الخبجي: سنقبل الحوار بعد سقوط النظام.. ويجب الاعتراف بالحق الجنوبي وبالثورة التي انطلقت عام 2007.. وما حدث في صنعاء جريمة بحق الإنسانية

السبت 19 مارس - آذار 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس- نشوان العثماني:
عدد القراءات 12446
 
 

قال القيادي في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي إن على شباب الثورة والتغيير اليوم أن يتفهموا الثورة التي انطلقت في الجنوب عام 2007 والتي سقط فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين, مشيرا إلى أن كافة قوى الحراك الجنوبي ستقبل الحوار فيما بعد إسقاط النظام مع القوى الجديدة إن كانت هذا القوى تريد التوصل إلى حلول, في حين قال الناطق الرسمي باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان إن إنصاف الجنوبيين وإعطاءهم حقهم هو من أولوية المرحلة القادمة, وقضية مسلم بها قطعا من الآن.

وأدان الخبجي في تصريح لـ"مأرب برس" أحداث الجمعة الدامية التي حدثت في صنعاء, معزيا أسر الشهداء والجرحى, معتبرا ما حدث "عمل بشع و جريمة بحق الإنسانية".

وقال: "لا نعتقد أن هناك إنسانا يرضى أو يقبل بمثل هذه الأعمال البشعة, وكل الناس يستنكرونها ويدينوها", مطالبا شباب الثورة بالاستمرار والثبات "ففي مثل هذه الحالات نتوقع حدوث مثل ما حدث, وطالما تم اقتنع الشباب بالخروج للشارع فيعني أنه لا توجد خطوط رجعة إلا بتحقيق مطالبهم وأهدافهم التي خرجوا من أجلها".

وعن موقف الحراك الجنوبي, أوضح الخبجي "سبق وعبرنا أننا نؤيد مطالب الشباب ونباركها لإسقاط النظام ونعتبرها خطوة ايجابية للتخلص من النظام المستبد", مضيفا "نحن في الحراك الجنوبي ما زلنا محتفظين برأينا أن هناك احتلالا في الجنوب, ونرحب بسقوط المستبد وسقوط الاحتلال", مبينا أن القول بوجود احتلال لا يعني أبناء الشمال "فالمحتل هو النظام السياسي".

وقال إن القضية التي يناضل من أجلها الشباب الآن في عموم اليمن "قد لا تختلف نوعا ما عن القضية التي ناضل من أجلها الحراك الجنوبي", مشيرا إلى أن "فك الارتباط هدف رسم وسقط من أجله شهداء وجرحى وتضحيات على مدى الأربع السنوات الماضية", إلا أنه أكد أن الموقف من فك الارتباط سيتضح مع صعود القوى الجديدة بعد سقوط النظام.

وأكد الخبجي, وهو رئيس مجلس الحراك السلمي الأعلى في محافظة لحج, أن الجنوبيين سيقبلون الحوار مع القوى الجديدة بعد سقوط النظام فـ"الحوار وسيلة حضارية لحل أي قضية سياسية", مضيفا "لا نتحدث الآن عمّا سنتحاور, لكن الحوار من حيث المبدأ هو الأساس للتوصل للحلول, وتطرح فيه كافة الخيارات للتحاور بشأنها".

وقال: "نحن نؤازر إخواننا في المحافظات الشمالية. وأريد أن أوضح أنه حين ضربنا في الأربع السنوات السابقة كنا نلاحظ صمتا تجاه ما يحدث. لكن نحن في كل الأحوال مع فعاليات الثورة الشبابية ونتمنى إسقاط الطاغية اليوم قبل غدا".

وأعاب الخبجي أنه لم يُسمع من ساحات التغيير والحرية في صنعاء وغيرها من المحافظات أي موقف يتعلق بالحراك الجنوبي, مشيرا إلى أن "اسم الحراك أصبح يعد خطأ مثله مثل السلطة".

