدني التي تستمد عاداتها وتقاليدها من أعراف وتقاليد المجتمع اليمني وهؤلاء الشباب هم من خيرة أبناء القبائل التي لبت ندائهم ومناصرتهم وليس كما يدعي البعض بأن القبائل ستستولي على الثورة .

علاقة تكاملية ..

تركنا السلاح في بيوتنا لنؤكد على سلمية الثورة وقدوة بثورة تونس ومصر ولا نريد أن تكون كالثورة الليبية التي لازالت في مخاض عسير بسبب استخدام السلاح سواء من قبل النظام أو الثوار، والعلاقة بين المدنية الحديثة والقبيلة علاقة تكاملية بحيث تفعل دولة المؤسسات دور القبيلة، والقبيلة نفسها داعمة للدولة؛ هذا ما تحدث به عبد الناصر الكبسي أحد وجهاء قبائل قصر الجنات محافظة عمران .

استفزازات النظام ..

أحد أفراد قبائل همدان وهو يقرأ من القرآن الشيخ غالب خرس يقول: النظام يحاول أن يستفز المعتصمون وهو يعلم أن القبائل جزء منهم، يريدنا أن نرد على بلاطجته بالسلاح لكننا نؤكد ونقول له بأن ثورتنا سلمية وأن سلاحنا تخلينا عنه في ديارنا فنحن واعون.. ثورة مدنية سلمية ترتقي إلى مستوى مطالبنا العادلة، ونشد على أبنائنا الشباب على مواصلة نضالهم ونحن داعمون لهم ..

وتمنى الشيخ أن يحكمنا رئيس مدني بقوله "جربنا كل الحكام العسكريين من ثورة الإمام ولا سوو لنا شي، نشتي رئيس مدني من الشعب نفسه" ويضيف "هذه الثورة وحدتنا كلنا تحت شعار إسقاط النظام اللي كان يراهن على أننا فوضويين ومش متعلمين وأننا ندخل صنعاء ننهب ونكسر لكن أثبتنا له العكس "..

القبائل التي تحمي الشباب ..

عبدالله فريد من قبيلة خولان يثني على شباب قبيلته الذين يدافعون عن الثورة وأنهم أثبتوا قدراً كبيراً من الشجاعة والتضحية والفهم والوعي بخلاف ما كان يرسمه النظام طيلة ثلاثة عقود لتهميش وتقزيم دور القبائل، وأن قبيلة خولان سباقةً للدفاع عن الثورة وشبابها بالأساليب السلمية والحضارية ولن تستخدم السلاح في صدور أبناء الوطن ..

وقبيلة خولان قد قدمت شبابها واحداً تلو الآخر في سبيل الوطن ..

صدور عارية ..

الشيخ مجاهد محمد قبائل شيخ بني منيعين كوكبان يقول: ثورة الشباب قامت على أساس سلمي، ونحن انضممنا لها من أجل ما يطالب به كل أفراد الشعب اليمني.. نحن صامدون حتى إسقاط هذا النظام الفاسد ..

سلاح القبيلة دفناه تحت التراب وحتى لو أقدم النظام على أساليبه الإجرامية لن نواجهه كتائبه الأمنية وبلطجيته إلا بشعار السلمية، ولن نحمل عصا أو حجراً، ونحث الشباب على مواصلة النضال المشروع في بناء الدولة المدنية الحديثة التي تستوعب كافة شرائح المجتمع بجميع أطيافه .

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية