مشترك مأرب : لا وصي مدى الحياة .. وعلى الرئيس تقديم استقالته من المؤتمر وابعاد اسرته عن المناصب العسكرية

الخميس 03 فبراير-شباط 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس ـ مأرب ـ علي الغليسي
عدد القراءات 9336

شهدت محافظة مأرب صباح اليوم مهرجاناً جماهيرياً حاشداً في إطار الهبة الشعبية التي تأتي كردة فعل على سياسات السلطة وحزبها الحاكم ، وقد تحولت ساحة الحرية في مدينة مأرب ـ قلب عاصمة المحافظة ـ إلى ساحة واسعة للاحتجاج الشعبي حيث توافد الآلاف من المشاركين من كافة مديريات المحافظة إلى موقع المهرجان سيراً على الأقدام في صفوف منتظمة مرددين الهتافات المناهضة للنظام وحاملين الشعارات المطالبة بإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والمنددة بالتوريث والانقلاب على الديمقراطية والجمهورية والوحدة وبسياسات الإفقار والتجويع وحرمان محافظة مأرب من أبسط الخدمات وحقوقها المشروعة.

وفي المهرجان الذي بدئ بآي من الذكر الحكيم استهل النائب / علي عبدربه القاضي رئيس كتلة المستقلين بمجلس النواب كلمته بدعوة رئيس الجمهورية إلى تقديم استقالته من المؤتمر الشعبي العام ، حتى يكون رئيساً للجميع وليس لحزب ، وليقوم برعاية الحوار بين مختلف القوى السياسية ، مشدداً على ضرورة أن يجلس الجميع على طاولة الحوار الجاد وليس الحوار التكتيكي ، مؤكداً بأن عام2011م هو عام يقظة الشعوب وأن طريق نضالنا في اليمن سلمي لن نسمح باختراقه من قبل المندسين.

وأشار القاضي إلى أن الوحدة في خطر وأن الأوضاع إذا تفجرت فلن يكون اليمن يمنيين ولا ثلاثة ،منوهاً إلى ضرورة تحقيق العدالة لحماية الوحدة والتوزيع العادل للسلطة والثروة والابتعاد عن الحكم الفردي ،مطالباً السلطة سرعة منح مأرب حقوقها المشروعة ، ونصيبها من عائدات الثروة وتوفير الخدمات الأساسية التي تفتقر إليها مديريات المحافظة.

أما النائب فؤاد دحابه فقد حيا الجموع المحتشدة التي استجابت للدعوات الوطنية ، وجاءت لتعبر عن رفضها للفساد والاستبداد والتوريث والتمديد ، معتبراً الهبة الشعبية تمثل ثورة سلمية على امتداد الوطن ، واستفتاءً شعبياً حقيقياً لن يقبل سوى التغيير ، وهو السبيل الأمثل للدفاع عن حاضر ومستقبل ووحدة وثروات البلاد ودستورها ، وقال دحابه : إن هبتكم الشعبية واجب تلقيه عليكم مسؤوليتكم الوطنية سعياً ليمن حر ليس فيه استبداد ولا ظلم ، وبحثاً عن يمن تسوده العدالة والمساواة ، مؤكداُ بأن عجلة الزمن لا يمكن أن تعود إلى الوراء ، والعاقل من اتعظ بغيرة وأن تحدي الإرادة الشعبية معركة خاسرة لا مجال فيها للربح والانتصار ، مشيراً إلى أن الهبة الشعبية في تصاعد مستمر ولن تتوقف حتى تتحقق كامل الأهداف الوطنية ، وليس أمام هذه السلطة إلا أن تحترم هذه الهبة إن كان فيها ذرة حب لهذا الوطن ، وخاطب عضو برلمانية المشترك الجماهير بقوله: إن خروجنا اليوم جاء لنقول كلمة حق عند سلطة جائرة ولنعيد للثورة ألقها وللجمهورية اعتبارها ولنعلن ميلاد عهد جديد كله حرية وعدالة ، مضيفاً بأن الحلول تكمن في احترام إرادة الجماهير في التغيير نحو الأفضل مع تداول سلمي لا انقلاب فيه ولا توريث والعودة إلى الاتفاقات الموقعة واحترامها بالإضافة إلى حوار وطني شامل وتوزيع عادل للثروة والمشاريع والخدمات.

