أزمة جديدة ومقلقة للإمارات .. أبوظبي تطرد القوات الإيطالية من قاعدة المنهاد الجوية

السبت 26 يونيو-حزيران 2021 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 6155

 

قالت صحيفة "ديفينس نيوز" الأميركية، إن الإمارات طلبت من القوات الايطالية مغادرة قاعدة المنهاد الجوية في دبي، بعد أن فرضت روما حظرا للأسلحة على أبوظبي بسبب حرب اليمن، ما قد يعقد من عمليات إنسحاب إيطاليا من افغانستان.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها، "، أن الإمارات تقوم بإجلاء طائرات وأفراد إيطاليين من قاعدة عسكرية رئيسية انتقاما من حظر الأسلحة الذي فرضته روما على أبوظبي في يناير الماضي.

وقال ماتيو بيريجو دي كريمناغو عضو البرلمان الإيطالي وعضو لجنة الدفاع البرلمانية للصحيفة، إن إيطاليا مُنحت مهلة حتى الثاني من يوليو لمغادرة قاعدة المنهاد الجوية في الإمارات.

وأضاف: "لقد بدأ الانسحاب بالفعل، وبينما يجري العمل من قبل إيطاليا لتأمين إلغاء الإخلاء في اللحظة الأخيرة، أشك في أنه سينجح".

وتابع: "عندما تنهار العلاقات في الخليج، من الصعب للغاية إحيائها".

وقال قائد القوات الجوية الإيطالية السابق الجنرال ليوناردو تريكاريكو للصحيفة، إن آخر طائرة إيطالية غادرت القاعدة يوم الخميس، ولم يتبق سوى المواد المتبقية لجمعها.

وقال تريكاريكو، الذي يشغل الآن منصب رئيس مركز أبحاث ICSA في روما، إن الإخلاء كان مجرد جزء من المعاملة القاسية التي تتعرض لها إيطاليا من قبل الإمارات"، مضيفاً: "كما نفت الإمارات استخدام مجالها الجوي للطائرات العسكرية الإيطالية".

ولم تعلق وزارة الدفاع الإيطالية على تقرير الصحيفة الأمريكية حتى نشر هذا الخبر.

وكانت قاعدة المنهاد في دبي، والتي تستضيف طائرات من دول مختلفة، مهمة لإيطاليا منذ أن اتخذت مساحة هناك في عام 2015 لتركيب رحلات جوية فوق العراق وكمحطة توقف في طريقها إلى القواعد الإيطالية في أفغانستان، إذا تم تأكيد الإخلاء، فقد يعقد الآن انسحاب إيطاليا المستمر من أفغانستان بشكل خطير وفق الصحيفة الأمريكية,

واستخدمت إيطاليا أيضًا المنهاد كقاعدة للرحلات الجوية لدعم العمليات متعددة الجنسيات في القرن الأفريقي والمحيط الهندي.

وارتبط إخلاء الإمارات بقرار إيطاليا في يناير بفرض حظر على بيع ذخائر وصواريخ للإمارات والسعودية بسبب مخاوف من الحملة العسكرية لدول الخليج في اليمن.

والدولتان جزء من تحالف يقاتل قوات الحوثي في ​​اليمن المدعومة من إيران في صراع ترك 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى المساعدة وفقا للأمم المتحدة.

وتم تنفيذ الحظر الإيطالي من قبل حكومة ائتلافية بقيادة رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي والتي دعمها الحزب الديمقراطي يسار الوسط وحزب الخمس نجوم المناهض للمؤسسة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استدعت وزارة الخارجية الايطالية سفير أبوظبي لدى روما عمر الشامسي، على خلفية رفض أبوظبي السماح لطائرة تابعة لسلاح الجو الإيطالي عبور الأجواء الإماراتية.

وقالت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية إن استدعاء السفير عمر الشامسي من قبل الخارجية الإيطالية لم ينقِ أجواء العلاقات بين البلدين التي وصفتها بـ”المتصحّرة”.

 

وكشفت الصحيفة عن أن قرار أبوظبي الأخير بمنع دخول طائرة عسكرية إيطالية كانت متجهة لأفغانستان يُقرأ الآن في روما بمثابة تحذير أخير قبيل إغلاق قاعدة المنهاد الجوية الإيطالية في دبي.

وأكدت الصحيفة على الأهمية الاستراتيجية لهذه القاعدة الجوية التي تستخدمها القوات المسلحة الإيطالية منذ عام 2002 للربط بين وحداتها العسكرية في أفغانستان والكويت والعراق.

وأشارت إلى أن السلطات في أبوظبي لا تقبل الحكم على التزامها في الصراع الدائر باليمن باعتباره عدوانا، وتعارض بشدّة هذا الاتهام الذي على أساسه فرضت حكومة رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي حظر بيعها لقنابل وصواريخ وقاذفات أسفر استخدامها عن سقوط ضحايا مدنيين باليمن.

ولفتت إلى الخطاب الإماراتي الذي لم تضفِ عليه أبوظبي مطلقا الطابع الرسمي لكن تم نقله بوضوح إلى كبرى الشركات الصناعية الإيطالية، وهو أن “استمرار حظر توريد السلاح لأبوظبي لن يمكّن هذه الأخيرة من أن تكون شريكا تجاريا مع روما ولا حتى حليفا عسكريا”.

ولاحظت الصحيفة تنامي الغضب الإماراتي في الأسابيع الأخيرة بسبب التعاون الإيطالي مع قطر، والتي تزودها إيطاليا حاليًّا بأسطول حربي متطور ومتكامل بكل شيء فضلا عن تدريب طواقم سلاحها البحري، بحسب الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن أبوظبي تطالب الآن إيطاليا بتقديم اعتذار واضح وإلغاء الحظر المفروض عليها، كما تطالبها أيضا بضمانات بشأن نزاعات أخرى حصلت في الآونة الأخيرة مثل قضية الشراكة بين طيران الاتحاد والخطوط الجوية الإيطالية التي تخضع الآن لتحقيقات النيابة في مدينة تشيفيتافيكيا بمقاطعة روما، إذ وُجهت اتهامات لمديرين عامين في طيران الاتحاد وطُلبت تعويضات.