وأضاف: "عليك أن تعترف أن هناك حراكا جنوبيا على مدى الخمس السنوات الماضية وهناك تضحيات قدمها". ونبه إلى أن أسلوب "تعال معي واسمع كلامي" خطأ فادح وتكرار لما وقعت فيه السلطة, مشيرا إلى أنه "يجب الاعتراف بالقضية الجنوبية وبالحق الجنوبي وبالثورة في المحافظات الجنوبية التي انطلقت في العام 2007, والتي سقط فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحى, ويجب أن نحترم دماءهم التي سالت وقُدّمت من أجل للثورة".

وتمنى الخبجي "أن تتفهم القوى الصاعدة والجديدة للظرف الموجود في الجنوب وفي صعدة وفي غيرها, ليتم التوصل إلى حلول".

إنصاف الجنوبيين مسلّم به قطعا

وعلى ضوء ذلك, قال الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان إن إنصاف الجنوبيين وإعطاءهم حقهم هو من أولوية المرحلة القادمة وهي قضية مسلم بها قطعا من الآن, مشيرا إلى أن اليمن بعد سقوط النظام من اللازم أن تضم كل فئاتها واتجاهاتها وتتسع لهم لمناقشة كل المشاكل اليمنية التي خلفها النظام, متسائلا: من الذي أوجد الوضع في الجنوب وفي صعدة وفي غيرها؟.

وأضاف قحطان لـ"مأرب برس": أن القضية الجنوبية هي من مسلمات وأولويات مرحلة ما بعد النظام الحالي, راجيا أن لا يستمع أبناء الجنوب إلى تسريبات السلطة وتشكيكاتها, مشيرا إلى أن السلطة تحاول أن تثير النعرات في الوقت الراهن.

وأكد أن إيلاء القضية الجنوبية الأهمية التي تستحقها هو التزام وطني وسياسي وتاريخي, وهو حق للجنوبيين وليس منّة من أحد.

وقال الناطق الرسمي باسم أحزاب المعارضة إن الهدف الموحد اليوم لكل اليمنيين هو إسقاط النظام, منوها إلى أنه بعد سقوط النظام سيتم طرح الأهداف الأخرى التي ستشمل كافة القضايا الوطنية على الساحة اليمنية جنوبا وشمالا.

ورقة محروقة

وفي سياق تصريحه لـ"مأرب برس", قلّل الخبجي من استخدام الحزب الحاكم لورقة الانفصال في الوقت الراهن, وتوزيعه أعلام دولة الجنوب السابقة في بعض المحافظات الجنوبية, وخصوصا في محافظة عدن, مشيرا إلى أن الحزب الحاكم "استخدم كل الأوراق؛ لأنه "عارف أنه سيرحل", مبينا أن الحاكم "سبق واستخدم هذه الأوراق المحروقة ومارس أسوأ من كذا".

إلا أنه أوضح أن من حق أبناء الجنوب أن يرفعوا علم الدولة التي كانت تمثلهم والتي دخلوا بها الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب, معيبا في الوقت ذاته أن يأخذ شباب الثورة موقفا سلبيا تجاه ذلك, فـ"إذا كان القمع سببه رفع العلم, فنحن نقمع منذ 2007 ولا أحد تكلم وكل الناس ساكتين, ولدينا أكثر من 700 شهيد, وآلاف الجرحى والمعتقلين. ضربت منازلنا ومناطقنا, والجيش منتشر في كل قرية وفي كل منطقة".

وقال: "نحن نريد من الإخوة في ثورة الشباب أن يتفهموا مثل هذا الوضع, وهم ليسوا بأغبياء, كما أن عليهم أن لا يكونوا مثل النظام في الموقف من الحراك, فإن كان كذلك فمعنا هذا أن النظام نجح في استثمار الشباب ضد الحراك الجنوبي", مضيفا "يجب أن يتفهموا شعارات الحراك الجنوبي ومطالبه إذا كانت لديهم نوايا في الوصول إلى حلول سياسية بين شمال وجنوب".

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية