شدد المشاركون في "منتدى المجتمع المدني الموازي لمؤتمر لندن حول اليمن والإرهاب" على أهمية دعم تطوير الديمقراطية والتعاون الدولي لمنع هجرة عناصر القاعدة من أفغانستان والصومال والخليج إلى اليمن لتحويلها إلى وطن للإرهاب .

وحذر المشاركون في منتدى المجتمع المدني من أية محاولات لتحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمي أو دولي تحت مبرراً محاربة الإرهاب، مطالبين المجتمع الدولي بتعريف مفهوم الإرهاب وتحديد ضوابط محاربته حتى لا يتحول الحرب على الإرهاب إلى عملية ابتزاز مما يتيح توظيف هذه الحرب لمصالح جماعات أو فئات أو قوى أو دول.

وأشارت توصيات منتدى المجتمع المدني إلى أن الحرب على الإرهاب حرب عالمية، واليمن جزء من العالم، محذرين من تجاهل وجود المشكلة في اليمن أو تضخيمها في نفس الوقت، مشددين على ضرورة أن تتضمن اجندة محاربة الإرهاب حاجات المجتمع التنموية التي تفوق إمكانات الدولة.

كما أكدوا على دعم التنمية المستدامة في اليمن لمكافحة الفقر والبطالة والتخلف باعتبارها من أهم عوامل تنفيس الإرهاب.

وأكد ممثلو منظمات المجتمع المدني في المنتدى المنعقد اليوم على تمسك منظمات المجتمع المدني بوحدة وسيادة واستقرار اليمن، ورفض أي تدخل سياسي أو عسكري يمس هذه الثوابت التي يجمع عليها كل أبناء اليمن.

وأكد ممثلو المجتمع المدني على أهمية ألاّ يقتصر الدعم الدولي لمكافحة الإرهاب على الدعم الأمني والعسكري، مشددين على ضرورة دعم الإصلاح السياسي والتنمية وتشجيع القوى السياسية على الحوار السلمي ودعم أيه مبادرات للحوار الهادف لحل مشاكل اليمن وأزماته الداخلية بمشاركة الجميع.

ودعا المشاركون في المنتدى المجتمع الدولي، والدول الكبرى إلى إعادة النظر في سياساتها الخارجية إزاء البلدان النامية وقضايا الأمة العربية والإسلامية على وجه التحديد، مؤكدين أن غياب العدالة في التعامل مع هذه القضايا واحدة من أهم العوامل التي تثير أحقاد الشعور إزاء القوى المتسلطة.

وأكدت توصيات منتدى المجتمع المدني الموازي لمؤتمر لندن أن اليمن يواجه تحديات داخلية حقيقية أهمها تهديدات تنظيم القاعدة والتمرد الحوثي ودعوات التمزق فضلاً عن التحدي الاقتصادي الذي يعد أهم عوامل وجود هذه التحديات.

ودعا المشاركون في منتدى المجتمع المدني الموازي لمؤتمر لندن إلى دعم توسيع مشاركة المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب بمشاريع توعية وتنمية فكرية تواجه أفكار التطرف والغلو والإرهاب، مؤكدين على ضرورة محاربة الفساد باعتباره وجهاً آخر للإرهاب.

وحذرت توصيات منتدى المجتمع المندي من الخلط في مفهوم الإرهاب وأدوات مكافحته، مشددة على ضرورة إمعان النظر في اشكال الجريمة التي تظهر على السطح قبل توظيفها، مؤكدة أن مكافحة الإرهاب عمل متكامل يشمل التوعية والتنمية وتفعيل القوانين النافذة وإصلاح النظام السياسي ودعم الديمقراطية وتوسيع مشاركة المجتمع وكذلك استخدام أجهزة الأمن وفقاً للنظام والقانون وعبر أجهزة القضاء.

وطالب المشاركون في المنتدى أجهزة السلطة بالشفافية في التعامل مع مشكلة الإرهاب، وإعلان أسماء الإرهابيين المطلوبين، ووضع أجهزة القضاء والمجتمع في الصورة مما يجري.

وكان ممثلو 36 منظمة مدنية قد عقدوا صباح اليوم "منتدى المجتمع المدني الموازي لمؤتمر لندن حول اليمن ومكافحة الإرهاب" تحت شعار " ضمان أمننا وحريتنا وحقوقنا لمكافحة الإرهاب "، وناقشوا على مدار6 ساعات أربع أوراق عمل حملت عناوين: "- التوظيف السياسي للحرب على الإرهاب – الإرهاب ومشكلات التنمية – تحديد بنية الأمن وأشكاله من منظور السلطة والمواطن والمجتمع المدني- دور منظمات المجتمع المدني في مراقبة سياسية مكافحة الإرهاب"