تضاربت الأنباء حول ملابسات مقتل الناشط في مايعرف بإتحاد شباب الحراك الجنوبي فارس زيد عبدالكريم طماح- صباح اليوم الأثنين- في معتقل شرطة المعلا بمحافظة عدن، بعد ثلاثة أيام على إعتقاله من الشارع الرئيسي بالمديرية.

وفي حين قالت المصادر الأمنية بعدن أن القتيل فارس طماح إنتحر بسلاح أحد حراس السجن، بعد أن قام بسلبه وإصابة الحارس بطلق ناري، قبل أن ينتحر بعدها بذات السلاح- نفى مصدر في الحراك بشدة هذه الرواية وأكدت قيادته أنه مات مقتولا بطلق ناري في رأسه بأيدي جنود الأمن في المعتقل.

وقال المحامي والقيادي في الحراك الجنوبي يحيى غالب الشعيبي أن القتيل فارس طماح قتل بطلق ناري في الرأس وليس منتحرا كما قالت الأجهزة الأمنية بعدن.

مؤكدا لـ(مأرب برس) أن المعتقل سبق وأن تم اعتقاله من قبل أمن عدن، حينما كان مارا بسيارته في الشارع العام لمديرية المعلا، بتهمة سماعه لأغاني فنان الحراك الجنوبي "عبود خواجه" ،والذي قامت اجهزة الامن بمحافطة لحج بإعتقال شقيقه عبدالكريم خواجه- يوم أمس- من مقر عمله في إدارة تربية لحج، على أسباب غامضة لم تعرف بعد.

وحمل المحامي الشعيبي السلطات الأمنية بعدن مسؤولية مقتل طماح، معتبرا أن ماجرى له يعتبر جرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي، مناشدا بالمناسبة منظمات المجتمع الدولي والمهتمة بحقوق الإنسان إلى الالتفات إلى مايتعرض له أبناء المحافظات الجنوبية وقيادة وأتباع الحراك الجنوبي من إنتهاكات ضد الإنسانية"- وفق تعبيره.

وحاول محرر مأرب برس التواصل أكثر من مرة مع مدير أمن عدن لمعرفة ملابسات الحادثة وماتوصلت إليه أجهزة الأمن من نتائج التحقيقات الجارية حول مقتل فارس طماح، دون فائدة.

وأفادت مصادر محلية بعدن أن جثة الشاب القتيل فارس والجندي المصاب قد جرى نقلهما إلى مستشفى الجمهورية التعليمي بخور مكسر، في حين توافد المئات من أسرهما إلى المستشفى وأمام سجن شرطة المعلا المحاذية للشارع الرئيسي للمدرية، إحتجاجا على الحادثة ولمعرفة أسبابها الحقيقية.

وعلى جانب آخر، أكدت مصادر في الحراك أن مسؤولي سجن البحث الجنائي بعدن رفضوا السماح للعميد المعتقل "قاسم الداعري" والقيادي في الحراك محمد بن هادي الأمير من الخروج إلى المستشفى ومراجعة الطبيب بعد تدهور صحتهما في المعتقل، ليتم بعدها نقل الداعري وآخرين إلى معتقل سجن المنصورة في ظل أنباء عن تدهور صحته بصورة كبيرة.

قيادة الحراك من جانبها سبق وأن حملت السلطة مسؤولية سلامة الداعري ومن معه من المعتقليين بعدن، بعد ان أجّلت محاكمتهم أكثر من 7 أشهر على توقيفهم،اضافة الى العميد علي السعدي وقيادي حراكي آخر إعتقلوا من الشيخ عثمان بعدن .

وحسب محامي الدفاع عنهم، المحامي عارف الحالمي "فقد جاء إعتقالهم دون مسوغ قانوني ، وان احتجازهم بعد مرور أكثر من 6 أشهر دون إحالتهم إلى المحاكمة غير قانوني ايضا".

يذكر أن تظاهرة الحراك اليوم الأثنين في الضالع والتي أصيب فيها شخصين جاءت لتجديد التضامن مع المعتقلين، وإحتجاجا على تصرف العميد عبدالله قيران- مدير أمن عدن- اعادة فضل غالب شعفل- القيادي في الحراك بالضالع- إلى سجن البحث الجنائي بعدن، بعد يومين من الإفراج عنه من قبل النيابة والمحكمة"- وفق رواية مصادر الحراك.