الباشا يؤكد: لا وصي مدى الحياة والقبلي يؤيد : المحاكمة لا المناظرة ورقيب يتحدث عن القوة الحقيقية

من جهته حيا الشيخ / علوي الباشا بن زبع أمين عام المجلس الأعلى لتحالف قبائل مأرب والجوف روح المبادرة والشجاعة والتحدي والوحدة التي شكلت لوحة رائعة من مواقف الرجال وعزائم الشرفاء في ساحة الحرية بمحافظة الكرامة وعاصمة التاريخ ومنطلق التغيير السلمي ، مشيراً إلى أن شركاء أحزاب اللقاء المشترك سيستمرون اليوم وغداً وبعد غد وحتى تتحقق مطالب الشارع اليمني ، ومن أجل الحفاظ على مكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر وعلى الوحدة والديمقراطية وحتى العودة إلى الشرعية التوافقية التي جرت في فبراير 2009م وإلغاء كافة التصرفات الانقلابية التي أقدم عليها الحزب الحاكم والنظام الرسمي في حق الدستور والقانون والحوار الوطني الشامل على طريق التغيير ، وقال الباشا في كلمته خلال المهرجان الحاشد عن تحالف قبائل مأرب والجوف : " لسنا معتوهين حتى ننصب وصياً علينا مدى الحياة ، ولسنا تركة استولى علينا الحاكم حتى يورثنا لأبنائه ، ولسنا قصاراً حتى نستجدي من الحاكم أو من الخارج حقوقنا ومصالح شعبنا ، ويخطئ من يعتقد أن اليمن عقمت من الرجال وأفلست من القادة ، ويخطئ من يردد بلسان اليأس والعجز أن اليمن ستخترب أو ستحترق فنحن نقول لهؤلاء : لا ، اليمن ستظل اليمن والشعب هو مصدر القوة والدولة ، وعلى هذا النظام المستخف بنا والمتعجرف علينا أن يلبي مطالب شعبنا كاملة ، أو أن يرحل واليمن ستكون بخير " وأضاف : نحن ندعم الحراك السلمي الجنوبي في مطالبه المشروعة كونهم قدموا دولة تم اجتياحها في 94م ويجب أن يعاد الاعتبار للجنوب والوحدة.

وأكد الباشا : " ليس لدينا مشروع انقلابي ولا نشجع على الفوضى وليست لنا مطالب شخصية أو مناطقية أو فئوية ، بل لدينا مشروع الإجماع الوطني مع أحزاب اللقاء المشترك ومشروع الهبة الشعبية السلمية محدد بإلغاء الحزب الحاكم كل ما أقدم عليه خارج الوفاق الوطني ويعودوا إلى الحوار وتلبية مطالب الشارع كاملة دون قيد أو شرط وبضمانات دولية أو التغيير الشامل وليرحلوا كما رحل غيرهم ولكن على الطريقة اليمنية"، ونوه عضو تحضيرية الحوار الوطني إلى أن الحاكم أفقد الدستور قدسيته ، وأن شرعيته التي يستمد منها بقاءه في السلطة الآن بما فيها البرلمان هي شرعية التوافق الوطني.

أما الشيخ / مرسل علي القبلي نمران رئيس لجنة الحوار الوطني في مأرب فقد دعا الحاكم إلى استلهام الدرس التونسي والمصري والمبادرة إلى إجراء إصلاحات عاجلة في المجالات السياسية والاقتصادية ، وتنفيذ تغييرات شاملة لقيادات المؤسسة العسكرية التي يستحوذ عليها الأبناء والأقارب في العائلة الحاكمة ، والشروع فوراً إلى عقد حوار وطني شامل بضمانات دولية ، وقال القبلي أن دعوة الرئيس الأخيرة للمناظرة هي محاولة للهروب في الوقت الضائع من المحاكمة التي يتحفز الشعب إليها ، منوهاً إلى ضرورة العمل من أجل اصطفاف وطني وشعبي في حركة جماهيرية ثورية لا تكل ولا تمل حتى تطيح بالطغيان ، وتحقق العدالة والمساواة والعيش الكريم الذي ينشده أبناء الوطن.

في ذات السياق قال الشيخ / ناصر مبروك رقيب في كلمته عن أحزاب اللقاء المشترك أن السلطة تعتبر موارد وثروات مأرب غنيمة خاصة يتم تقاسمها بين القلة من الورثة وذوي القربى والموالين ، وتنظر إلى بقية السكان وكأنهم فائضاً بشرياً يعكر صفو رفاهية تلك القلة ، وأكد رقيب أن أحزاب اللقاء المشترك اختارت القوة الحقيقية وصاحبة القرار الشرعي قوة الشعب الذي لبى الدعوة وانتظم في هبة شعبية من أقصى البلاد إلى أقصاها وذلك بعد أن تحدت السلطة الجميع بالقوة والثروة.

دعوات للتغيير .. واستنفار للشباب .. وتضامن مع الشعب المصري

المهرجان الذي تخللته عدد من الأناشيد الهادفة والقصائد الشعرية المعبرة ألقيت خلاله ثلاث كلمات أخرى من قبل الشيخ / مرضي بن كعلان عن ملتقى مأرب ، والأخ / علي أحمد الصوفي عن شباب مأرب ، بالإضافة إلى الكلمة الترحيبية التي ألقاها الشريف عبد الكريم بن حمد حيدر الذي أشار خلالها إلى أن طريق الحرية يتطلب وجود قناعة بدفع الظلم عن نفوسنا والسعي إلى تغيير هذا النظام لتغيير الواقع المعاش الذي يجبرنا الحاكم على تقبله بالإكراه ، أما الشيخ مرضي بن كعلان فقد طالب الرئيس بالخروج من حزب المؤتمر وتأجيل الانتخابات حرصاً على مصلحة البلاد وتشكيل لجنة من الحكماء والعلماء لبحث خلافات الأحزاب بالإضافة إلى المطالبة بحقوق محافظة مأرب وخصوصاً كهرباء الغاز ، وقد أكدت كلمة شباب مأرب على ضرورة رحيل من نهبوا ثروات الوطن في شماله وجنوبه ، وأن ذلك قد يكون على يد الشباب اليمني الحر الثائر المتحد.

نص البيان الختامي لمهرجان مشترك مأرب:

في ظلال الهبة الشعبية من اجل التغيير.. أقامت أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني مهرجان جماهيريا حاشدا يوم الخميس الموافق 3/2/2011 حضره إلى جانب المشايخ والواجهات الاجتماعية وقادة الرأي الآلاف من أبناء وسكان محافظة مأرب اللذين توافدوا من مختلف مديريات المحافظة.من مدنها وقراها منذ الساعات الأولى إلى ساحة الحرية في عاصمة المحافظة في مسيرات هادرة مرددين الزوامل والهتافات، رافعين اللافتات المطالبة بالتغيير، بعد أن بلغ السيل (الزبى) ،من جراء سياسات سلطة قضت على الجمهورية ،ودمرت الوحدة ،وألغت الديمقراطية، وعبثت بالدستور والقانون ،وامتهنت الحروب ضد أبناء الشعب، وخربت الحياة السياسية والتعددية الحزبية ،وانتهكت الحريات، وقمعت الرأي والرأي الآخر، وصادرت الصحف وأغلقتها، وتمادت في ملاحقة نشطا المجتمع وقادة الرأي وممثلي المجتمع المدني والناشطين السياسيين والحقوقيين ، وأوصلت الاقتصاد إلى أدنى مستوياته، بعد أن بلغت معدلات الفقر مستويات مفجعة، وارتفعت معدلات البطالة إلى ما يقارب 48%، وزادت الأسعار وبالذات أسعار المواد الغذائية ،حتى أصبح توفير لقمة العيش اليومية عند غالبية الشعب هما لا نهاية له. وفي المقابل استشرى الفساد وزاد النهب والعبث الممنهج لكل مقدرات وثروات وخيرات البلد من قبل شله قليلة فاسدة مما حول البلد إلى خرابه متداعية تنذر بعواقب لا يعرف مآلاتها إلا الله.

إن أبناء مأرب وسكانها الأحرار وقد تجمعوا في هذا اليوم مجدداً يعلنون ما يلي:

• عزمهم المضي نحو التغيير بكل عزيمة وإصرار، تغيير يفضي إلى يمن متحرر من الفساد والعبث والشخصنة والتملك الخاص بالوطن والشعب .

• يعبر المهرجان عن رفضه لكل إجراءات السلطة وحزبها ، وانقلابها على الدستور والقانون ، ويرى أن هذه الإجراءات ما هي إلا مسرعات لنهاية الفساد والعبث ومؤشر على دنو التغيير.

• يعبر المهرجان عن إدانته لاستخدام الجيش في قصف ردفان والضالع، ومحاصرة السكان وتشريد الأبرياء، ويعلن عن تضامنه مع أبناء المحافظات الجنوبية في حراكهم السلمي، ويدعوهم إلى التعاون والتلاحم من أجل التغيير والخلاص.

• يعبر المهرجان عن تأييده ومباركته لثورة الشعب التونسي على نظام الدكتاتورية والاستبداد.

• يعلن المهرجان عن تضامنه مع شعب مصر العظيم في ثورته الشعبية الراقية ويحيي صموده أمام آلة القمع والبلطجة.

قال تعالى:(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.

صادر عن مهرجان مأرب

يوم الخميس 3/ فبراير / 2011م

اكثر خبر قراءة المحلية